الصين وألمانيا تتفقان على تعزيز العلاقات الثنائية
اتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الألماني الزائر فرانك-فالتر شتاينماير اليوم (الاثنين) على تعزيز تكثيف الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ليحقق التعاون الثنائي المزيد من النتائج التي تعود بالنفع على البلدين والشعبين، وأن ينعم العالم بالسلام والازدهار.
وفي معرض إشارته إلى مرور العالم بتغيرات معقدة وعميقة، قال شي إن الصين وألمانيا تشتركان في وجهات النظر نفسها أو لديهما وجهات نظر مماثلة إزاء العديد من القضايا.
وأضاف أنه يتعين على الدولتين مواصلة تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف من أجل منفعة الشعبين وجلب مزيد من الاستقرار إلى العالم.
كما قدّم شي عدة مقترحات للتعاون المستقبلي بين الصين وألمانيا، لافتا إلى أن التفاهم والثقة المتبادلة هما أساس تعميق العلاقات الثنائية.
وأوضح أن الاتجاه السائد للحكومتين وجميع الدوائر في البلدين هو تحقيق تعاون مربح للجانبين.
ودعا الرئيس الصيني البلدين إلى تلخيص التجارب الناجحة للتعاون الثنائي ومواصلة تجاوز الاختلافات الأيديولوجية واحترام مسارات التنمية الخاصة بكل منهما.
وأعرب عن استعداد الصين للحفاظ على التبادلات الوثيقة رفيعة المستوى، والاستفادة من آليات الحوار المتنوعة لتعزيز التواصل بين السياسات.
ولفت شي إلى أنه يتعين على البلدين الالتزام بالانفتاح والتعاون الابتكاري بغية الحفاظ على حيوية العلاقات الثنائية.
ويوافق العام الجاري الذكرى الـ40 لسياسة الإصلاح والانفتاح لدى الصين.
وقال شي إن الشركات الألمانية اغتنمت فرص الجولة الجديدة من الإصلاح والانفتاح في الصين.
وأعرب عن رغبة الصين في مواصلة تقاسم عوائد التنمية، في الوقت الذي تأمل فيه أن تظل ألمانيا منفتحة على الاستثمارات الصينية.
وفيما يتعلق بتوسيع التعاون، قال شي إن بناء الحزام والطريق يمكن أن يوفر منصة رئيسية.
ولفت الرئيس الصيني إلى أن بلاده تود مناقشة التعاون الثلاثي مع أوروبا وألمانيا وتعزيز تضافر مبادرة الحزام والطريق مع خطة الارتباطية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الصين ستعزز التعاون في خطوط السكك الحديدية مع ألمانيا والدول الواقعة على طول الطريق.
كما شجّع الجانبين على تعزيز التبادلات الشعبية وتوفير المزيد من المنصات للتبادلات في مجالات تشمل الثقافة والتعليم والشباب والرياضة.
ودعا شي البلدين إلى المضي بالحوكمة العالمية قدما والاشتراك في بناء اقتصاد عالمي مفتوح وتدعيم نظام التجارة الحرة متعدد الأطراف وتنفيذ اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ وتعزيز نمو اقتصاد عالمي يتسم بالقوة والاستدامة والتوازن والشمول والحماية المشتركة للتعددية، وفي القلب منها الأمم المتحدة.
ويقترح شي أن تقوم الصين وأوروبا بتنسيق ودعم بعضهما البعض إزاء حماية النظام الدولي وتعزيز الحوكمة العالمية، مضيفا أنه يأمل في أن تواصل ألمانيا لعب دور نشط نحو تحقيق هذه الغاية.
وقال شتاينماير، الذي يقوم بأول زيارة دولة له إلى الصين كرئيس، إن زيارته لأجزاء مختلفة من الصين جعلته يعجب بالمزيد من الإنجازات التي حققتها الصين في العقود الأربعة الماضية من الإصلاح والانفتاح، ولا سيما فيما يتعلق بنجاح الصين في انتشال مئات الملايين من الناس من الفقر.
ولفت شتاينماير إلى أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الواقعة في مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين التي ضربها زلزال بلغت قوته 8 درجات قبل 10 سنوات كانت تنمية مثيرة للإعجاب.
وأعرب عن رضا ألمانيا عن تنمية العلاقات الألمانية-الصينية، ورغبتها في تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل وتوسيع التوافق وتضييق هوة الخلافات وتكثيف التنسيق في الشئون الدولية، فضلا عن تدعيم التجارة الحرة.
وأكد شتاينماير معارضة بلاده لأي شكل من أشكال الحمائية، متعهدا بأن ألمانيا ستواصل تعزيز التعاون بين أوروبا والصين وستعزز الارتباطية بين أوراسيا والصين.
وقبل المحادثات، أقام شي حفل استقبال لشتاينماير الذي يقوم بالزيارة في الفترة ما بين 5 إلى 10 ديسمبر.
وقبل زيارته بكين، زار شتاينماير مدينة قوانغتشو الجنوبية ومدينة تشنغدو الجنوبية الغربية.