دور الإعلام حاضراً ومستقبلاً في تعزيز التعاون اللبناني الصيني
موقع الصين بعيون عربية ـ
د. تمارا برّو*:
لم يعد مقبولاً، في عصر العولمة، القول إن الصين بعيدة جداً عن لبنان، بل على العكس، أصبحت الصين موجودة في كل بيت لبناني، ليس فقط عبر البضائع الصينية المتوفرة بكثرة في كل مكان، بل من خلال القنوات التلفزيونية الصينية التي تُبث عبر الأقمار الاصطناعية العربية، وأيضاً بواسطة المواقع الإلكترونية.
وكما أن الصين أصبحت في لبنان، كذلك دخل لبنان إلى الصين من بابها العريض أي الإعلام، وبالرغم من عدم وجود قنوات ومواقع صينية مخصصة لمتابعة أخبار لبنان، إلا أن هناك وسائل إعلام معدة لمراقبة وتحليل الأحداث الجارية في العالم العربي ككل.
لا يخفى على أحد ما للإعلام من تأثير في حياة الشعبين اللبناني والصيني. فمن خلاله يمكن نقل الصورة الحقيقية للأحداث الحاصلة في كلا البلدين، ويساهم عرض الأفلام والمسلسلات في التعرف على ثقافة كل من لبنان والصين، ونمط الحياة فيهما. كما تساعد معرفة الأوضاع الأمنية ومواكبة التطورات في المجالات الصناعية والتجارية والاقتصادية والثقافية والعلمية في تعزيز التعاون وتوقيع المزيد من الاتفاقيات في شتى المجالات، وزيادة استضافة الوفود بين البلدين.
لقد شهدت السنوات الماضية اهتمام وسائل الإعلام الصينية بالوطن العربي عامة. فأُدخلت القنوات الصينية على الأقمار الاصطناعية العربية نايل سات وعرب سات ، كقناة CGTN العربية و China Arab Tv، بحيث تقوم هذه المحطات بعرض البرامج الصينية المترجمة إلى اللغة العربية.
ومن ناحية أخرى، يلاحظ الاهتمام البالغ بوسائل الإعلام الإلكترونية والمواقع على شبكات التواصل الاجتماعي التي تبثّ الأحداث بشكل أسرع. فمثلاً استحدثت قناة CGTN قسماً خاصاً بالتواصل الاجتماعي يديره موظفون صينيون متخصصون باللغة العربية وموظفون عرب، ومهمة هذا القسم عرض الأحداث والأخبار المتعلقة بالصين بشكل خاص، والعالم بشكل عام، على وسائط التواصل كفايسبوك، تويتر، انستغرام، ويتشات، وهو ما تقوم به أيضاً إذاعة الصين الدولية.
نستنتج من كل ما ورد، أنه بات باستطاعة المواطن اللبناني الاطلاع من خلال هذه المواقع، على أخبار الصين السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية والرياضية والتجارية، وأصبح بمقدوره أيضاً الاطلاع، عبر موقع الصين بعيون عربية، الذي يدار من لبنان، على أخبار الصين وعلاقاتها مع لبنان، ومع الدول العربية والعالم ككل، وقراءة المقالات والأبحاث والتحليلات المعدة من قبل عرب متخصصين بالشأن الصيني وصينيين ناطقين باللغة العربية.
لقد شهدت العلاقات الصينية اللبنانية مؤخراً تطوراً ملحوظاً، وتجلى ذلك في زيادة اهتمام الصين بلبنان، ومساعدته في شتى المجالات ومن بينها الاعلام. ففي العام 2016 وقع اتفاق تعاون بين الصين وتلفزيون لبنان الرسمي، بموجبه قدمت الصين بعض التجهيزات. وقبل ذلك أمدت الصين الوكالة الوطنية للإعلام بأجهزة كومبيوتر، بالإضافة إلى قيامها بدورات تدريبية لتنمية قدرات الصحافيين والمحررين اللبنانيين، ولتعزيز التعاون بينهم وبين الصحافيين والإعلاميين الصينيين.
وعلى الرغم من التقدم في العلاقات اللبنانية الصينية، إلا أنه يجب إيلاء اهتمام أكثر للتعاون الإعلامي، لما للإعلام من دور أساس في تنمية وتعزيز العلاقات بين البلدين، لاسيما على الصعيد التجاري، ويكون ذلك من خلال:
- تكثيف الدورات التدريبية للصحافيين والمحررين اللبنانيين بهدف الاستفادة من القدرات والخبرات الصينية.
- زيادة الدعم التقني للمؤسسات الإعلامية اللبنانية الخاصة والرسمية.
- تخصيص الإعلام اللبناني مساحة كبيرة لمواكبة الأحداث الجارية في الصين، وإجراء مقابلات مع خبراء صينيين وعرب لتحليل الأوضاع القائمة.
- العمل على إنشاء قسم خاص باللغة الصينية على المواقع الإلكترونية للمؤسسات الإعلامية اللبنانية، من أجل نقل صورة لبنان الحقيقية إلى الصين بعيداً عن التشويه.
- تخصيص المؤسسات الإعلامية الصينية حلقات عن لبنان باللغة الصينية، والاستعانة بباحثين وإعلاميين لبنانيين لذلك.
- دعوة الإعلاميين والصحفيين والمراسلين الصينيين لزيارة لبنان بهدف التعرف عن قرب على نمط العمل الإعلامي اللبناني والصعوبات الي يواجهها.
- زيادة التعاون والتواصل بين المراسلين الصينيين واللبنانيين بهدف إعطاء المعلومات الصحيحة حول الأحداث الحاصلة بين البلدين دون الاعتماد على المعلومات التي تنشرها وسائل الاعلام الغربية.
- تبادل الزيارات بين الطلاب الذين يدرسون الإعلام في الجامعات اللبنانية والصينية، لفتح آفاق التعاون بين الجامعات والطلاب، والتعرف على أنماط وأساليب التعليم المتبعة في كلا البلدين.
*أستاذ جامعية وباحثة مهتمة بشؤون الصين ـ لبنان