الصين والبرتغال تتعهدان بالمضي قدما في بناء الحزام والطريق
تعهدت الصين والبرتغال بالمضي قدما سويا في بناء الحزام والطريق بهدف دعم الارتباط بين آسيا وأوروبا وتعزيز التجارة العالمية.
تم التوصل إلى هذا التوافق خلال اجتماع بين الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ ورئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا.
وعقب الاجتماع، شهد الزعيمان أيضا توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين حول التعاون سويا في دعم بناء الحزام والطريق.
وخلال الاجتماع، قال شي إنه منذ زيارة رئيس الوزراء البرتغالي كوستا إلى الصين قبل عامين، تجري ترجمة التوافقات المهمة التي تم التوصل إليها بين الجانبين إلى نتائج ملموسة للتعاون، حيث تبدي التجارة البينية قوة دافعة سليمة، ويتقدم التعاون الاستثماري في المجالات الرئيسية على نحو سلس.
وأوضح شي أن العلاقات الصينية-البرتغالية تدخل في الوقت الراهن أفضل مراحلها عبر التاريخ وتطرح أمامها فرص جديدة للتنمية.
وأكد شي أن الصين مستعدة للعمل مع الجانب البرتغالي للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى.
وأشار شي إلى أنه ينبغي على الجانبين خلال المرحلة المقبلة زيادة الزيارات رفيعة المستوى وكذلك زيادة التبادلات على كافة المستويات وفي كافة المجالات، والعمل معا من أجل تحقيق المزيد من النتائج العملية عبر العمل سويا في دعم مبادرة الحزام والطريق، ليلعب الجانبان بذلك دورا إيجابيا في دعم الارتباط بين آسيا وأوروبا.
واقترح شي أن يعمل الجانبان على توسيع نطاق التعاون في مجالات المالية والاستثمار والطيران والسيارات والطاقة الجديدة، إلى جانب دعم تنفيذ المزيد من مشروعات التعاون واستكشاف أسواق أطراف ثالثة، بما يحقق منافع لكل الأطراف.
وحث شي الجانبين على توسيع نطاق التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة والعلوم والتكنولوجيا والطب.
وحول الشؤون الدولية، قال شي إنه ينبغي على الجانبين تعزيز التنسيق والتعاون ودعم تحرير وتيسير التجارة والاستثمار، فضلا عن العمل معا لمعارضة الحمائية والأحادية.
وأعرب شي عن أمله في أن يواصل الجانب البرتغالي القيام بدور إيجابي في دفع العلاقات الصينية-الأوروبية في الاتجاه الصحيح.
من جانبه، قال كوستا إن زيارة الرئيس شي لها أهمية تاريخية.
وأضاف أن بين البرتغال والصين تاريخاً طويلاً من الصداقة التقليدية وأن البلدين استطاعا بناء ثقة متبادلة جيدة.
وقال إن الجانب البرتغالي يشكر الصين على الدعم الذي قدمته لمساعدة البرتغال على الحفاظ على استقرارها المالي، مشيرا إلى أن البرتغال على استعداد لانتهاز فرصة هذه الزيارة في العمل سويا مع الصين للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
وقال كوستا إن الجانب البرتغالي يدعم الانفتاح والتعاون وحرية التجارة، ويرغب في المشاركة بنشاط في مبادرة الحزام والطريق، لأن هذه المبادرة لن تساعد فقط في تعزيز الصداقة والتعاون بين الشعبين وفي دعم التجارة والاستثمار بين البلدين، وإنما سوف تساهم أيضا في دعم الارتباط والشراكة والثقة بين آسيا وأوروبا، فضلا عن تعزيز التجارة العالمية. وهكذا، تجلب فوائد لشعوب العالم على وجه العموم.
وأكد كوستا أن البرتغال على استعداد لتعزيز التعاون مع الصين في مجالات البنية الأساسية والمالية والسيارات والعلوم والتكنولوجيا.
كما أكد كوستا أن الشركات الصينية في البرتغال تلتزم بالقوانين واللوائح المحلية، مشيرا إلى أن البرتغال ترحب باستثمار الصين في البلاد وزيادة الإنتاج والتصنيع هنا، كما تتطلع البرتغال إلى توسيع التعاون مع الصين في أسواق أطراف ثالثة تشمل أفريقيا وغيرها من المناطق، عبر منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والبلدان المتحدثة بالبرتغالية.
وأضاف كوستا أن البرتغال تتطلع إلى دعم التواصل والتنسيق مع الصين في مواجهة تغير المناخ وغيرها من الشؤون العالمية، فضلا عن حماية التعددية بشكل مشترك.
وأكد أن البرتغال مستعدة للقيام بدور أكبر في دعم الثقة والتعاون المتبادلين بين أوروبا والصين .
وعقب اللقاء، التقى الزعيمان بالصحفيين، حيث قال شي إن زيارته كانت مثمرة وحققت نجاحا كاملا، وإنها تضخ قوة دافعة جديدة وقوية في الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية-البرتغالية.
وتمثل البرتغال المحطة الأخيرة في جولة شي في أوروبا وأمريكا اللاتينية، التي زار فيها أيضا إسبانيا والأرجنتين وبنما. وفي بوينس آيرس بالأرجنتين حضر شي القمة الثالثة عشرة لمجموعة العشرين.
وقال شي للصحفيين أنه من خلال الجولة، شعر بعمق بالتمنيات الطيبة والتوقعات المتحمسة لشعوب العالم لتحقيق السلام والاستقرار العالمي والتنمية والازدهار الوطني، إضافة للحياة السعيدة والعمل لحسابهم الخاص.
وأشار شي إلي أنه على الرغم من القضايا والتحديات المتعددة التي يواجهها العالم، فإن الصين سوف تدعم على الدوام مبادئ الاحترام المتبادل والتشاور القائم على المساواة، وتسعي نحو التنمية السلمية والتعاون المربح للجميع، من أجل العمل مع كل الدول في أن تبني سويا مجتمع المصير المشترك للبشرية.
ووقعت الحكومتان سلسلة من مذكرات التعاون بعد الاجتماع بين زعيمي البلدين، بما فيها مذكرة تفاهم حول مبادرة الحزام والطريق ومذكرة أخرى حول التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وأصدر البلدان ايضا بيانا مشتركا اليوم تعهدا فيه بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية الشاملة إلى مدى أبعد، في الوقت الذي يحتفلان فيه بالذكرى الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما العام المقبل.
ومن أجل الاحتفال بالذكرى الـ40 لعلاقاتهما الدبلوماسية ، قررت الصين والبرتغال أن يعقد كل جانب منهما مهرجانات ثقافية لدى الجانب الآخر في 2019. كما اتفقا على تقديم دعم متبادل في إقامة مراكز ثقافية.
ووفقا للبيان المشترك، سوف يعزز الجانبان شراكتهما الزرقاء من أجل تيسير التعاون البحري وتنمية الاقتصاد البحري لكلا البلدين.
وأضاف البيان المشترك، إن البلدين سيدفعان سويا من أجل إطلاق المزيد من رحلات الطيران المباشر بين البلدين.
كما اتفق الجانبان على البدء في مفاوضات للتوصل إلى إبرام اتفاقية ثنائية للتأمين الاجتماعي، في النصف الأول من العام المقبل 2019.
وأضاف البيان المشترك، إنه من المقرر أن يحضر الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، المنتدى الثاني للحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقده في أبريل 2019 في بكين والقيام بزيارة دولة للصين بناء على دعوة من الرئيس شي.