الصين تغير استراتيجيتها في حرب الرسوم مع الولايات المتحدة
تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير سكوسيريف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول دفاع الصين عن حرية التجارة والعولمة، مقابل القيود الأمريكية.
وجاء في المقال: أدانت وزارة الخارجية الصينية خطة البيت الأبيض فرض رسوم إضافية على الواردات الصينية. ودعت بكين إلى احترام قواعد منظمة التجارة العالمية وحماية علاقات الإنتاج العالمية، قائلة إن الولايات المتحدة تتبع نهجا حمائيا.
ليس من الصعب فهم لماذا ردت بكين، على المستوى الدبلوماسي، بحدة على هذا التهديد. فلم يمض أسبوع على بداية الحرب التجارية، وها هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفكر بالفعل في فرض رسوم جديدة على السلع الصينية، حسبما تؤكد مجلة Fortune. فقد أعلن البيت الأبيض أنه يدرس رفع التعرفة الجمركية على الصادرات الصينية بنسبة 10٪ أخرى. وبعبارة أخرى، يمكن أن يصل حجمها إلى 200 مليار دولار. وفي وقت سابق، أقرت إدارة ترامب رسوما بنسبة 25٪، الأمر الذي أفقد الصادرات الصينية 34 مليار دولار.
ثمة استراتيجية جديدة، كما تؤكد الفاينانشيال تايمز، قررت بكين اتباعها في المواجهة مع منافسها الجيوسياسي الرئيس وشريكها التجاري (الولايات المتحدة).
سابقا، كان لدى الصين نزاعات تجارية مع اليابان وفرنسا. وفي الآونة الأخيرة، مع كوريا الجنوبية. تزامن ذلك، في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، مع تصعيد المشاعر المعادية ضد المنافسين وصولا إلى التهديد بمقاطعة شركاتهم. لكن هذه المرة، تتعامل الصين بضبط نفس أكبر مع خطوات الولايات المتحدة، وتسعى إلى تقديم نفسها كدولة جذابة للاستثمار.
وفي الصدد، يقول ماكس زينلين، الخبير الاقتصادي في معهد ميركس في برلين: “أمريكا قوة اقتصادية أكبر من اليابان وكوريا الجنوبية. تفوّق الصين في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة يحد من قدرتها على فرض تعريفات على مبدأ “العين بالعين”. فالصين أكثر تأثراً، وهذا يجبرها على اختيار نهج مختلف”.
ولهذا السبب، ركز نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي، أثناء محادثاته في الولايات المتحدة وأوروبا، على إيجاد حلفاء محتملين. والاستثناء لم يكن المسؤولون الذين لهم علاقة بالبزنس في واشنطن. فالصينيون يرغبون في كسبهم إلى جانبهم، بتقديم تنازلات لهم في الاستثمار، ويغرون الشركات بوعود بإتاحة سوق الصين العملاقة أمامها.