الصدق في مواجهة الفساد .. محور من محاور الحزب الشيوعي الصيني
موقع الصين بعيون عربية ـ
الدكتور سمير حمدان*
هي الصين لا تقبل بأنصاف الحلول ولا في الحلول المرحلية. هي الصين تتطلع لأن تكون أنموذجاً للبشرية. تفاجئنا بطروحاتها الاقتصادية والأخلاقية. منذ سنوات رفعت شعارها الاقتصادي “رابح رابح” لتكون السياسة المعتمدة بين الدول. وقد مارست هذا الشعار في الفعل والتف حوله دول تعيش التناقض فيما بينها كالهند وباكستان اللتان اجتمعتا في رابطة دول شنغهاي. وها هو طريق الحرير والذي رصدت له الصين المليارات يعم خيره على دول مزقتها الحروب كأفغانستان.
والأن بعد أن استشرى الفساد في كل مفاصل حياتنا الحديثة، بعد أن فشلت القوانين أو التراخي في تطبيقها أو قدرة الفاسدين على تجاوزها في كبح جماح هذا الغول الذي يهدّد المجتمعات الحديثة، تخرج علينا الصين بسلوك ليس له مثيل له وتمثل في جعل دراسة الفساد والتخلص منه محوراً من محاور المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي الصيني.
وتعتبر هذه أول مرة في التاريخ المُعاصر أن يضع حزب عملاق كالحزب الشيوعي الصيني دراسة الفساد كمحور. ليس مقصوداً بهذا الشعار سنّ المزيد من القوانين من أجل مكافحة الفساد ، بل المقصود أهم وأشمل وهو تربية الانسان أس الفساد. نحن نعلم أن الديانات في معظمها نفرت الناس من الفساد ولكنه استمر في كل العصور. وفي مجتمع كبير كالمجتمع الصيني والذي يشكل خمس البشرية يصبح هذا الهدف أكثر جدوى. والسؤال المطروح: بما أن المجتمعات فيها أفراد غير فاسدين، هل من الممكن أن نحصل على مجتمع خالي من الفاسدين؟ هل يمكن للتربية أن تسهم في خلق هذا النموذج؟
نحن نعلم أن الصين دولة لا دينية، بمعنى أن الدين لا يشكل مصدراً من مصادر أرثها الثقافي. بل أن تعاليم المفكر الصيني كونفوشيوس رسمت أرثاً حضارياً وثقافياً في حياة الصينيين، وهناك الكثير من الأمثلة. فالصين كدولة عُظمى لم يسجل في تاريخها القديم والحديث نزعات استعمارية نحو شعوب العالم. ولم يسجل في الصين تسلط واستقواء القومية الكبيرة على القوميات الصغيرة. ولم يُسجل في الصين وجود بيوتات الدعارة كما في أوروبا وبعض الدول الاسلامية. ولم يسجّل في الصين وجود أندية للدعارة أو السماح بممارسة الجنس غير المشروع في أي مكان. ويُسجَّل للمواطن الصيني حُبّه للقانون والتزامه به.
لا يعني هذا أن الصين جنة الله على الأرض وأنها محتمع خالي من الفاسدين، بل فيها المرابون ومزورو الأدوية والشهادات والنصابون والعديد من الفاسدين. ولكن الأكثر أهمية هذا الوعي من قيادة الحزب قائد الدولة واستشعاره بأهمية تربية الأجيال في بيئة خالية من الفساد، وجعل القيم حليباً يرضعه الأطفال .
أنا أثق بصدق نوايا قيادة الحزب وبعملها الدؤوب، وسنكون في المستقبل القريب على موعد مع صين عملاق إقتصادي وعملاق أخلاقي.
*#الدكتور #سمير_حمدان: النائب الثاني لرئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحلفاء) #الصين، ورئيس فرع #فلسطين للاتحاد الدولي (الضفة الغربية وغزة)، وصديق قديم للصين و روسيا، ومتخصص بارز باللغة الانجليزية وعلومها – الاردن.
مقال راءع جدا و العجيب اننا في الدول الاسلامية لا تخفي علي حرمة الفساد و عقوبة الفاسدين والمفسدين ولاكن نتمادي علي القانون و الدين وهذهي الصين لا الدينية تشمخ امام الجميع.
اخوكم احمد من موريتانيا