من افريقيا الى الصين .. شباب يبنون جسر الصداقة بين الجانبين
صحيفة الشعب الصينية:
شارك 300 شاب صيني وافريقي من 23 دولة افريقية و10 جامعات صينية في معسكر الشباب الصينيين والافريقيين الذي ينظمه مقر معهد كونغفوشيوس/هانبان في يوم 20 أغسطس ببكين، يمتد اربع ايام . و يتعاون بين الشباب الصينين والافارقة في المعسكر لإكمال مهمة الدراسة الثقافية، من خلال لمس نبضة الثقافة الصينية، واعمار جسر الصداقة بين الشباب الصينيين والافريقيين.
وتحدث شاب نيجيريا اسمه الصيني مينغ شي، يزور الصين لأول مرة، عن انطباعه حول الصين قائلا: “تساعدنا الصين في دفع وتعزيز بناء البينة التحتية، ما غيرّ مظهر المدن النيجيرية.” مشيرا الى ان سكة حديدية أبوجا – كادونا التي تم بناءها بالتعاون الصيني والنيجيري مشهورة جدا في نيجيريا.
في الواقع، تدشين سكة حديدية أبوجا – كادونا يرمز نهاية عهد صفر سكة حديدية بالمعايير في نيجيريا. وأظهرت البيانات ان مشروع تعمير سكة حديدية أبوجا – كادونا قد وظّف 16738 عملا محليا، وخلق نحو 150 ألف فرصة عمل بشكل غير مباشر، ما دفع تنمية القطاعات المحلية مثل الأسمنت وشريط الصلب والأسفلت وغيرها. وبعد تدشين السكة الحديدية، وفّرت المؤسسات الصينية فرص التدريبات الشاملة والدعم الفني لمساعدة تحضير الكوادر المحلين لإدارة السكة الحديدية.
كما يحسّ تشانغ سيان، مدير صيني معهد كونفوشيوس بجامعة لواندا، محبة الشعب المحلي للصين بشكل واضح، وقال:” أخبرني الشباب المحليين ان المساعدات الصينية حقيقية بدون شروط. ولديهم محبة عميقة للصين، كما ان تنمية الصين السريعة تجذب اهتمامهم بالصين.” مضيفا، “لا يحب شباب رواندا أفلاما صينية فقط، وإنما يعلمون بوضوح الصين الحديثة. وقد سافر معي أكثر من 20 شابا روانديا الى بكين هذه المرة، ولم يستريحوا حتى يبادرون الى تجرب الدراجات التشاركية، وانهم مسرورون جدا.”
معظم أعضاء معسكر الشباب الصينيين والأفارقة زاروا الصين للمرة الأولى، وتظنون أن تجاربهم في الصين تفتح بابا واسعا لمعرفة الصين.
يأمل مينغ شي تسجيل الصين بعيونه من خلال عدساته. لذلك، بدأ في التصوير منذ هبوط الطائرات الى بكين. وقال مينغ شي انه يعلم الصين بشكل لا بأس بها قبل زيارة الصين، لكن، بعد وصوله الى بكين، وصف الرحلة ب”شعور مختلفة”. وقال: “أحس بأن وتيرة حياة الصين سريعة. لكنها بلد بتاريخ عريق أيضا. أتطلع الى المزيد من التعرّف للصينيين والثقافة الصينية، واستطاعتي المواصلة باللغة الصينية الطلاقة. لذلك، بعد أن أعود الى نيجيريا، سأكلف المزيد من الوقت لتعلم اللغة الصينية. واذا لدي أولاد، سأرسلهم لتعلم اللغة الصينية أيضا.”
أما أنطوان، فيعرب محبته للصين عن طريق خاص، حيث انه يذهب الى سيارة التبرع بالدم خارج أحد مراكز التسوق ببكين ليتبرع بدمه للشعب الصيني. وقال: “آمل أن أقدم قوتي للصين من خلال هذه الوسيلة.”
إن معظم أعضاء معسكر الشباب الصينيين والأفارقة طلبة من معاهد كونفوشيوس في دول افريقية. تعلم اللغة الصينية يثير محبتهم للصين ويقربهم من الصين.
وقالت لي كه سي، شابة افريقية إن آفاق تعلم اللغة الصينية واعدة. مضيفة انها بدأت دراسة اللغة الصينية ومعرفة الصين في معهد كونفوشيوس لجامعة لاغوس، واجتذبتها سحر الصين لزيارتها. وبعد انتهاء دراستها الممتدة لنصف سنة في الصين، اختارت أن تواصل دراستها في الصين . وقالت:” لا أريد أن أتوقف أمام دراسة اللغة الصينية، وإنما آتطلع الى معرفة الثقافة الصينية. لا يمكن القول انني أعلم الصين إلا هكذا.” لذلك، طلبت لتعلم قوتسين (أحد آلات موسيقية صينية قديمة)، وأتطلع لتعرّف المزيد من الثقافة الصينية العميقة في وقت مضيق.”
وحسب تقديم تشانغ سيان، هناك حوالي 5 آلاف طلب مسجل في معهد كونفوشيوس لجامعة لواندا. وباستثناء مقره في جامعة لواندا، فتحت 13 فرعا في جامعات ومدارس ومؤسسات في أنحاء لواندا. وقال تشانغ ان معظم الفروع تم فتحها تلبية لطلب محلي، وتعود الأسباب الى التواصل العميق بين تعلم اللغة الصينية وفرصة التوظيف.
وأبدى يو تيان تسي، نائب الأمين العام للجنة الحزب الشيوعي في هانبان أمله في أن يساهم المعسكر في زيادة معرفة المشاركين للصين من خلال المشاركة في الفعاليات بالمعسكر، كما يعرّفون ثقافاتهم الى الصين، لكي يزيد التفاهم والتبادل ويصبحون سفراء شعبيين لصداقة الصين وافريقيا.