“شي” إلى الاردن..
موقع الصين بعيون عربية ـ
فيصل ناصيف عبدالرحمن صالح*:
قريباً يُفتتح في جزيرة هاينان الصينية القريبة من خط الاستواء الأرضي الوهمي، منتدى دولي مكرّس لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية. واللطيف والممتع في أمر هذا المؤتمر ويُسمّى بالمنتدى أيضاً، هو هذا الحشد العالمي الكبير له من جانب المؤسسات الصينية، وفي طليعتها جريدة “الشعب” الصينية، التي تتبنى العمل على التعريف بمبادرة الرئيس شي جين بينغ على كل النطاقات وفي كل القارات.
يُشير العمل الصيني الكبير و “الأنيق” في الوقت نفسه، إلى أنه ينشط من أجل خلق ظروف مناسبة، ومنها نفسية وأخرى اجتماعية واقتصادية، لمبادرة الحزام والطريق، ويؤكد كذلك جدَية الصين قيادةً وشعباً في تأكيد أهداف المبادرة دولياً، وسيرها في العالم الى أقصى أقصاه، وهو ما يكشف عنه هذا الكم الكبير من المشاركين في المنتدى، الذي يمثل كل العالم بكل أطيافه الاعلامية والمؤسساتية ذات العلاقة بالصين وبتنميتها للعالم.
وغني عن التعريف أن الصين تعقد مؤتمرات ومنتديات على أراضيها أكثر من أية دولة أخرى في هذا العالم، مايُشير الى ان الطرح الصيني في المناحي المختلفة جاد وفاعل، ويعمل من أجل سرعة الإنجاز في علاقات الصين بالعالم، لذلك تحظى بعض الدول العربية بإنجازات صينية كبيرة، وبعضها الآخر “يَحظى” بالأنين والاوجاع، ويصرخ وهو يرتمي تحت ظروف وضغوطات من الفاقة والفقر والحروب والاقتصادات التي تعتمد على فرض ضرائب باهظة على عمليات الاستثمار المحلي والاجنبي، مما يؤخّر أو يمنع البلدان التي تعاني من هذه “الآفة”، من التطور والنمو الحقيقي وتبقيها أسيرة للماضي بكل معانيه وفي كل جانب.
العلاقات الاردنية الصينية ممتازة بكل المقايس، لكن يلُاحظ ان الاردن لا يسير باندفاع كبير لتفعيل الاستثمار الصيني على أراضيه، ولو فعل ذلك بسرعة، لتم تحويل الاردن الى جِنان غنّاء، ولاستفاد الاقتصاد الاردني من عائدات كثيرة وكبيرة، عوضاً عن فرض ضرائب متلاحقة على المواطنين، وجعلها متصاعدة بدون توقف، مما ألحق العديد من الضربات بالاقتصاد المحلي، الذي يتطلع الى إنقاذ عالمي لا يمكن له أن يتأتي سوى من دولة صديقة ومخلصة، تسارع في إنقاذة ضمن عملية علمية تسمى “الفوز للجميع” و “لأجل الجميع”، والصين هنا هي المِثال الأول والأمثل والوحيد، بل والأوحد تقريباً، الذي لا يعرف البيروقراطية في التنفيذ، بل يَعرف شعار التنفيذ بين ليلة وضحاها، ويريد باخلاص سرعة الانجاز وسرعة توافر عائدات وأرباح وتشغيل اليد العاملة وبضمنها الخبيرة والماهرة.
عنوان هذا المقال “شي” إلى الاردن”، يَنبع من محبتنا للرئيس الصيني “شي” ومحبة الرئيس لجلالة الملك عبدالله الثاني، إذ كان لتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بينهما قبل عد سنوات، طوق نجاة للاردن وشعبه، لذلك نتطلع الى قدوم “شي” الى الاردن بشخصه الجليل في زيارة رسمية، وقبله قدوم استثماراته الكثيرة الى المملكة، وتوظيفها، ونريد لها ان تتجذر في بلادنا إنتاجاً وعملاً، كما تجّذرت الاستثمارات الصينية في مصر والجزائر وفي غيرها من الدول العربية والأفريقية والآسيوية، لنكون دولة التقدم والازدهار بجهود صينية اردنية جماعية، وبعدها نحظى بزيارة من الرئيس “شي” الى الاردن، ليَنعم الرئيس باستثمارات بلاده في بلادنا، وليَعرف الشعب الاردني تمام المعرفة كيف تعامل الصين الاردن ودول العالم بدون ضغوطات أو إملاءات، بل بتسهيلات استثمارية واقتصادية مذهلة وسريعة، تكشف بكل مباشرة عن أن الصين تتطلع الى عالم جديد يُماثل اليوتوبيا الروحية في جنان خير للبشرية وبضمنها شعبنا الاردني الحبيب.
أتمنى لمنتدى الحزام والطريق وجريدة “الشعب” الصينية التي نتابعها قراءة ومتعةً بأخبارها وتحليلاتها، مزيداً من النجاح في مسعاها الشريف، وشخصياً آمل وأرجو أن أزور الصين في العام المقبل 2019، من أجل المشاركة في منتدى مُماثل، ومعي ثلّة إعلامية من أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، من أجل ان نعمل في سبيل علاقات اقتصادية أوسع مابين الاردن والصين، خدمة لأهداف شعبينا في لاردن والصين وشعوب العالم في كرة أرضية مكتفية مادياً، وراقية بمُثُلِها الروحية، وهي مبادىء سامية نتشارك مع الصين في وضعها والدفاع عنها والتعريف بها، لتفوز بهمة المخلصين في العالم، ولتبني لنفسها ولنا وللجميع صرحاً دولياً مع الصين وبأموال الصين الكثير، وبمشاركتنا العربية أيضاً ولو بتواضع، لكن بأخلاص في مسرب الحزام والطريق الصيني للحرير العصري.
…
–#فيصل_ناصيف_صالح: #خبير_تصوير و#مصوّر_إعلامي مُعتمد وخاص في #الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب، ومتخصص بفنون نباتات “#بونساي” والبيئة والانسان