روسيا والصين تبحثان طرق تحسين مناخ الاستثمار
صحيفة الشعب الصينية:
انخرط الوفدان الصينى والروسى فى منتدى اقتصادى دولى باركوتسك الثلاثاء / 13 سبتمبر الحالي/ فى نقاش مفتوح ومحموم حول كيفية اقامة الثقة المتبادلة وتحسين مناخ الاستثمار .
وخصص الحوار ،الذى عقد فى اطار منتدى بايكال الاقتصادى الدولى السابع الذى بدأ اعماله يوم الاثنين , لمناقشة قضايا التعاون الاقتصادى عبر حدود بين روسيا والصين وكذا القضايا المتعلقة بالتعاون الاقليمى .
بيد ان الجانبين استهلا الحوار بشكاوى من بعضهم البعض بشأن مشكلات اثرت على مناخ الاستثمار وجعلته ” غير صديق”.
وقال الوفد الصينى ان سوق الاستثمار الروسية ليست مفتوحة ولا جاذبة بما يكفى لرؤوس الاموال الصينية , مستشهدا بتقرير البنك الدولى الذى وضع الصين فى المرتبة ال 22 وروسيا فى المرتبة 100 من حيث القدرة على جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة.
وتساءل وانغ هوا جيانغ، وهو مسؤول باللجنة الوطنية الصينية للتنمية والاصلاح , لماذا يجب ان تخاطر الشركات الصينية بالاستثمار فى الاقتصاد الروسى على الرغم من انها تستطيع تحقيق اموال كثيرة فى الداخل؟.
وهدأ وانغ , المسؤول عن اقامة وتنفيذ مشروعات التعاون الصينية – الروسية عبر الحدود , من قلق زملائه الروس ازاء التنمية الصينية السريعة , قائلا ان “النمو السريع للاقتصاد الصينى لن يشكل تهديدا او خطرا على اقتصادات الدول المجاورة”.
وقال المسؤول الصينى ان “البعض من الروس يجب ان يتخلوا عن نظرية التهديد من التنمية الصينية . واذا لم يحدث ذلك لن يتعمق التعاون بيننا “.
بيد ان بناء الميناء على الحدود الروسية – الصينية لم يتوقف تقريبا فى السنوات الخمس الماضية , بحسب قوله.
ومن جانبه , اشتكى الوفد الروسى , الذى رأسه وزير التنمية الاقليمية فيكتور باسارغين , من الكثير من المستثمرين الصينيين واهتمامهم فقط بالمشروعات الكبيرة.
وقال غنياتولين رافيل فاريتوفيتش، حاكم منطقة زابايكالسكي كراي الإتحادية ، “إنهم لا يركزون على المشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم”، وأضاف أن بعض المستثمرين دائما ما يريدون أن يصبحوا أصحاب حصص كبيرة في المشروعات المشتركة.
وبعد الإستماع إلى الأسئلة والجدل بشأنها، أقر الجانبان بأن هناك كثيرا من العقبات التي تسببها الإختلافات في ثقافة وسمات البلدين. وتعهدا بمواصلة تحسين بيئة الاستثمار بما في ذلك فتح الأسواق بشكل أكبر أمام بعضهما البعض، واعطاء دعما سياسيا أكبر، ودفع سرعة عملية إقامة البنية التحتية، وتعزيز كفاءة الحكومة.
وصرح تشانغ قاو باو، المدير السابق لمصلحة الدولة للطاقة بالصين وخبير الطاقة المخضرم، صرح لوكالة انباء ((شينخوا)) بأنه يشعر بالسرور لرؤية مثل هذا الجدل المفتوح والصريح الذي يعد نادر الحدوث أمام المراسلين.
وأضاف قائلا “يمكنكم رؤية أن العقبة الرئيسية أمام التعاون الاقتصادي بين بلدينا لا تتعلق بالمال بل بإقامة الثقة المتبادلة وآلية للتنسيق”.
ويرى تشانغ، الذي شارك في المنتدى الاقتصادي مرتين حتى الآن ، أن هذا النوع من الجدل يساعد على تذليل العقبات والنهوض بالاستثمارات المتبادلة لأنه يظهر أن الصين وروسيا على علم بالقيود وشرعتا في التوصل إلى حلول.
وأردف تشانغ قائلا “بدأت الأمور في التغير تدريجيا. في عام 2005 دشن بنك التنمية الصيني قرضا بقيمة 6 مليارات دولار أمريكي لشركة روسية، فيما اعتبر قرارا خطيرا ومثيرا للجدل إلى حد بعيد في ذلك الوقت لأن المستثمرين لم يكونوا على ثقة في قدرة السوق الروسية على سداد الديون”.
وعلى حد قول تشانغ، أثبتت السنوات الـ 6 الماضية نجاحا في هذا الاستثمار . وأضاف أن الأمر استمر بشكل جيد، ووسع البنك الصيني عمله في روسيا.
يشارك الوفد الصيني، الذي يتألف من قرابة 100 عضو، ما يزيد على 1500 مندوب من 20 دولة في منتدى بايكال للعام الجاري والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام.