المستشار الثقافى فى بكين: العلاقات الصينية المصرية فى مجال التعليم وصلت إلى مستوى غير مسبوق
حازم سمير
وصلت العلاقات الثنائية بين الصين و مصر إلى مستوى كبير ، كانت الثقافة و التعليم أبرزها على مدار السنوات القليلة الماضية ،حيث قال المستشار الثقافى المصرى ، الدكتور حسين إبراهيم ، إن التعاون فى هذا المجال وصل إلى مستوى غير مسبوق ، خاصة فىما يخص المنح الدراسية المقدمة من كلا الجانبين ، للحديث عن ذلك ، يأتى فيما يلى نص هذا الحوار :-
شهد التعاون الثقافى و التعليمى بين مصر و الصين قفزة كبيرة فى الأربع سنوات الأخيرة ، فما سبب ذلك؟
يرجع الفضل فى ذلك إلى زيارة الرئيس السيسى إلى بكين عام 2014، التى كانت بمثابة “طاقة الخير” بالنسبة للعلاقات الثقافية و التعليمية بين البلدين، حيث شهد هذا الملف تطورا كبيرا ، نظرا لاهتمام القيادة السياسية المصرية بتأسيس جيل جديد من الشباب يستطيع أن ينقل البلد إلى مستقبل أفضل, و بالفعل بعد اللقاء المثمر الذى جمعه بالرئيس الصينى ، شى جينبينغ ، و أعضاء الحكومة ، بدأ المكتب الثقافي المصري في إعداد ملف شامل يحقق الاستفادة من الخبرة الصينية فى مجال التعليم و البحث العلمي.
ماهو حجم المنح الدراسية المقدمة من الصين إلى مصر؟
فى الفترة الأخيرة تم زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة من الجانب الصيني ، فهناك البرنامج التنفيذى للتعاون والتبادل بين الحكومة المصرية و الصينية ، الذى يستهدف معاونى هيئة التدريس فى الجامعة للحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراه ، حيث نجحنا من خلاله فى مضاعفة عدد المنح من 20 إلى 83 فى كافة التخصصات باللغة الصينية أو الإنجليزية ، حيث يتحمل الصينيون تكاليف الاقامة و الدراسة مع إعطاء الدارس 500 دولار شهريا ، فضلا عن 400 دولار أخرى تقدمها مصر للدارس شهريا ، بالإضافة إلى توفير تذاكر طيران سنوية له و لأسرته كل عام.
كما يوجد أيضا اتفاقية تشمل500 منحة أخرى مقسمة على خمس سنوات تنتهي عام 2020 ، تم توقيعها أثناء زيارة نائبة رئيس الوزراء ، السيدة ليو ياندونج ، إلى القاهرة عام 2016 ، و فيها يتحمل الجانب الصينى كافة تكاليف السكن و الدراسة مع إعطاء الطالب مصاريف معيشة 500 دولار شهريا.
بدأت تنتشر فى العالم معاهد كونفيشيوس لتدريس اللغة الصينية ، فما هو حجمها فى مصر و طبيعة دورها من الناحية التعليمية والثقافية ؟
يوجد أربع معاهد كونفيشيوس على مستوى الجمهورية، تابعة لجامعة القاهرة و عين شمس ، و قناة السويس ، و التليفزيون المصرى ، تخضع جميعها من ناحية التمويل للمجلس الوطنى لتعليم اللغة الصينية للأجانب ( خان بان ) الذى يقع مقره فى بكين ، و هذه المعاهد تقدم منح دراسية لمصر ، حيث يحصل ما يقرب من 200 طالب مصرى عليها سنويا ، يتم من خلالها دراسة الصينية لمدة عام ، بالإضافة إلى درجة الماجستير و الدكتوراه فى الترجمة لمن يرغب ، و هى نفس الشىء ممولة بالكامل ، لا يتحمل الطالب فيها أى نفقات.
وكيف يمكن للدارس الحصول على الماجستير أو الدكتوراه ؟
بعد أن يدرس الطالب اللغة الصينية فى أحد المعاهد الأربعة ، يستطيع التقدم لإمتحان تحديد المستوى HSK وهو يشبه التوفيل و الأيلتس فى الانجليزية ، و يُعقد هذا الاختبار مرتين فى السنة من خلال الإنترنت ، فى مقر جامعة القاهرة ، و قناة السويس ، بعدها يمكنه التقدم للمنح على حسب رغبة الدارس.
وهل معاهد كونفيشيوس متاحة لأى شخص فى مصر ؟
نعم ، متوفرة للجميع و بأسعار رمزية لا تتعدى 350 جنيه مصري للدورة الواحدة .
وهل هناك إقبال عليها ، خاصة أن تعلم اللغة الصينية ليس سهلا ؟
نعم هناك إقبال غير طبيعى ، و الدليل على ذلك وجود 14 قسم لتدريس الصيني فى مختلف جامعات مصر بهم آلاف الطلاب المصريين ، بالإضافة إلى هذه المعاهد التي سيتضاعف عددها خلال الفترة المقبلة بشكل أكبر، فحقيقة الأمر إن دراسة هذه اللغة يمكن أن يفتح مجال رزق أوسع للشباب خاصة فى مجال الإرشاد السياحي أو الترجمة أو العمل فى الشركات الصينية ، وهذا موجود على أرض الواقع ، فهناك طلبة غيروا مسار دراستهم من اللغة الإنجليزية إلى الصينية من أجل اقتناص فرص عمل بمرتب أكبر.
هل هناك برامج تستهدف الباحثين المصريين ضمن هذه المنح الدراسية ؟
بالفعل ، استطاع المكتب الثقافى المصرى أن يحصل على 114 منحة ، و هذا العام سيتم إضافة 15 أخرى إليهم و ذلك من أجل تحسين كفاءة الباحثين المصريين فى كافة المجالات ، فكل شخص لديه بحث علمى يستطيع التقدم عبر الموقع الإلكترونى لوزارة التعليم العالى المصرية ، بعدها يحصل على تقييم ثم ترشيح إلى الجانب الصينى .
وهذا البرنامج له عدة ميزات ، منها أن الباحث يتم تدريبه على يد كبار العلماء فى الصين ، بالإضافة إلى استخدام المعامل المجهزة بأحدث الوسائل العلمية لتنفيذ التجارب ، كما أنه أيضا ممول بالكامل من وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية ، حيث يتقاضى الباحث ما يعادل 200 دولار شهريا خلاف مصاريف الإقامة و الدراسة.
كيف ترى الصين العقول المصرية فى مجال البحث العلمي؟
أستطيع القول أن العقول المصرية مميزة و تحظى بتقدير بالغ بالنسبة للصينيين ، فمعظم الذين جاءوا للدراسة هنا أبلوا بلاءا حسنا ، فهناك طالب ، شارك ضمن برنامج صغار العلماء الموهوبين ، تم اختياره الأفضل بين مجموعة الباحثين على مستوى العالم ، حيث تم ترشيحه من جانب الجامعة الصينية التى درس فيها لحضور منتدى التعاون الدولى لمبادرة الحزام و الطريق ، كما تم دعوته أيضا فى مصر لحضور منتدى الشباب العالمى الذى أقيم تحت رعاية السيد الرئيس ، فى شرم الشيخ ، لسرد تجربته الفريدة فى الصين.
وماذا عن التعليم الفنى .. هل هناك تعاون يخص هذا المجال ؟
بالفعل هناك اتفاق ينص على إرسال 25 شابا كل عام للدراسة فى معهد بكين المهنى للتكنولوجيا و المعلومات ، حيث يدرس الطالب ، لمدة أربع سنوات ، منها سنة للغة الصينية و ثلاثة أخرى لدراسة أحد التخصصات الفنية منها على سبيل المثال هندسة السيارات بالطاقة الشمسية و هذا الاتفاق يتحمل تمويله الصين بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير ، دون أي تكلفة للطالب.
وما الذى تقدمه مصر إلى الجانب الصينى فى مجال التعليم ؟
هناك تعاون بين عدد من الجامعات المصرية والصينية لإرسال طلبة إلى مصر لدراسة اللغة العربية ، و متاح لهم أيضا درجات الماجستير و الدكتوراه ، و هذا البرنامج يتم تمويله حسب ميزانية كل جامعة.
فهناك مثلا جامعة طنطا بها أكثر من 400 طالب صيني مدفوع لهم تكاليف السكن و الطعام و الدراسة ، و كذلك قناة السويس و كفر الشيخ و جامعة الإسكندرية ، حيث بلغ عدد الطلاب الصينيين الدارسين للغة العربية فى مصر ما يقرب من 24 ألف طالب.
هناك مشروع يتم التحضير إليه حاليا يتعلق بإرسال بعثات صينية للدراسة فى الأزهر .. فما تفاصيل ذلك ؟
بالفعل نحن بصدد اتفاقية لإرسال طلبه مسلمين صينيين إلى الأزهر لدراسة الإسلام الوسطى المعتدل ، بالإضافة إلى عدد آخر من أئمة المساجد لأخذ دورات فى الفتاوى و تعاليم الإسلام طبقا للمذاهب الشرعية الأربعة .