تعليق: الشراكة الإستراتيجية بين الصين وأسيان هبة لمنطقة آسيا-الباسيفيك
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
تبنت الصين ورابطة بلدان جنوب شرق آسيا (أسيان)، في سنغافورة (الأربعاء)، رؤية الشراكة الإستراتيجية بين الصين وأسيان 2030، والتي تعد إلى حد بعيد نموذجا مثاليا للتعاون في منطقة آسيا – الباسيفيك.
وتأتي هذه الرؤية في عام يوافق الذكرى الـ15 لإقامة الشراكة الإستراتيجية بين الصين وآسيان، بما يعكس الطموح المشترك بين الجانبين نحو بناء منطقة تنعم بالسلام والاستقرار الدائمين.
ويدعم هذا الإطار التعاوني المشترك بين الجانبين ثلاثة محاور، هي التعاون الأمني والسياسي، والعلاقات الاقتصادية، والتبادلات الشعبية.
يذكر أنه في عام 2003، قررت الصين وأسيان إقامة شراكة إستراتيجية، ليفتح الجانبان بهذا فصلا جديدا للعلاقات. وعلى مدى الأعوام الـ15 الماضية، استوعبت الشراكة بين الجانبين المشهد الدولي المتغير واستمرت في تحقيق منافع ملموسة لبلدان المنطقة وشعوبها.
إن الصين وأسيان ملتزمتان بعلاقة حسن الجوار والصداقة، في الوقت الذي تعملان فيه على دعم العلاقات السياسية والأمنية لتحقيق الاستقرار عبر منطقة آسيا- الباسيفيك.
وفي ظل هذه الشراكة، استطاع الجانبان إدارة قضايا وخلافات حساسة بشكل لائق من خلال الحوار والتشاور، حفاظا على سير العلاقة بينهما على المسار الصحيح.
وفي الوقت الذي تقوم فيه الصين وأسيان للمرة الأولى بتفعيل إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، فإن الجانبين توصلا إلى مشروع نص تفاوضي واحد حول مدونة سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي في أغسطس من العام الجاري، لتخف بذلك حدة التوترات في بحر الصين الجنوبي بدرجة كبيرة، ولينشأ زخم إيجابي.
ولقد تحققت أيضا اختراقات على صعيد التعاون البحري، حيث أجرى الجانبان تدريباتهما البحرية المشتركة واسعة النطاق الأولى في مجالي الأبحاث والإغاثة البحرية في أكتوبر من العام 2017، كما أُجريت التدريبات البحرية الشاملة الأولى بين الجانبين في أكتوبر من العام الجاري.
ويواصل الجانبان العمل معا في مكافحة الإرهاب وتخفيف حدة الكوارث ومكافحة الجرائم العابرة للحدود فضلا عن مكافحة الأمراض المعدية العابرة للحدود، وغير ذلك من التحديات.
وتعمل الصين وأسيان معا على تعزيز تحرير التجارة والاستثمار، وهو التوجه الذي شكّل عمودا فقريا ومحركا للتنمية والرخاء في المنطقة.
ودخلت اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وأسيان- والتي تعد الاتفاقية الإقليمية الأكبر من نوعها في العالم بالنسبة لعدد سكان البلدان المشاركة فيها – حيز التنفيذ في عام 2010، لتتم إزالة الرسوم الجمركية عن أكثر من 90 بالمائة من السلع المتداولة بين الصين والبلدان أعضاء أسيان، وهي إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناي وكمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام.
بالإضافة إلى ذلك، جرى التوصل في أواخر عام 2015 إلى اتفاقية مطورة للتجارة الحرة، ما ساهم على نحو أكبر في تيسير التجارة ودعم الاستثمار الثنائي وتشجيع التعاون التكنولوجي.
وتعمل الصين وأسيان معا في الوقت الراهن على تسريع وتيرة إقامة الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، وهي منطقة تجارة تقررت إقامتها، وتضم البلدان العشرة الأعضاء في أسيان فضلا عن شركاء الرابطة في المنطقة، وهم الصين وأستراليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا – بما يعمل على دعم تيسير التجارة والاستثمار في المنطقة.
وقد حقق حجم التجارة بين الصين وأسيان رقما قياسيا في عام 2017، إذ بلغت قيمته الإجمالية 514.8 مليار دولار أمريكي، ليكون هذا أسرع معدل نمو بين الصين وأي من شركائها التجاريين الرئيسيين، وذلك وفقا لبيانات صدرت عن وزارة التجارة الصينية مطلع العام الحالي.