هكذا تعرّفنا على الصين والصينيين.. بعيون عربية
موقع الصين بعيون عربية ـ
رفعت البدوي*:
بمناسبة إطلاق العدد رقم 100 من مجلة الصين بعيون عربية وددت إهداء هذه الأسطر لإدارة هذا الموقع المثمر، عنَيتُ “موقع الصين بعيون عربية” كعربون تقدير للمجهود الرائع والاستثنائي الذي يبذله صاحب الموقع والمشرف العام الأستاذ محمود ريا في نقل العلومة الدقيقة والصحيحة عن الصين وفي شتى المجالات.
إنه ليس باسم عادي، وليس مجرد تعريف أُطلق على موقع الكتروني للترويج للصين، إنه بحر من العلم والمعلومات والمعرفة والثقافة والسياسة والتجارة والصناعة الصينية، التي بقيت بعيدة عن متناول القارئ أو الباحث العربي الراغب في سبر أغوار أسباب نجاحات وتطور ونمو الصين على الأصعدة كافة، لا سيما الصعيد السياسي واكتشاف الاستراتيجية الصينية الجديدة، خصوصاً بعد انتخاب الرئيس الصيني الناجح (شي جين بينغ)، والذي أرسى قواعد تتماشى مع التطور العالمي السياسي والتجاري بما يتناسب مع مصلحة الصين، إضافة لما يتعلق بملفات منطقتنا العربية المعقدة وكيفية مواجهة ومعالجة المشاكل والتحديات الاقتصادية الطارئة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
بقي القارئ والباحث العربي يجهل الكثير عن الصين إلا ما ندر منهم، إلا من ارتبط بعلاقات دبلوماسية أو تجارية مع الصين. لكن ومنذ صدور العدد الأول لمجلة الصين بعيون عربية، لفت نظري كما لفت نظر الكثيرين من الراغبين بالبحث والمعرفة عن الصين مدى الشغف والجهد المبذول في ضخ الكم الهائل من المعلومات الصحيحة عن الصين وبشكل دوري وملتزم، وذلك في سبيل انجاح المجلة أو الموقع الهادفين إلى تقريب الصين إلينا في عالمنا العربي، بتاريخها وثقافاتها وتعدد حضاراتها ونظامها السياسي والتجاري المحافظ على سيرورة العمل بدقة متناهية.
من يواظب على الاطلاع على مجلة وموقع الصين بعيون عربية يكتشف هذه التجربة الفريدة في القضاء على الفقر والعوز واستمرار العمل على محو الأمية وتأمين كل الاحتياجات الضرورية لطبقات الشعب الصيني كافة، وفي تجربة انضباط سكانها الذين يقارب عددهم ثلث سكان العالم.
يحرص رئيس المجلة وموقع الصين بعيون عربية الاستاذ محمود ريا على الإضاءة على ثقافة الصين وتقاليد الصين وحب الصينيين وفخرهم بتاريخهم وحضاراتهم بالمحافظة على أماكنهم التراثية التي تحمل حكايات عن أجيال صينية ضحّت من أجل الصين وحمايتها، فنرى كيف ان الصينيين يخلدون ذكرى هؤلاء ويقدسون أماكنهم وحتى رفاتهم، احتراماً وإجلالاً لذكراهم التي يعتبرها الصينيون امتداداً لتاريخهم ومدرسة في التضحية والانتماء. إنهم آباؤهم وأمهاتهم ومعلموهم السابقون، وعلى دربهم الصينيون هم سائرون.
لولا جهود الاستاذ محمود ريا المثابر على تزويدنا بالمعلومة الصحيحة عن الكثير من خصائص بعض الأماكن في الصين، لما كنا علمنا بأن أكثر من ٨٠٠٠ جندي و150 فارساً من جيش التيراكوتا مع أحصنتهم كلّهم من الطين بقيت مدفونة تحت الأرض لمدة ٢١٠٠ عام، وتم اكتشافها بالصدفة في منطقة ما زال فيها الكثير من الأسرار المخبأة في منطقة جيش التيراكوتا الذي اكتشف عام ١٩٧٤ وما زال العمل جارياً على ترميم ما اكتُشف والبحث عن المزيد من الأسرار في ذاك المعلم.
أيضاً وايضاً لولا العمل الدؤوب من إدارة المجلة وموقع الصين بعيون عربية لما كنا على علم أن هناك أكثر من 500 فرع لمعاهد كونفوشيوس في العالم لتعليم اللغة الصينية، ولا كنا علمنا بوجود متحف صيني في بكين لآثار المدينة منذ فجر التاريخ، ولكنّا نجهل وجود ألف كهف وكهف تحت اسم كهوف موغاو في مدينة (دونهوانغ) التي بناها أجيال من الرهبان في مقاطعة (غانسو) وسط الصحراء، لتصبح معلماً من أروع المعالم التاريخية، تحكي قصة من جمال الرسم والنحت والأفكار النيّرة.
شخصياً لم أعرف الصين، كما انني لم أحظَ بشرف زيارة الصين من قبل، وكنت اعد نفسي جاهلاً بما يتعلق بالصين والصينيين، لكن وبعد متابعتي الحثيثة لأعداد مجلة الصين بعيون عربية تنامى عندي شعور بأن الصين باتت أقرب الي بكثير ممّا يظنه البعض.
لا غلو في القول إن الصديق العزيز محمود ريا وموقعه الاكتروني ومجلة الصين بعيون عربيأ قد أسهمت إسهاماً ناجحاً في تقريب المسافات وفي الإضاءة على الحضارات والسياسات الصينية الخارجية التي غالباً ما تتسم بالهدوء والثبات في البحث عن مصلحة ونمو الشعوب وازدهار الصين وذلك من خلال المثابرة والبراعة في توصيل المعلومة.
أختم بخالص اعتزازي وتمنياتي لمجلة وموقع الصين بعيون عربية بالمزيد من النجاح والتألق وإلى موعد قريب مع الأعداد القادمة.
*كاتب لبناني.. مهتم بشؤون الصين