مشاركة عربية بارزة في معرض بكين الدولي للكتاب 2018
أفتتحت الدورة الخامسة والعشرين من معرض بكين الدولي للكتاب في 22 أغسطس الجاري بمركز المعارض الدولي ببكين. بمشاركة أكثر من 2000 عارض من أكثر من 80 دولة، سيعرضون أكثر من 200 ألف كتاب، على مساحة تقرب من 160 ألف متر مربع. ويذكر ان الدورة الحالية، ستستمر من 22 إلى 26 أغسطس الجاري، وستشهد تنظيم أكثر من 1000 فعالية أدبية وثقافية وفنية. وسجلت الدورة الحالية مشاركة عربية بارزة، حيث شاركت المغرب كضيف شرف، إلى جانب مشاركة كل من السعودية والإمارات ولبنان وغيرها.
المغرب ضيف الشرف
بدعوة من الجانب الصيني، تشارك المغرب كضيف شرف في الدورة الخامسة والعشرين لمعرض بكين الدولي للكتاب، الذي أفتتح في 22 أغسطس الجاري ويتواصل إلى 26 من نفس الشهر.
في هذا السياق، ذكرت شاهيناز، المسؤولة على الجناح المغربي، بأن الجناح المغربي يشارك بـ 800 عنوان، باللغتين العربية والفرنسية. منها 500 عنوان صادرة عن وزارة الثقافة والإتصال المغربية، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمعهد الملكي للثقافة، والمكتب المغربي للسياحة، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ومؤسسة أرشيف المغرب، وغيرها من المؤسسات الحكومية. و300 عنوان، تنتمي لـ 5 دور نشر مشاركة في المعرض.
وتراوحت العناوين التي عرضها الجناح المغربي، بين الأدب والثقافة والتاريخ والسياسة، والعلاقات المغربية الصينية وكتاب الطفل. كما عرضت مكتبة دار الأمان، وهي إحدى دور النشر المغربية المشاركة، لأول مرة الترجمة العربية لسيرة العالمة الصينية، تويويو، الحاصلة على نوبل في الطب في عام 2015. أما دار منشورات التوحيدي، فعرضت مذكرات للكاتب والناشر أحمد المرادي عن الصين. وأعربت دور النشر المغربية المشاركة، عن رغبتها في تعزيز التعاون مع دور النشر الصينية، ونيتها إمضاء إتفاقايات مع نظيراتها الصينية في المستقبل.
في هذا الصدد، ذكر الناشر أحمد المرادي، وهو مدير النشر بدار منشورات التوحيدي، أن مؤسسته لديها تعاون وثيق مع الجانب الصيني في مجال النشر والترجمة. على غرار التعاون مع دار تانغجيل الصينية، لإفتتاح مكتبة لتوزيع الكتب الصينية بالمغرب، وأعرب عن تفاؤله بمستقبل التعاون المغربي الصيني في هذا المجال.
إلى جانب جناح العرض، سيقدم الجانب المغربي خلال فترة تنظيم المعرض، عدة أنشطة ثقافية أخرى. على غرار العروض الموسيقية، ومحاضرات ستتحدث عن الثقافة المغربية والتعاون الصيني المغربي في مبادرة الحزام والطريق.
الجناح السعودي: صورة شاملة عن المملكة
شارك الجناح السعودي في الدورة الخامسة والعشرين من معرض بكين الدولي للكتاب بأكثر من 500 عنوان. شملت مختلف الجوانب عن المملكة، من ثقافة وتاريخ وجغرافيا وفكر وأدب. وقال الملحق الثقافي بالسفارة السعودية بالصين، فهد بن ماجد الشريف، أن اختيار العناوين قد تم بعناية، لتقديم صورة شاملة ومتكاملة عن المملكة العربية السعودية. كما شارك الجناح السعودي بأكثر من 50 عنوانا مترجما إلى اللغة الصينية، و40 عنوانا في كتاب الطفل. هذا إلى جانب مقصورة عرض للثقافة السعودية، وعرض موسيقي في حفل الإفتتاح.
وأضاف فهد بن ماجد الشريف، بأن المشاركة السعودية في معرض بكين الدولي للكتاب، تمثل حلقة جديدة في التبادلات الثقافية بين البلدين، والتي شهدت نموا متسارعا خلال السنوات الأخيرة. خاصة مع إرتفاع عدد الطلبة السعوديين القادمين للدراسة في الصين، والذين فاق عددهم 2000 طالب. إلى جانب تزايد عدد الطلبة الصينيين في الجامعات الصينية. على غرار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي يمثل فيها عدد الطلبة الصينيين أكثر من ثلث إجمالي عدد الطلبة.
كما توقع الملحق الثقافي السعودي، بأن يبلغ عدد الطلبة السعوديين الجدد في الجامعات الصينية خلال العام الدراسي المقبل حوالي 200 طالب.
وبعد معرض الأثار السعودية الذي انتظم في نهاية عام 2016 ببكين، ستستقبل العاصمة السعودية الرياض خلال الشهر القادم معرض التراث الصيني. كما توقع الملحق الثقافي السعودي، بأن يشهد التبادل الثقافي بين السعودية والصين زخما أكبر، بعد تأسيس مكتبة الملك عبد العزيز بجامعة بكين، والتي تحتوي على ملايين الموارد الإلكترونية وعشرات آلاف الكتب.
الإمارات: عام زايد
على هامش المشاركة الإماراتية في الدورة الخامسة والعشرون لمعرض بكين الدولي للكتاب، نظم المعرض ندوة بعنوان “حوار الكاتب الصيني والمترجم العربي: “كيف تتم رواية القصة الشرقية” في إطار فعاليات نشر نتائج المرحلة الثانية من مكتبة مركز زايد ببكين. وعقدت هذه الندوة، بتنظيم مشترك من مجموعة دار نشر جامعة بكين للمعلمين، وجمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية، وجامعة الدراسات الأجنبية ببكين. ويذكر ان مكتبة مركز زايد ببكين قد نشرت 29 كتابا باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والصينية، توزعت على عدة مجالات.
وقال السفير الإماراتي لدى الصين، علي عبيد الظاهري على هامش الفعاليات ان التبادلات الثقافية بين البلدين تشهد زخما كبيرا في السنوات الأخيرة، وإيلاء الإمارات أهمية كبيرة للتبادل الثقافي مع الصين. وقال إن مركز الشيخ زايد للدراسات الإسلامية، قد تمكن منذ تأسيسه في عام 1994 من تخريج عددا كبييرا من الطلبة حاملي درجتي الماجستير والدكتوراه، والذين الحتقوا بالعمل في مختلف المجالات، وقدموا إسهامات مهمة في التعاون بين الصين والعالم العربي.
وأضاف علي عبيد الظاهري، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي إهتماما بالغا بمشاريع مكتبة مركز الشيخ زايد ببكين، وتسعى لجعلها رمزا للتبادل الثقافي بين الصين والإمارات. خاصة في ظل تنامي العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة خصوصا بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ الشهر الماضي، إلى دولة الامارات العربية المتحدة، والتي أثمرت مجموعة من التوافقات المهمة بين البلدي.
يذكر أن الإمارات قد شاركت بأربعة أجنحة في معرض بكين الدولي للكتاب، جناح أبوظبي وجناح دبي وجناح الشارقة، وجناح مؤسسة دبي للإعلام.
الجناح اللبناني: مئات العناوين الصينية المترجمة إلى العربية
حضر عن الجانب اللبناني في الدورة الخامسة والعشرين من معرض بكين الدولي للكتاب، الدار العربية للعلوم- ناشرون، والتي شاركت بـ أكثر من 150 كتابا صينيا مترجما إلى العربية، في مجالات الثقافة، والعمارة والتاريخ والفلسفة وغيرها. وقال المسؤول على الجناح اللبناني، أحمد رفاعي، أن مؤسسته قد عملت خلال السنوات الأخيرة على تكثيف التعاون مع دور النشر الصينية. حيث تربطها علاقات تعاون قوية مع دار صينولينغوا، دار بكين للنشر، ومكتب النشر باللغات الأجنبية والعديد من دور النشر الصينية الأخرى.
وقال رفاعي أن الدار العربية للعلوم، تطمح لتعزيز التعاون مع الجانب الصيني، للترجمة والنشر في الإتجاهين. وتعريف القارئ العربي على الثقافة الصينية، وترجمة ونشر الأعمال العربية الحديثة في الصين.