هاينان من الركود إلى الرخاء مع “الحزام والطريق”
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد الإله جبر المهنا*
منذ انطلاق سياسة الاصلاح والانفتاح في الصين، شهدت أغلب المقاطعات الصينية حركة نمو اقتصادي وتجاري كبيرة، وتغيرت صور تلك المقاطعات جذرياً، وتمت معالجة الفوارق المعيشية والاقتصادية التي تفصل بين مواطني الصين، وبين الارياف والمدن التي كانت أفضل حالاً معيشياً واقتصادياً.
واثبت الواقع أهمية مبادرة الحزام والطريق للصين خصوصاً، ولبقية دول العالم على وجه العموم، ومن هنا برزت أهمية تطوير مقاطعة هاينان، الجزيرة التي كانت تعاني من الركود ولم يكن يتجاوز نشاطها الاقتصادي صيد أسماك المحيط.
وعندها أطلق الرئيس شي جين بينغ مبادرة تطوير الجزيرة منذ زيارته إليها في أبريل عام ٢٠١٣، برز الحد الفاصل ما بين ماضي الجزيرة البائس وحاضرها الرغيد والجميل، حيث وفّرت القيادة الصينية كل المستلزمات للمواطنين، ووضعت الخطط للنهوض بواقع الجزيرة، ولجعلها منفذاً وطريقاً يربط البر الصيني ببقية الدول المنضوية تحت مبادرة الحزام والطريق، لاسيّما دول غرب آسيا.
وفعلاً انطلقت حملة عملاقة وطموحة للوصول بالمقاطعة الى ما وصلت إليه من تقدم على كافة المستويات الاقتصادية والصناعية والسياحية، والمرافق الخدمية والصحية، والارتقاء بالمواطن الى مستوى معاشي ومعيشي جيد.
والمقاطعة اليوم تمتلك مرفأً بحرياً ضخماً يستقبل أكبر سفن الحاويات، بالإضافة الى المرافئ النفطية تحميلاً وتفريغاً، إضافة إلى رصيف استقبال ناقلات الغاز، ومعامل للبتروكيماويات ومصافي للنفط ومشتقات، وبالتزامن مع انشاء شبكة الطرق البرية وسكك الحديد، والمطارات لاستقبال ملاين الزوار للمدينة…
وهنا بالذات أصبحت هاينان بمنشآتها الاقتصادية والصحية والخدمية، أكبر مقاطعة للتجارة الحرة منذ قيام جمهورية الصين الشعبية عام١٩٤٩.
موقع مدينة هايكو عاصمة المقاطعة، في الساحل الشمالي، وموقع مدينة سانيا في الساحل الجنوبي للجزيرة، شكّلا ميزة فريده لمقاطعة هاينان، وجعلها مترابطة سياحياً وخدمياً حيث تم ربط الساحلين الشمالي والجنوبي بشبكة الطرق وتوثيق الصّلة السياحية للمدينتين.
وللمقاطعة ميزة ممتازة حيث أن٩٧٪ من مساحتها الـ٣٤ ألف كيلو متر مربع يمتد على اليابسة، أغلبه مغطى بالاشجار والمزروعات الاستوائية، لذلك ستكون الجزيرة من أكبر المقاطعات الاقتصادية والسياحية في الصين، والجزيرة تُبهر كل مَن زارها حيث التنوع في كل شيء على أرضها وجمال سواحلها التي تحيط بها، حيث بلغ عدد زوارها اكثر من ٤٠ مليون نسمة عام٢٠١٧.
والجزيرة تحتوي علئ العديد من المراكز البحثية والتطوير في كافة المجالات، مما يجعل حركة التطور تتسارع بشكل علمي ودقيق… والاشخاص الراغبون بالاستثمار في الجزيرة لن يجدوا عناء بكفية استثمار اموالهم فيها، فهناك يوجد مَن يوفر لهم دراسة الجدوى الاقتصادية وخلال ثلاث ساعات فقط، من خلال مركز اوجد لهذا الغرض… بالاضافة الى ان الدولة الصينية وفرت ميزة لمواطني ٥٩ دولة للقدوم للجزير ودون الحاجة الى سمة الدخول والاقامة.
اليوم أصبح الحلم حقيقة على ارض الجزيرة حيث الرخاء الاقتصادي بعد تحول حالها من الركود وممارسة صيد الاسماك إلى تنوع النشاط الاقتصادي في كافة المجالات والصعد… ومن خلال الارقام فقد ارتفع دخل المواطن بنسبة٨.١٪ مما كان عليه وارتفع دخلة الى٣٠٠٠٠ألف يوان في حين كان لايتعدى١٨٠٠٠ ألف يوان…بالاضافة الئ استفادة الكثيرين وبمبلغ ١٠٠٠٠ألف يوان من خلال تأجير الاراضي للغير… وبهذا انحسر مستوى الفقر ل٦١٧ ألف مواطن وبواقع ٥١٧ قرية قد غادرها الفقر… ومؤمل أن يتم القضاء على الفقر في نهاية عام٢٠٢٠ بشكل نهائي للوصول بالمواطن للحياة الرغيدة…
وبتوجية من الرئيس شيئ جين بينغ تم اطلاق حملة زراعة الورود على أرض الجزيرة، وفعلاً أثمرت الحملة عن كميات هائلة للتصدير وسميت بوادي الورود، وهذا أضاف دخلا وموردا جديد للمواطن من اجل تحسين مستوئ المعيشة.
واليوم الجزيرة ومطاراتها تستقبل طائرات من ٥٧ شركة طيران وبواقع ٤٠مليون زائر وسائح وصلوا للجزيرة عام٢٠١٧…
وهذا سيجعل من مقاطعة هاينان في الخط الاول لربط البر الصيني بدول العالم الواقعة ضمن مباذرة الحزام والطريق، وخصوصا مجموعة آسيان ومنها الولوج الئ بقية الدول…
شهدت الجزيرة خلال الفترة الماضية نشاطا اقتصاديا ودبلوماسيا وثقافيا واسعاً نتيجة لتعاظم دورها الاقتصادي والتجاري… وهذا اضاف الى الجزيرة أهمية اضافية وجعلها بمصاف المدن العالمية المهمة على الصعيد العالمي…
الجزيرة بمواردها الطبيعية ومنشآتها البنيوية توفر فرص استثمارية جيدة لمن يسعى للاستثمار الحقيقي… والدليل على ذلك حجم الناتج المحلي للجزيرة الذي بلغ ٤٤٦مليار يوان عام ٢٠١٧…
ومن خلال استعراض بسيط ترى ان هناك تطوراً عظيماً حصل على ارض مقاطعة هاينان، حيث المنشآت السياحية ومجموعة الفنادق العملاقة مع كافة المرافق السياحية، بالاضافة الى شبكات الطرق والخدمات، هذا يدلل على مدى اهتمام القيادة الصينية بالمقاطعة على وجه الخصوص، وبالنتيجة سيصب بمصلحة البلاد من أجل المضي بسياسة الانفتاح وصولا للخطة التي رسمتها قيادة الحزب الشيوعي الصيني وفق الاشتراكية وفق الخصائص الصينية ودعم مبادرة الحزام والطريق وصولا للرفاه الاقتصادي والسلام على ربوع الارض… وقد شهد العالم من خلال منتدى التعاون الاعلامي لمبادرة الحزام والطريق عام ٢٠١٨ الذي عقد في مدينة بوآو كل الانجازات الهائلة التي حصلت في مقاطعة هاينان… حيث كانت مبادرة جيدة من جريدة الشعب الصينية… لإيصال الحقيقة للعالم وبيان حجم الانجاز الذي حصل بقيادة الرئيس شي جين بينغ…
…
#عبدالاله جبر المهنا: عضو ناشط في المجموعة الرئاسية #العراقية الأُولى – الأول من أُكتوبر2016/ الذكرى الـ67 لتأسيس جمهورية #الصين الشعبية، ومسؤول متابعة الأنشطة في مجموعة #الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار الديمقراطي من أجل الاصلاح.