يداً بيد لدفع التعاون الصيني العربي وبناء “الحزام والطريق”
صحيفة النهار اللبنانية ـ
وانغ كيجيان (سفير جمهورية الصين الشعبية في بيروت):
تعقد الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني -العربي في بيجينغ يوم 10 تموز الجاري، حيث يجتمع تحت سقف واحد مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وممثلو الدول العربية، بمن فيهم معالي الوزير رائد الخوري وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني . سيقوم المشاركون في الاجتماع بالبحث الشامل والمعمق حول سبل توطيد الصداقة الصينية العربية التقليدية وتعزيز التعاون الاستراتيجي الصيني العربي ودفع التعاون في بناء “الحزام والطريق” والإسهام في إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية ومصير مشترك للبشرية. سيناقشون أيضا كيفية تطوير البناء المؤسسي للمنتدى والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك .
إن الصداقة الصينية العربية تضرب جذورها في أعماق التاريخ. وكان طريق الحرير البري والبحري يربط الأمتين الصينية والعربية قبل 2000 سنة . ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي وخاصة بعد اطلاق مبادرة “الحزام والطريق” عام 2013، شهدت علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية تطورا متسارعاً وحقق التعاون بين الجانبين نتائج مثمرة في كافة المجالات .
على الصعيد السياسي تتعزز الثقة المتبادلة بين الجانبين باستمرار، وتقوم القاعدة الأساسية للتعاون السياسي الصيني العربي على الاحترام المتبادل ودعم المصالح الجوهرية للجانب الآخر. فقد تمت إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة أو علاقات شراكة استراتيجية أو علاقات تعاون استراتيجي بين الصين و 9دول عربية حتى الآن .
وعلي الصعيد الاقتصادي، يتطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين على نحو مكثف، حيث تم إنشاء اللجان الاقتصادية والتجارية المشتركة مع جميع الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. وفي عام 2017، تجاوز حجم التبادل التجاري الصيني العربي 190 مليار دولار أميركي وأصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي ككل وأكبر شريك تجاري لعشر دول عربية.
ويحصد التواصل الإنساني والثقافي ثماراً وافرة، حيث تم عقد 7 دورات لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية و 5 دورات لمؤتمر الصداقة الصينية العربية وإقامة 3 مهرجانات فنية صينية و 3 مهرجانات فنية عربية وإنشاء 12 معهد كونفوشيوس و 4 فصول دراسية كونفوشيوسية في 9 دول عربية .
يحقق التشارك في بناء “الحزام والطريق” تقدماً متواصلاً . لقد وقعت الصين اتفاقيات التعاون بشأن بناء “الحزام والطريق” مع 9 دول عربية بما فيها لبنان. وأصبحت 7 دول عربية أعضاء مؤسسة للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وتم قبول لبنان مؤخراً بصفة عضو محتمل .
إن لبنان دولة عربية مهمة. شهدت العلاقات الثنائية تطوراً سلساً منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان عام 1971 ، وحقق البلدان نتائج إيجابية في بناء “الحزام والطريق ” ، إذ ظلت الصين أكبر شريك تجاري للبنان في السنوات الأخيرة. وفي عام 2017 ، وقعت الحكومتان الصينية واللبنانية “مذكرة تفاهم حول بناء الحزام والطريق ” ، بما يشكل دليلاً للتعاون الصيني اللبناني في بناء “الحزام والطريق” في العصر الجديد. وفي عام 2018 ، تبادلت الحكومتان المذكرة لإطلاق مشروع بناء المعهد الوطني العالي للموسيقى بالاستفادة من الهبة الصينية، وسيصبح هذا المشروع معلماً هاماً في سجّل الصداقة الصينية اللبنانية ونموذجاً بارزاً للتعاون الصيني- اللبناني في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. يتابع الجانب الصيني عن كثب الخطة الوطنية اللبنانية للتنمية الاقتصادية، وهو مستعد للعمل مع الجانب اللبناني على البحث في إمكانية ربط الاستراتيجيات التنموية للدولتين في إطار مبادرة “الحزام والطريق ” ، واستكشاف فرص للتعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين .
تكتسب الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي أهمية بالغة من حيث تطوير علاقات التعاون الاستراتيجية الصينية العربية، إذ أنها أول فعالية دبلوماسية تقيمها الصين والدول العربية سوياً بعد انعقاد المؤتمر الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني، كما أنها اجتماع هام في ظل تعمق التعاون الصيني العربي في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. نحن متأكدون أن العلاقات الصينية- العربية والصينية- اللبنانية ستتجه نحو مستقبل أجمل بفضل الجهود المشتركة والتعاون الصادق .