هاينان حضن من حرير
موقع الصين بعيون عربية ـ
هاينان ـ مراد بن عيسى*:
بمبادرة رائدة و متميزة من صحيفة الشعب اليومية الصينية التي تنظم منتدى التعاون الدولي الاعلامي لمبادرة الحزام و الطريق لعام 2018 استقبلتنا جزيرة “هاينان” بأحضان من حرير، وهي مقاطعة سياحية واقتصادية بامتياز، تتوفر على كل الامكانات والمواصفات لتجعلها قطباً جذاباً ووجهة للسواح، حيث كل التقارير تدل على ذلك من خلال التطور الملحوظ الذي شهدته المقاطعة، خاصة في السنوات الثلاثين الأخيرة، في ظل السياسة الرشيدة للرئيس الرفيق أمين عام الحزب الشيوعي شي جينبينغ الذي يولي أهمية كبيرة للاقتصاد والسياحة والانفتاح على العالم الخارجي وزيادة حجم التبادلات، فأضحت جمهورية الصين الشعبية الصديقة من كٌبريات دول العالم، وبآفاق ونظرة ثاقبة و طموحات مستقبلية واعدة. وها هو يسعى جاهدا لإعادة بعث طريق الحرير، كما أعلن ذلك في زيارته سنة 2013 إلى كازخستان من خلال مبادرة حزام واحد – طريق واحد، هذه المبادرة التي لاقت الاستحسان والقبول الكبير في شتى أنحاء المعمورة ورضَى غير مسبوق من جُل دول العالم، خاصة المعنية بخارطة الطريق.
ومن الجميل أن نحظى بهذه الفرصة للحضور والمشاركة في فعاليات هذا المنتدى والذي اكتشفنا من خلاله واحدة من نتاجات الرئيس الصيني، هذه المقاطعة العالمية التحفة الجمالية الجذابة بمدنها، عاداتها وتقاليدها وبعدها التاريخي والحضاري وقوة اقتصادها المنبعث من مختلف الحضارات والقوميات التي عاشت وتعاقبت على المنطقة.
وبالرغم من اختلاف المشاركين وجنسياتهم من أوروبا وآسيا وأفريقيا، إلا أن النظرة كانت موحدة، وأجمع الجميع على جمالية “هاينان”، فكانت السعادة والسرور واضحان على ملامح الجميع.
كما سمح لنا البرنامج الراقي المسطر من الهيئة المنظمة على هامش المنتدى بأن نكتشف عن قرب أبرز معالم المقاطعة بدءاً من عاصمتها “هايكو”، حيث زرنا متحف هاينان « THE PROVINCIAL MUSEUM»هذا الأخير يبرز مراحل تطور الجزيرة في شتى مجالات الحياة: الاجتماعية – التعليمية – الصناعة – الفلاحة – النقل – والاقتصاد. وقد ساهم في هذه القفزة النوعية عدة عوامل أهمها الموقع الجغرافي من حيث المناخ الاستوائي، طول الساحل بالإضافة إلى الثروات الطبيعية والحيوانية والنباتية والمائية التي ساهمت بشكل كبير في توليد الطاقات المتجددة.
كما نؤكد على أن السياسة المنتهجة من قبل الرئيس شي جي بينغ من خلال العمل على فك العزلة بإنشاء أحدث الموانئ والمطارات ومواكبة العصر بوسائل نقل متطورة جداً أعطت ديناميكية للاقتصاد. كما عمل زعيم الحزب الشيوعي رئيس الجمهورية على تطوير البنى التحتية، فأعطى التوجيهات بتشييد المباني مع الحفاظ على النمط العمراني.
كل هذا طور الحياة الاجتماعية في شتى مجالات الحياة، خاصة في الطب والفضاء، فتغير وجه المقاطعة وباتت قطباً اقتصادياً كبيراً، ووجهة للكثيرين، فكانت حاضنة لعدة تظاهرات ومهرجانات عالمية رياضية، ثقافية، فنية، ومسابقات دولية.
كما كان لنا شرف زيارة حديقة انجزت في ظرف قياسي 4 أشهر وهي حظيرة طبيعية رائعة بمثابة مخبرعلمي للتجارب النباتية وحماية للنهر المحاذي لها .
نرحب عاليا بالدعوة الموجهة إلينا للحضور والمشاركة، ونتوجه بالشكر لجمهورية الصين الشعبية الشقيقة رئيساً، حكومةً وشعباً على هذه الفرصة للتعرف أكثر فأكثر على النهضة الكبرى التي تشهدها هذه القارة الضخمة.