الصين تعقد اجتماعا احتفاليا بمناسبة الذكرى الـ40 للإصلاح والانفتاح.. وشي يقول: أصبح “معلما ” في النهوض الوطني الصيني
قناة CGTN العربية:
عقدت الصين اجتماعا كبيرا اليوم الثلاثاء للاحتفال بالذكرى الـ40 لتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، والتي تمثل ثورة عظيمة غيرت مصير الأمة الصينية وأثرت في العالم أيضا.
حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة آخرون الحدث الذي بدأ في حوالي الساعة العاشرة صباح اليوم في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين. وترأس الاجتماع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ.
وبدأ الاحتفال بوقوف جميع الحضور لترديد النشيد الوطني الصيني.
وقرأ وانغ هو نينغ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قرأ قرارا بتكريم الأشخاص الذين قدموا إسهامات عظيمة لمسيرة الإصلاح والانفتاح في البلاد. وقال وانغ إن الشعب هو “مبدع معجزة الإصلاح والانفتاح العظيمة” و”مصدر القوة” الدافعة للمسيرة التي بدأت قبل 40 عاما.
وبموجب قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة الصيني، تم تكريم 100 شخص صيني بمنحهم ميدالية رواد الإصلاح و10 أجانب بمنحهم ميدالية صداقة الإصلاح الصيني. وقام القادة الصينيون بتقديم الميداليات للشخصيات المكرمة.
الرئيس الصيني شي جين بينغ يلقي خطابا هاما بمناسبة إحياء الذكرى الأربعين لتنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح
يصادف العام الجاري الذكرى الـ40 لتنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، وبهذه المناسبة عقد اجتماع لإحياء هذه الذكرى اليوم الثلاثاء في قاعة الشعب الكبرى ببكين.
ألقى الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ خطابا هاما في الاجتماع، حيث استعرض عملية تنفيذ الصين لسياسة الإصلاح والانفتاح والتغيرات والتجارب التي جلبتها هذه العملية للشعب الصيني مع الإشارة إلى أهمية تنمية الصين ومساهمتها في دفع السلام والتنمية بالعالم وتقدم الحضارة البشرية. تم الإعلان في الاجتماع عن قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة الصيني لتكريم المساهمين المتميزين في الإصلاح والانفتاح وتم توزيع الجوائز عليهم.
هذا وفي عام 1978، وضعت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ11 للحزب الشيوعي الصيني سياسة مهمة حول الإصلاح والانفتاح. وعلى مدى الـ40 عاما من تنفيذ هذه السياسة، شهدت الصين تغيرات قلبت وجه العالم، وحققت إنجازات ملحوظة في مختلف المجالات.
إعادة البث: خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماع احتفالي بمناسبة الذكرى الـ40 للإصلاح والانفتاح
في ما يلي بعض النقاط البارزة في كلمة الرئيس شي:
الإصلاح والانفتاح يعتبر “معلما ” في النهوض الوطني الصيني: وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ أن تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح والاشتراكية ذات الخصائص الصينية يعد “معلما” في عملية تحقيق نهوض الأمة الصينية. قال شي إن تأسيس الحزب الشيوعي الصيني وتأسيس جمهورية الصين الشعبية يعتبران أيضا من المعالم البارزة على الطريق نحو النهوض الوطني العظيم في العصر الجديد. وأضاف أنها تعد ثلاثة أحداث تاريخية وقعت بعد حركة 4 مايو في عام 1919.
الإصلاح والانفتاح يمثلان ثورة كبيرة في تاريخ الشعب والأمة: قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الثلاثاء، إن الإصلاح والانفتاح يمثلان ثورة كبيرة في تاريخ الشعب الصيني والأمة الصينية. وأضاف الرئيس شي خلال الكلمة أن هذه الثورة الكبيرة دفعت تحقيق قفزة نوعية للأمام في قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وقال الرئيس شي إن الإصلاح والانفتاح يمثلان نهضة كبيرة للحزب الشيوعي الصيني، ما يوفر إبداعا أكبر لكل من النظرية والممارسة للحزب الشيوعي الصيني.
دعم الماركسية وابتكار النظريات: دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دعم الماركسية لتكون هي الأفكار المرشدة واستكشاف ابتكارات نظرية قائمة على الممارسة. وقال شي إن الممارسات خلال الـ40 سنة الماضية أظهرت أن الابتكار هو شريان الحياة للإصلاح والانفتاح.
خدمة تنمية الصين بفعالية قضية السلام والتنمية في العالم: قال شي إن تنمية الصين على مدار الـ40 عاما الماضية قد خدمت بفعالية قضية السلام والتنمية في العالم، مشددا على أن تنمية الصين قدمت تجربة ناجحة، ووفرت آفاقا مشرقة للبلدان النامية الأخرى في سعيها للتحديث، ما يمثل مساهمة كبيرة للأمة الصينية في تقدم الحضارة الإنسانية.
التعهد بالانفتاح على العالم بشكل أوسع: أكد شي على التزام الصين بالانفتاح على العالم بشكل أوسع وتعزيز الجهود المشتركة الرامية إلى بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية. وقال شي إن ممارسات الإصلاح والانفتاح في الـ40 عاما الماضية قد أثبتت أن الانفتاح يجلب التقدم، بينما تؤدي العزلة إلى التخلف.
التمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية: شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على التمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ودعم وتنمية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وقال شي إنه لا يوجد كتاب لقواعد ذهبية يجب اتباعها من أجل الإصلاح والتنمية في الصين، البلد الذي يتمتع بحضارة تمتد لأكثر من 5000 سنة ويقطنه أكثر من 1.3 مليار نسمة. وقال شي “لا يمكن لأحد أن يملي على الشعب الصيني ما ينبغي أو لا ينبغي القيام به”.
قيادة الحزب لجميع الأعمال: أكد الرئيس الصينى شي جين بينغ على قيادة الحزب لجميع الأعمال ودعا في الوقت نفسه إلى مواصلة تعزيز وتحسين طريقة الحزب في القيادة، وقال شي إن مسيرة الإصلاح والانفتاح خلال العقود الأربعة الماضية أظهرت أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني هي أهم سمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية وأكبر قوة لهذا النظام.
مواصلة حوكمة الحزب بشكل شامل وصارم: قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن من الضروري مواصلة بذل الجهود لممارسة حوكمة شاملة وصارمة على الحزب الشيوعي الصيني لتقوية قدرته على الإبداع، وقوته للوحدة، وطاقته للكفاح.
تحسين معيشة الشعب: قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الدولة قد واصلت تحسين معيشة الشعب ورفاهيته أثناء السنوات الـ40 الماضية. وذكر شي أن الصين قد انتشلت 740 مليون شخص من الفقر خلال السنوات الـ40 الماضية، لينخفض معدل عدد الفقراء بواقع 94.4 نقطة مئوية. وقال شي إن الدولة قد بنت أكبر نظام للضمان الاجتماعي في العالم، مع تغطية معاش الشيخوخة الأساسي أكثر من 900 مليون شخص وتغطية التأمين الطبي أكثر من 1.3 مليار نسمة. وأضاف شي أن نسبة السكان الدائمين في المدن إلى إجمالي عدد السكان، ازدادت أثناء تلك الفترة بواقع 40.6% إلى 58.52%. وأوضح أن “الدولة قد حافظت على استقرارها الاجتماعي لفترة طويلة، ما جعلها واحدة من الدول التي تمنح أقوى شعور بالأمان في العالم”.
بذل جهود متواصلة لتحقيق تطلعات الشعب لحياة أفضل: قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه يجب الالتزام بمفهوم “الشعب أولا” وبذل الجهود للاستمرار في تحقيق تطلعات الشعب لحياة أفضل. وتابع شي أن الممارسات على مدى الأعوام الـ40 الماضية أظهرت أن السعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية هما الغاية الأصلية والرسالة للحزب الشيوعي الصيني، كما أنهما من مساعي الإصلاح والانفتاح.
تحقيق التوازن بين الإصلاح والتنمية والاستقرار: أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية تحقيق توازن بين الإصلاح والتنمية والاستقرار من خلال الحفاظ على النظرة العالمية ومنهجية المادية الجدلية والتاريخية.
الرئيس شي يلخص إنجازات الإصلاح والانفتاح على مدار الـ40 عاما الماضية
لخص الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الثلاثاء الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين خلال تنفيذها سياسة الإصلاح والانفتاح، وذلك خلال اجتماع احتفالي بمناسبة الذكرى الـ40 لتنفيذ هذه السياسة:
– عرضت الصين حيوية الاشتراكية العلمية من خلال الحقائق التي لا تقبل الجدل.
– اتخذت الصين خطوات حازمة في الرحلة نحو النمو لتصبح غنية وقوية.
– طورت الصين ديمقراطيتها الاشتراكية.
– عززت الصين من قوتها الناعمة الثقافية والتأثير الدولي للثقافة الصينية بشكل بارز.
– ودعت الصين المشاكل التي ابتلي بها شعبها لآلاف السنين، بما فيها الجوع والعوز والفقر.
– عززت الصين الحوكمة الإيكولوجية والبيئية بشكل ملحوظ.
– أصبح الجيش الشعبي قوة لا تقهر لحماية رفاهية الشعب، والدفاع عن الوطن والسلام العالمي.
– ظلت الصين ملتزمة بدفع القضية العظيمة للتوحيد السلمي للوطن. وتعززت مكانة الهوية الوطنية والهوية الثقافية الصينية لدى الصينيين داخل البلاد وخارجها بشكل ملحوظ.
– تقترب الصين من مركز المسرح العالمي، كمعزز معترف به دوليا للسلام الدولي، ومساهم للتنمية العالمية، وداعم للنظام الدولي.
– ظل الحزب الشيوعي الصيني ملتزما بتعزيز وتحسين قيادته، وقد حقق نجاحا ساحقا في حملة مكافحة الفساد.
الخبير الصيني يتحدث عن الاجتماع الاحتفالي بمناسبة الذكرى الـ40 للإصلاح والانفتاح وخطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ فيه
شي جين بينغ: الرجل الذي يقود إصلاح الصين في العصر الجديد
تتكوم الأوراق والوثائق في مكتب وانغ جيون، نائب رئيس تحرير ومؤلف رئيسي لكتاب “دراسة لفكر شي جين بينغ بشأن الإصلاح والانفتاح”، حيث جمعها له فريقه للبحث من أجل تأليف الكتاب. وقال وانغ، رئيس أكاديمية قوانغدونغ للعلوم الاجتماعية، “شي جين بينغ رجل كرس نفسه بإخلاص للإصلاح والانفتاح.”
عقب الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، عمل شي رئيسا لمجموعة قيادية بشأن تعميق الإصلاح الشامل، وعندما تحولت المجموعة إلى لجنة، ظل شي رئيسا لها. في الوقت نفسه، يرأس شي مجموعة من اللجان رفيعة المستوى في مجالات مثل الحوكمة القائمة على القانون والشؤون الخارجية والأمن الإلكتروني والمعلوماتية. وعبر قيادة تلك المجموعات، يستطيع شي أن يجري مناقشات مباشرة مع العاملين في مختلف المجالات وأن يعلم عن الأوضاع الفعلية القائمة بشكل أفضل.
إن التقدم الذي تحقق خلال عملية الإصلاح يضم نطاقا واسعا من المجالات. ففي مجال الاقتصاد، أصدر شي قراره بتبني الوضع الطبيعي الجديد وأطلق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض ووضع خطا واضحا بين الحكومة والسوق. وفي مجال العلوم، وضع شي هدف تحويل الصين إلى أحد المراكز العلمية العالمية وقمة ابتكارية. وقاد شي بنفسه حملة لمكافحة الفساد حتى تشكل تيارا كاسحا، وحققت انتصارا ساحقا.
في أبريل، أخبر شي الأمين العام للأمم المتحدة الزائر أنطونيو غوتيريش أن “كل شيء نقوم به هو من أجل سعادة الشعب ومن أجل تحقيق الإحياء الوطني والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة للعالم.” وظل شي يؤكد على أنه يتعين أن يركز الإصلاح على أهم ما يشغل تفكير الشعب وأهم ما يتطلع إليه. ويقول شي إن الهدف هو منح الشعب شعورا أقوى بالرضا.
ولقد ارتقى شي بسياسة الانفتاح إلى مستوى جديد، حيث خطط شي لإقامة أول معرض للاستيراد في العالم على المستوى الوطني وبذل الجهود لدعم هذا المعرض. وفي معرض الصين الدولي للاستيراد ، أكد شي مجددا على معارضته للحمائية التجارية والتزامه باقتصاد عالمي مفتوح.
سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية تعمل على خدمة التنمية المشتركة في العالم
تحولت مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين، تدريجيا إلى أكبر منصة للتعاون الدولي بعد مضي خمس سنوات على إطلاقها، ملخصة فكر الصين فيما يتعلق بالتنمية والدبلوماسية والرؤية العالمية والمسؤولية الدولية، ما يمثل محصلة أربعة عقود من الإصلاح والانفتاح. وساعدت جهود الإصلاح الصين في تطوير ردها على سؤال يتردد دوما في الغرب: هل سيجلب الأسد المستيقظ في الشرق فرصا أم تهديدات للعالم؟
الرد الصيني يتسم بالالتزام بمسار التنمية السلمية، والتخلي عن العقلية الغربية العتيقة بأن القوة ينتج عنها الهيمنة، وإرادة سياسية قوية تسعى لتحقيق منافع مشتركة عبر التشاور والتكامل. وتهدف الصين إلى إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقال أفتاب صديقي، مؤسس مجموعة عمل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني البريطانية، إن مشاركة الصين بشكل متزايد وعميق في الشؤون الدولية على مدار السنوات ساعدها في ممارسة تأثير عالمي، إضافة إلى تقديم نموذج يحتذى به بشأن منهجها السلمي الذي يسعى إلى التوافق في الوقت الذي يرفض فيه التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وسط تحديات جديدة ناجمة عن عالم متغير، لم تتوقف الصين مطلقا عن السعي نحو حلول. من بينها كانت النتيجة التي تقول إن السلام والتنمية اتجاهان عالميان رئيسيان، أو رؤية مجتمع مصير مشترك للبشرية. فالماضي كان شهادة على أن نمو الصين يعزز تدعيم السلام والتنمية على المستوى العالمي.
بذل جهود متواصلة لتحقيق تطلعات الشعب لحياة أفضل: قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه يجب الالتزام بمفهوم “الشعب أولا” وبذل الجهود للاستمرار في تحقيق تطلعات الشعب لحياة أفضل. وتابع شي أن الممارسات على مدى الأعوام الـ40 الماضية أظهرت أن السعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية هما الغاية الأصلية والرسالة للحزب الشيوعي الصيني، كما أنهما من مساعي الإصلاح والانفتاح. تحقيق التوازن بين الإصلاح والتنمية والاستقرار: أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية تحقيق توازن بين الإصلاح والتنمية والاستقرار من خلال الحفاظ على النظرة العالمية ومنهجية المادية الجدلية والتاريخية.