حوار الأحزاب بالصين: مستقبل مُشرق للجميع
موقع الصين بعيون عربية ـ
غسان أبو هلال*:
أقر مُمَثِّلو عشرات الأحزاب العربية وقياداتهم ونشطائهم، من غالبية الدول العربية، “وثيقة قوانغتشو” الصينية – العربية، في ختام مؤتمر الدورة الثانية للحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، وهنا أقف عند هذا المؤتمر الذي يلعب دوراً حيوياً ومفصلياً في حياة الانسان العربي والاحزاب العربية، التي تتطلع الى تعاون وتبادل مشرق ومزدهر وحقيقي بين الشعوب.
لفت إنتباهي تصريح السيد سونغ تاو، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، حين أكد ضرورة تطور العلاقات الحزبية والصينية – العربية، وأهمية أن نكون يداً بيد لبناء عالم أفضل. لذا نتحسـس اليوم أن على العالم العربي أن يُدرك تماماً، توافر فرصة جيدة نحو تحقيق حياة أفضل في أطار هذا التعاون المشترك.
في أهمية هذا المؤتمر وحواراته وبيانه المشترك، أن هنالك قد تشكّلت أخيراً، إمكانية بناء مستقبل واعد ومشرق للجميع، ضمن معادلة الربح والإفادة للكل، وليس لطرف أو أطراف ما على حساب أخرى، وهي إجتراحات صينية نوعية للعمل المتساوي والعادل مع الأحزاب العربية المُشارِكة في الحوار الآن، وفي المستقبل القريب والبعيد والاستراتيجي أيضاً وقد بعث الحوار برسالة ضمنية للعالم، وهي أن تدرك دوله وشعوبه أن هنالك فرصة ذهبية للجميع للعيش المشترك والكسب لكل فرد في العالم دون استثناء، فلولا الثقة العالية والعلوم الاجتماعية المتطورة والخطط الطموحة لدى الحزب الشيوعي الصيني، وعلاقات الثقة التي يريدها مع الاحزاب العربية، لما انعقد هذا المؤتمر، ولما خرج بما أقره من توصيات وقرارات وبيان مشترك شامل.
النتائج التي خرج بها المؤتمر والمؤتمرون، أكد ثقل القرار الصيني عالمياً، وإصراره على علاقات عميقة مع الاحزاب العربية والدول العربية والامة العربية عموماً، وتأصيل العلاقات الصينية على مساحة الخريطة العربية، التي شهدت وتشهد تأثيرات غربية ظالمة على منطقتنا .
ولهذا، على الوفود والأحزب والشخصيات التي شاركت في الحوار، أن تَعي بأنها تتعامل مع نظام صيني قوي وعظيم، وبأنه مرجعية حقيقية وأولى حزبياً للأحزاب والمنظمات العربية والعالمية، لأسباب كثيرة لا مجال لتعدادها هنا.
وهنا إُشير الى نقطتين إثنتين مهمتين هما:
1/ هنالك مصالح مشتركة تاريخية واقتصادية وسياسية عميقة، لن تقف عند حدٍ أو أحدٍ، ما بين الصين والعرب، فمن غير اليسير على أية جهة أجنبية فرض التغيير على هذه المعادلة.
2/ النظام العربي الآن في حاجة ملحة جداً الى علاقة عميقة مع الصين. وأرغب بلفت الانتباه إلى أن على الانسان العربي أن ينظر الى الحزب الشيوعي الصيني الحاكم نظرة جديدة وعميقة وموضوعية، وبأن يدرك أن لا خشية من هذا الحزب من فرض أية أحكام قد تتعارض والحياة والمعتقدات العربية والاسلامية، وهذه النظرة العربية القاصرة هي محض عابرة كما أعتقد، لأنها ترتبط بعوامل وممارسات “غربية” إحتلالية سابقة للعالم العربي وتأثيرات حالية ومتواصلة “من هناك” أيضاً، وعلينا الآن كعرب التجسير مع الصين وفهمها، وهو ما نوّهت الصين إليه في المؤتمر المُشار إليه والذي عُقد على أراضيها.
…
ـ #غسان_ أبو_هلال: مثقف وناشط اجتماعي وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وصديق لرابطة #القلميين العرب حُلفاء #روسيه والاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين و #الكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.