الصين الاشتراكية وتحسين معيشة الشعب
موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع*:
يعيش ويحيا في جمهورية الصين الشعبية أكثر من مليار ونصف المليار نسمة، ينتمون إلى عشرات القوميات ضمن الشعب الصيني الواحد والمتحد. والصين دولة مترامية الأطراف، وتحيا هذه القوميات في الصين الكبيرة المترامية الأطراف بعناية الدولة الاشتراكية، التي تهتم برفع مستواهم الحياتي والتعليمي والثقافي والعملاني وغيره.
وفي الصين يوجد الغني و “الفقير” بالمفهوم النسبي للفقر والذي تسعى القيادة الصينية الحزبية لانتشاله منها، والقضاء على الفقر غير المدقع في مرحلة التطور الحالية، وهنا علينا أن نفهم الفرق بين مفهومي الفقر والفقر المدقع، ففي الصين لا يوجد فقر مدقع، والفقر بمعنى تدني الرواتب ومستوى المعيشة يُعاني منه أقل من خمسين مليون مواطن صيني، والتطوّر الصيني يَستهدف القضاء على هذا المستوى من الفقر، ونقل الفقراء الصينيين الى مستوى أعلى، خلال سنوات قليلة جداً، لم يَسبق لها مثيل في تاريخ البشر.
والسؤال الذي يطرح نفسه بمنطقية: كيف استطاعت الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني رفع شعار محاربة الفقر لقتله في حقبة قصيرة، بينما لم تتمكن الدول الرأسمالية الأكبر والأعرق من قتله ولا من رفع مستوى سكانها ومواطنيها كافة الى مستوى لائق؟
عملت الصين وما تزال تعمل طوال الوقت وعلى مدار كل السنين، وجهدت في عملها لتجفيف الفقر ومنابعه، سواء المادية أو المعنوية والاجتماعية. والفقر مرض خطير بلا شك، ورفع مستوى الفقرء يتطلب جهوداً هائلة خارج النطاقات المادية، أقصد هنا المعنوية والروحية، لتثبيت شأن العمل اليومي أساساً للحياة، وبكونه الشرف والقيمة الأكبر والأثمن.
لقد أنجزت الصين مئات وربما ألوف الأبحاث لأجل التخلص من آفة الفقر استناداً الى المبادىء الاشتراكية بألوان صينية، المدعّمة بالتراث الماركسي والاشتراكي عموماً، فكان للصين ذلك، وتمتع الفقراء بمختلف أشكال الدعم الاجتماعي ومنه الصحي، والتعليم، ونيل الثقافة، والمأكل والسكن الكريم، وعموماً توفير الحماية الاجتماعية المادية والمعنوية لهم.
وعلى سبيل المثل، زار وفد إتحادنا الدولي الذي ضم 17 عضواً، من عدد من الدول العربية الآسيوية والأفريقية، زار في شنغهاي مركز ثقافي في أحد مناطق المدينة، حيث يعيش جوله سكانٌ بقدر سكان وشعب دولة صغيرة!، وهو واحد من مراكز كثيرة في الصين الكبيرة، رغبة من قيادة الحزب الذي قدّم الدعوة إلينا، لإطلاعنا نحن أعضاء الوفد الاتحادي الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين، على جهود الحزب والحكومة هناك، في محاربة الفقر، وتوفير مختلف الخدمات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية لكبار السن، الأُمهات، العجزة وأصحاب الإعاقات ورقيقي الحال من المواطنين الصينيين، من مختلف قوميات الشعب الصيني الواحد.
المركز الثقافي في شنغهاي الذي نحن بصدده، يوفر خدماته الحيوية لعشرة ملايين صيني في المنطقة التي ينشط فيها، ورعايتهم في مختلف جوانب الحياة، بدعم مطلق من الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الباني، وبإشراف مباشر ودقيق من لدن القائد شي جين بينغ.
في كل عام ينفق على هذا المركز الثقافي أكثر من 3 ملايين يوان صيني لدعم المركز ورفع مستوى خدماته المقدمة للمواطنين، ورفع المعاناة عنهم والمساهمة بالقضاء على جيوب الفقر لديهم، وهناك شاهدنا بأُم اعيننا نحن أعضاء الوفد، إهتمام الحزب بالشعب، وهناك ترى المراكز الترفيهية والتعليمية للراغبين، والمنشآت الرياضية بأشكالها المختلفة، ومساقات الرسم، تعليم الرقص لكبار السن من الجنسين، ومختلف الاعمال اليدوية غيرها الكثير.
وبالتفصيل على سبيل المثال كذلك، ففي المكتبة الكبيرة التابعة للمركز، بداخله، يتوافر للقراء أكثر من خمسين ألف كتاب صيني وأجنبي ومرجع في مختلف نواحي العلوم والحياة، والانضمام للمكنبة سهل وميسور للجميع، وهي تفتح أبابها يومياً أمام المهتمين.
وفي الاهتمام بالطفل والطفولة، يوجد في المركز فضاء خاص بالاطفال واليافعين، والمُسنّين كذلك، حيث آمّن المركز لهم جميعاً الرعاية على يد متخصصين، والمسكن، وشتى المساعدات والمساهمات لقاء اشتراك بمبلغ مالي زهيد جداً، رمزي، لا يتجاوز 25 يواناً صينياً، أي نحو أربعة دولارات أمريكية، وهو يؤكد مرة أخرى، على مدى الاهتمام الذي يوليه الحزب الشيوعي الصيني المجيد للطفولة والامومة والشيخوخة لمواطنيه الذي بذلوا لأجل الوطن الصيني كل ما أمكنهم، فمنحتهم الدولة جائزتها – الاهتمام اللائق والموصول بهم والحدب اللائق عليهم كحق قانوني لا جدال فيه ولا نقاش.
يتساءل كثيرون عن أسباب هذا الاهتمام الصيني بمواطني الصين؟!، فللعامل حق العمل، ولكبار السن حق العاش التقاعدي والخدمات المتنوعة، وللطفولة والنساء خدمات ميسرة خاصة بهم، ونقول رداً على ئلك، أنه الحزب الذي يرفع مواطنيه الى مستوى السماء، ويوفر الاهتمام بالضعفاء، ويُخلص لهم كما أخلصوا له في حياتهم وبذلوا في مراحلها الأصعب الغالي من أجل البلاد ومستقبلها.
إن النجاح الباهر للحزب الشيوعي الصيني المجيد في برامجه أنفة الذكر، وفي غيرها، أصبح أُمثولة وأنموذجاً يُحتذى به عالمياً، ويُشيد به رؤساء وزعماء الدول والمنظمات الدولية وتلك التي تُعني بحقوق الانسان والطفولة والكهولة والتعليم والصحة وحياة الانسان عموماً.
إن تجربة الحزب الشيوعي الصيني المجيد هي تجربة رائدة، وهي مفيدة ولازمة لتنهل منها شعوبنا العربية وتأخذ منها ما يُفيدها، لكن ذلك يتطلب أن نصل بمستوانا للمستوى الصيني فكرياً وعقلياً وسياسياً ونهجاً وعملانياً وواقعياً، فدروس الصين إرث يُغنِي البشرية وأجيالها.
…
* #بهاء_مانع_شياع: رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) #الصين، ورئيس منتديات مستمعي #الاذاعة_الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في وكالة #السندباد_الإخبارية، وعضو في #نقابة الصحفيين العراقيين.