موقع متخصص بالشؤون الصينية

نحو مستوى أعمق من التعاون الصيني الإفريقي في مجال البنية التحتية

0

 

شهد مستوى التعاون الصيني الإفريقي في مجال البنية التحتية ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. حيث توسعت مجالات التعاون، وحققت العديد من مشاريع البنية التحتية الرئيسية تقدما هاما، ما وضع أساسا متينا لتحسين معيشة الشعب والتنمية الاقتصادية في البلدان الأفريقية.

تعدّ سكة حديد أثيوبيا – جيبوتي، أحد أهم مشاريع السكة الحديدية، التي أنجزتها الصين في إفريقيا وفقا للمعاير الصينية بالكامل. “في الماضي، كنت أركب الحافلة العمومية لأتنقل بين جيبوتي وأثيوبيا. وإلى جانب الوضع السيء للطريق والمخاطر الأمنية، تأخذ الرحلة 18 ساعة. أما الرحلة عبر القطار فائق السرعة، فهي مريحة وتستغرق مايزيد عن 4 ساعات فقط. وأنا أشكر أصدقائنا الصينيين، على إنجازهم هذا المشروع.” يقول المسافر الشاب عبدالله، من جيبوتي.

في الطرف الأثيوبي لسكة أديس أبابا- جيبوتي، قامت الشركات الصينية ببناء خطين حديديين داخل العاصمة الأثيبوبية. وهو ماجعل أديس أبابا تصبح أول مدينة في شرق إفريقيا تمتلك خطوط النقل الحديدي الخفيف، الأمر الذي قدّم المزيد من التسهيلات لحياة سكان أديس أبابا.

منذ تدشينها في النصف الثاني من عام 2015 إلى 31 مايو من العام الحالي، قام المترو الخفيف بمدينة اديس أبابا بأكثر من 230 ألف سفرة، على مدى 985 يومًا متواصلة، بمسافة إجمالية تقدر بـ 5.842 مليون كم، نقل خلالها 129 مليون شخص\مرة. بمعدل 104.5 ألف شخص مرة/اليوم، و185 ألف شخص مرة/اليوم في فترة الذروة.

يعدّ مشروع سكة حديد مومباسا-نيروبي، واحد من المشاريع الرئيسية في بناء مبادرة “الحزام والطريق” و “مخططات التعاون العشر” بين الصين وأفريقيا. كما يمثل مشروعا رائدا في خطة “الشبكات الثلاث والتصنيع”، والتعاون في مجال القدرات الإنتاجية بين الصين وأفريقيا.

باعتباره أهم مشروع في البنية التحتية في كينيا منذ نيلها الإستقلال، تمكن مشروع سكة حديد مومباسا-نيروبي من توفير أكثر من 46000 فرصة عمل للسكان المحليين. في هذا الصدد، يقول بايرون موانجولا، وهو رجل أعمال في مجال البناء بمومباسا: ” مع إنشاء خط السكة الحديدية، سيكون المستقبل أفضل، وستكون بيئة الأعمال في شرق إفريقيا أحسن، وتجارتي أفضل أيضا”.

من جهة أخرى، يتم في الوقت الحالي، دفع جملة من المشاريع في السكك الحديدية، والحدائق الصناعية والمناطق الإقتصادية الخاصة. وقد استطاعت هذه المشاريع، أن تعالج العديد من النقائص في البنية التحتية للدول الإفريقية. وبدأت حياة المزيد من الأفارقة تشهد تغيرا نحو الأفضل، بفضل مساهمات الشركات الصينية.

في ذات السياق، قال رئيس ناميبيا، هاغ جينجوب، إنه بفضل الدعم الصيني، شهدت البنية التحتية في افريقيا تطورا كبيرا. “حينما تأتي إلى إفريقيا، تلاحظ وجود العديد من الشركات الصينية، التي تعمل في مشاريع إنشاء الطرقات والسكك الحديدية والمطارات والموانئ.”

اكتملت أشغال الطريق الوطني رقم 1 في الكونغو (برازافيل) في عام 2016. ويطلق الكونغوليون على هذا الطريق اسم “طريق الأحلام”. ويعد هذا الطريق أكبر مشروع تعاون بين الصين والكونغو، باستثمارات إجمالية بلغت 2.82 مليار دولار أمريكي. وبعد تدشينه، اختصر هذا الطريق، الذي يبلغ طوله 536 كيلومتراً، المسافة بين برازافيل وبوان نوار من أسبوع إلى ست ساعات فقط. وارتفع عدد السفرات اليومية من أكثر من 100 إلى 4000 سفرة، لذلك يعتبر هذا الطريق شريانا مروريا رئيسيا بالنسبة للكونغو. وأثناء حديثه عن هذا المشروع، أشاد الرئيس الكونغولي، ساسو، بجهود الشركات الصينية في تحقيق الحلم الذي إنتظرته أجيال من الكونغوليين.

تعد محطة كاروما للطاقة الكهرومائية نموذجًا للتعاون الاقتصادي بين الصين وأوغندا، حيث يوظف المشروع أكثر من 6 آلاف أوغندي، يمثلون 87٪ من القوة العاملة في المشروع. وبعد إنهاء بناء هذه المحطة، ستنتج 4 مليارات كيلوواط من الكهرباء سنوياً. ما سيوفر لأوغندا أكثر من 200 مليون دولار من العائدات، أي ما يعادل 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي الحالي لأوغندا.

تعرف رواندا باسم “بلد الألف تلّة”، لذلك فإن إنشاء الطرق في هذا البلد يعد مهمة بالغة الصعوبة. وبإستثناء العاصمة كيغالي، فإن الطرق في معظم المدن الأخرى، تتكون من مسارين فقط. كما تمثل الطرق الجبلية الوعرة عقبة أمام حركة السلع والأفراد. وفي الوقت الحالي، تقوم شركات الطرقات والجسور الصينية، بإصلاح البنية التحتية للطرقات في المقاطعات الشرقية لرواندا، والتي تربط الأخيرة بتنزانيا. ماسيخفف من ضغوط التجارة والنقل العابر للحدود بين رواندا ودول شرق افريقيا، ويحفز الحركية الإقتصادية في البلاد.

وفي حديثه عن جهود الشركات الصينية، قال الرئيس الرواندي بول كاغمي، بأن بلاده ستعزز علاقات التعاون مع الصين لإنشاء المزيد من الطرقات في بلد الألف تلة. لتشكيل شبكة من الشرايين التي تخلص رواندا من الحصار الذي تفرضه عليها الطبيعة.

منذ مارس من العام الحالي، قامت الصين بتنفيذ أو ترتيب 90% من تعهداتها المالية، لـ”مخططات التعاون العشر” الصينية الإفريقية. وفي قمّة بكين لمنتدى التعاون الصيني -الأفريقي، التي ستعقد في سبتمبر الجاري، سيتم تحديد المشاريع ذات الأولوية والإتجاهات العريضة للتعاون الصيني الإفريقي خلال السنوات الثلاث القادمة والفترة اللاحقة. وخاصة المجالات التي تهم معيشة الشعوب وتساعد على التحول الإقتصادي في الدول الإفريقية. ولا شك في أن مشاريع البنية التحتية، ستلعب دورا مركزيا في الربط بين إستراتيجيات التنمية، وبناء مجتمع المصير المشترك الصيني الإفريقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.