الصين وروسيا تتطلعان إلى توطيد الثقة المتبادلة والعلاقات الاقتصادية
اتفقت الصين وروسيا على توطيد الثقة السياسية والإستراتيجية المتبادلة مع توسيع أطر التعاون الاقتصادي والتجاري.
جاء هذا الاتفاق خلال الاجتماع الدوري الـ23 بين رئيسي حكومتي الصين وروسيا في بكين، والذي ترأسه كل من رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ونظيره الروسي دمتري مدفيديف.
وقال لي إن الاجتماع يعد الأول من نوعه منذ قيام البلدين بتشكيل حكومتين جديدتين، مضيفا أن الاجتماع يمثل أهمية بالغة وحلقة وصل بين الماضي والمستقبل.
وأضاف أن الصين وروسيا أكبر جارتين في المنطقة، وكل منهما توفر فرصا تنموية مهمة للأخرى.
وفي معرض إشارته إلى اللقاءات العديدة التي جرت بين رئيسي البلدين وشراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة التي حافظت على مستوى رفيع، قال لي إن ذلك لا يتفق فحسب مع مصالح البلدين والشعبين، وإنما يساهم أيضا في تحقيق الاستقرار العالمي والانتعاش الاقتصادي على مستوى العالم.
وتابع لي قائلا: “الصين مستعدة للعمل مع روسيا لمواصلة تعميق الثقة السياسية والإستراتيجية المشتركة، وتوسيع أطر التعاون الشامل والمساهمة على نحو مشترك في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية على مستوى العالم”.
واستمع لي ومدفيديف إلى تقارير قدمها نواب رئيس مجلس الدولة الصينيون هان تشنغ وسون تشون لان وهو تشون هوا، فضلا عن النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي أنطون سيلوانوف، ونواب رئيس الوزراء الروسي تاتيانا جوليكوفا وماكسيم أكيموف ويوري ترونتيف.
وفي معرض الإشادة بالتنمية السريعة التي يشهدها التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين منذ بداية العام الجاري، أعرب لي عن أمله في أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 100 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية العام، مضيفا أن هناك إمكانات كبيرة في المستقبل.
وحث لي الجانبين على دعم تيسير التجارة، وتوسيع الاستثمار المتبادل، وتعزيز التعاون الزراعي وتحفيز تطور التجارة الالكترونية، فضلا عن تعزيز التعاون في مجالات الابتكار، ولاسيما في تطبيقات العلوم والتكنولوجيا والبحوث الأساسية.
وحث لي أيضا على تكثيف التبادلات الشعبية والمحلية إلى جانب تعميق التعاون في مجالات الإعلام والشباب والسياحة والرياضة.
وأكد لي أن الصين تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع روسيا في سبيل الالتزام بالتمسك بالمبادئ الأساسية لمنظمة التجارة العالمية وروح المنظمة، وبحماية التجارة الحرة والتعددية، مضيفا أن الصين سوف تعمل على الربط بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
من جانبه، أشاد مدفيديف بالثقة المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، موضحا أن روسيا مستعدة لتكثيف التبادلات مع الصين على المستويات كافة، وتعزيز التعاون الثري، وتوسيع الميزان التجاري.
وحث مدفيديف الجانبين على تعزيز التعاون في مجالات الابتكار والتجارة الإلكترونية والزراعة والطاقة والطاقة النووية والنقل.
واتفق رئيسا الحكومتين على التمسك بالتعددية والتجارة الحرة، ومنظمة التجارة العالمية في القلب منها.
وحث مدفيديف الجانبين على تعزيز التواصل حول إصلاح منظمة التجارة العالمية، ودعم التنسيق والتعاون في إطار كل من منظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
وعقب المحادثات، وقع لي ومدفيديف على البيان المشترك للاجتماع الدوري الـ23 بين رئيسي الحكومتين الصينية والروسية، وشهدا التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات في مجالات شملت الاستثمار والطاقة والتعاون المحلي والتبادلات الثقافية والزراعة ومراقبة الجودة والطيران.
كما عقدا رئيسا الحكومتين مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب مراسم التوقيع.
وفي إطار وصفه للاجتماع بأنه “براجماتي وفعال وذو نتائج إيجابية”، قال لي إن الحوار المستمر منذ 22 عاما دون توقف هو خير دليل على المستوى الرفيع لشراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا، فضلا عن المستوى الرفيع للتعاون في مختلف المجالات.
وأوضح لي أن الجانبين اتفقا على مواصلة استكشاف إمكانات التجارة والاستثمار البينيين، وعلى تعزيز التعاون في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي، ودعم التعاون بين مقاطعات شمال شرقي الصين ومنطقة الشرق الأقصى الروسية، من أجل إقامة نقاط للنمو في مجالي الموارد والمنتجات الزراعية.
وأوضح لي أن الجانبين يعتزمان العمل معا لتفعيل الاتفاقية التي توصلت الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي إليها حول التعاون الاقتصادي والتجاري، خلال وقت قريب، وبدء المفاوضات حول الشراكة الاقتصادية الأوراسية بأسلوب براجماتي، وإرساء أساس لبناء نظام شامل ورفيع المستوى لتحرير التجارة والاستثمار في منطقة أوراسيا، يكون متاحا ومفتوحا أمام اقتصادات أخرى.
وحث مدفيديف الجانبين على دعم التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التعاون في مشروعات النفط والغاز الطبيعي.
وأعرب الجانبان عن استعدادهما للربط بين مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الروسي.
كما التقى كبير المشرعين الصينيين لي تشان شو اليوم، مدفيديف، حيث حث المجلسين التشريعيين بالبلدين على توفير الحماية القانونية لمواصلة التطوير رفيع المستوى للعلاقات الثنائية.
يذكر أن مدفيديف يقوم حاليا بزيارة رسمية إلى الصين، خلال الفترة من 5 إلى 7 نوفمبر، تلبية لدعوة من رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ.
وخلال إقامته في الصين، حضر مدفيديف أيضا مراسم افتتاح معرض الصين الدولي الأول للواردات، في شانغهاي، يوم الاثنين، كما التقى هناك الرئيس الصيني شي جين بينغ.