منتدى تنمية شبكة الطاقة الافريقية منصة للفوز المشترك
أصدرت منظمة التعاون والتنمية لربط الطاقة العالمي (جيدكو) تقريرا بشأن دراسة تخطيط شبكة الطاقة الافريقية في منتدى تنمية شبكة الطاقة الافريقية ببكين الذي عقد في يوم 4 سبتمبر، ويعتبر أول تقرير في العالم من نوعه، يوفر فيه برامج لتطوير الطاقة النظيفة وترابط شبكات الكهرباء في افريقيا.
قال تايرا، الأمين العام لجمعية المرافق الكهربائية العامة الافريقية:” قرية بنين مسقط رأسي لا يوجد بها الكهرباء في الماضي، وهذا واقع معظم المناطق التي تعاني من نقص الكهرباء في افريقيا. والآن، تغير الوضع، فبدأت بعض القرى استغلال معدات الطاقة الشمسية الصينية الإنتاج.” وفي تطلعات تايرا، سيصبح نظام امداد الكهرباء في قرى افريقيا يوما ما ذكيا، حيث سيتم التوزيع الذكي للطلب والعرض الكهربائي بين مناطق مختلفة، الأمر الذي يعتبر أحد أهداف لمبادرة “بناء شبكة مترابطة للطاقة العالمية” التي طرحتها الصين في يوم 26 سبتمبر عام 2015، حيث طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة التنمية للأمم المتحدة، داعيا الى “بناء شبكة مترابطة للطاقة العالمية، وتعزيز الطريقة النظيفة والخضراء لسد الطلب العالمي على الكهرباء”، وقد حظيت بترحيب واسع وتفاعل إيجابي من المجتمع الدولي.
وقال ليو تشن يا رئيس منظمة جيدكو، رئيس الاتحاد الصيني للمؤسسات الكهربائية، انه في ظل دخول القارة الأفريقية مرحلة جديدة من التنمية التي تتميز بالتصنيع والحضرنة والتكامل الإقليمي خلال السنوات الأخيرة، فيما تزخر بفرص جديدة وتحديات كبيرة في نفس الوقت، مؤكدا أن بناء شبكة مترابطة للطاقة سوف يقدم حلولا منظمة وخارطة طريق للعمل من أجل دفع عجلة التنمية المستدامة في أفريقيا.
وطرح ليو مجموعة من المشاريع لبناء شبكة الطاقة الأفريقية، تشمل إنشاء مجموعة من قواعد الطاقة النظيفة تعتمد على موارد الطاقة الكهرومائية الوافرة لأنهار الكونغو والنيل والنيجر وزامبيزي وموارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في شمالي وشرقي وجنوبي القارة.
ووفقا لأرقام التقرير، إن القارة الافريقية غنية بموارد الطاقة النظيفة، اذ شكلت الطاقة المائية والطاقة الريحية والطاقة الشمسية في هذه القارة 12 بالمائة و32 بالمائة و40 بالمائة من الإجمالي العالمي على التوالي. ولكن معدل التطوير منخفض جدا، على سبيل المثال، يبلغ معدل تنمية الطاقة الكهرومائية 10% من القيمة النظرية، بالإضافة الى ذلك، إن معدل الاستغلال للطاقات المائية والريحية والشمسية منخفض أيضا، وتعتبر مشكلة تنتظر لشبكة مترابطة للطاقة لحلها.
وتظهر البيانات ان نصيب الفرد من استهلاك الطاقة في أفريقيا لا يمثل سوى ثلث المتوسط العالمي. وبلغت قدرة توليد الطاقة في أفريقيا حوالي 190 مليون كيلووات، وهو ما يمثل 3 في المائة فقط من الإجمالي العالمي. لا يؤثر نقص الطاقة على الحياة اليومية للأفارقة فحسب، بل يحد أيضاً من الإنتاج الوطني بشدة. وإذا أخذنا غينيا البلد الواقع في غرب إفريقيا كمثال، فإنها غنية بالموارد المعدنية، إذ يبلغ احتياطي البوكسيت حوالي 41 مليار طن، وهو ما يمثل 2/3 من الإجمالي العالمي، كما أن الاحتياطيات من خام الحديد تبلغ 15 مليار طن، ومع ذلك، لتنمية صناعة الألومنيوم والحديد تحتاج إلى شبكة الطاقة القوية. وقد تأسس “اتحاد التنمية المستدامة لشبكة مترابطة للطاقة الافريقية” تحت مبادرة منظمة جيدكو وغينيا، ويهدف الى إدخال الطاقة الكهرومائية من نهر الكونغو السفلى، ومنه دعم بناء اقتصاد صناعات الألومنيوم والحديد، وتوظيف 1.2 مليون شخص.
يعتقد تايرا ان مبادرة الصين لبناء شبكة مترابطة للطاقة العالمية ستفيد العالم أكمله. وأن افريقيا في الحاجة الملحة الى “البرنامج الصيني” لتحقيق اكتفاء الطاقة الذاتي”، أملا ان يصبح تعاون الطاقة بين الصين وافريقيا نموذجا في التعاون الدولي.
وبصفتها القوة الأساسية لبناء شبكة مترابطة للطاقة في افريقيا، تلعب الشركات الصينية دورا لا مثالا لها. في هذا الصدد، قال شو ين بياو، المدير العام لمجلس إدارة شركة شبكة الكهرباء الصينية عن عدد مشاريع شركته في افريقيا يبلغ الى 120، وتتجاوز قيمة العقود على 4.5 مليارات دولار. وتتمسك الشركة بالإدارة المحلية، حيث ان 90% من موظفي المشاريع عمال محليين، وتم تدريب أكثر من 3000 تقني محلي.
وأثبتت التجارب ان التكنولوجيا والسعر والفاعلية وغيرها من ميزات الشركات الصينية أسباب تواجدها للوقت الطويل في افريقيا. إن التلاحم بين الطلب الحثيث من الشعب الافريقي على الطاقة وبين خطط الصين الطويل المدة في التعاون في المجالات ذات الصلة، هو تجسيد ملموس لبناء “مجتمع المصير المشترك الصيني الافريقي الأوثق”.