تقرير سنوي: الرئيس الصيني يحكي القصص الصينية على المسرح الدولي خلال عام 2018
صحيفة الشعب الصينية:
شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ في العديد من الأحداث الدولية خلال عام 2018، بما في ذلك اجتماعات الأبيك ومجموعة العشرين ومجموعة البريكس. وتجاوزت المسافة التي عبرها خلال جولاته الخارجية مئة ألف كيلومتر، ونشر 11 مقالة موقعة في وسائل الإعلام الأجنبية، حيث نقل القصص الصينية التي تتحدث عن السلام والصداقة والجهد والمثابرة إلى جميع أنحاء العالم. فما هي القصص الصينية التي رواها الرئيس شي على المسرح الدولي في عام 2018؟ نستعرض لكم في مايلي أهمّها:
1- حول الإصلاح والانفتاح
أصبحت الصين اليوم ثاني أكبر اقتصاد عالمي وأكبر دولة مصنّعة وأكبر بلد في تجارة السلع وأكبر بلد من حيث احتياطي النقد الأجنبي. وحقق الناتج المحلي الإجمالي للصين معدل نمو سنوي بلغ حوالي 9.5 بالمائة بأسعار قابلة للمقارنة خلال الأربعين عاما الماضية. وسجلت التجارة الخارجية للصين نموا سنويا قدره 14.5 بالمائة بالدولار الأمريكي. حيث ودّع الشعب الصيني حياة العوز والفقر، ويتمتع الآن بموارد وافرة وحياة رغيدة. ووفقا للمعايير الحالية للأمم المتحدة، فقد تم انتشال أكثر من 700 مليون صيني من براثن الفقر، بما يمثل أكثر من 70 بالمائة من الإجمالي العالمي خلال نفس الفترة.
كلمة هامة في مراسم افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2018
على مدى السنوات الـ40 الماضية، سلك الشعب الصيني مسارا جديدا وأحرز تقدما قويا. من خلال الجرأة والعزم والاعتماد على الذات، استطاع الشعب الصيني أن يجعل من الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي. جهود الشعب الصيني التي لا تكل هي التي جعلت الصين على ماهي عليه اليوم.
كلمة رئيسية في قمة المديرين التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا- الباسيفيك (أبيك) في بابوا غينيا الجديدة
بتعبير مجازي، فإن الاقتصاد الصيني جزء من البحر وليس بركة. والبحر يسوده السكون والهدوء أحيانا، وتحدث فيه عواصف هوجاء في أحيان أخرى. وبدون العواصف الهوجاء، فالبحر لن يكون كما هو عليه. وقد تقلب العواصف الهوجاء بركة، ولكنها عاجزة عن قلب البحر. وبعد أن شهد عددا لا يحصى من العواصف الهوجاء، فلا يزال البحر هناك! والحال كذلك بالنسبة للصين. وبعد أن اجتازت أكثر من 5000 سنة من الصعوبات والمحن، فلا تزال الصين باقية هنا! وبالتطلع إلى المستقبل، فستبقى الصين دائما هنا!
خطاب في مراسم افتتاح معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي
2- حول الاقتصاد المفتوح
لقد شهد تاريخ تطور التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي على صحة قانون “أن الاقتصادات تتقدم سويا من خلال التبادل والترابط، وتتراجع معا بسبب العزلة والانغلاق”. وطالما تقلل مختلف البلدان من الحواجز التجارية وتوسع نطاق الانفتاح، يمكن إزالة العوائق في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي؛ وإذا رمى كل منها مشاكله على كاهل غيره أو وقع في حالة العزلة والانغلاق، فسيركد التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي، ويصعب على الاقتصاد العالمي أن يتطور سليما.
خطاب في مراسم افتتاح معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي
وفي الوقت الحاضر الذي يتعمق فيه تطور العولمة الاقتصادية، فإن ممارسات قانون الغاب وفلسفة “الفائز يأخذ كل شيء” تمثل طريقا مسدودا يكون أضيق فأضبق، بينما يكون التمسك بالشمول والمنفعة العامة والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بمثابة طريق صحيح في الدنيا يصبح أوسع فأوسع.
خطاب في مراسم افتتاح معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي
باب الانفتاح الصيني لن يغلق أبدا، بل سيفتح على نحو أوسع. ولن تتوقف خطوات الصين في دفع الانفتاح نحو مستوى أعلى، ولن تتوقف خطواتها في حفز بناء اقتصاد عالمي منفتح، ولن تتوقف خطواتها في دفع عجلة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية!
خطاب في مراسم افتتاح معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي
3- حول مبادرة الحزام والطريق
مبادرة الحزام والطريق مبادرة جديدة، فإنه من الطبيعي تماما أن تكون هناك آراء مختلفة بشأن التعاون. بيد أنه طالما أن الأطراف تتمسك بمبدأ التشاور الموسع والإسهام المشترك والمنافع المشتركة، فإننا بكل تأكيد بوسعنا تعزيز التعاون وحل الخلافات. بهذه الطريقة، يمكننا جعل مبادرة الحزام والطريق أوسع منصة للتعاون الدولي تتماشى مع اتجاه العولمة الاقتصادية وتفيد سائر شعوبنا بشكل أفضل.
كلمة رئيسية في مراسم الافتتاح للمؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2018
مبادرة الحزام والطريق منصة مفتوحة للتعاون. وتسترشد بمبدأ التشاور والتعاون من أجل المصلحة المشتركة. وهي غير مصممة لخدمة أي برنامج جيوسياسي خفي، ولا تستهدف أي شخص ولا تستثني أحدا. إنها ليست منتدى حصريا مغلقا أمام غير الأعضاء، كما أنها ليست “فخا” كما وصفها البعض. ولكنها مبادرة رئيسية وشفافة تشارك الصين من خلالها بتوفير الفرص وتتابع التنمية المشتركة مع بقية العالم.
كلمة رئيسية في قمة المديرين التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا- الباسيفيك (أبيك) في بابوا غينيا الجديدة
على خريطة العالم، يبدو أن تفصل الصين وأسبانيا مسافة طويلة. ولكن، منذ أكثر من 2000 عام ربط طريق الحرير القديم العاصمة الصينية القديمة، تشانغآن بمدينة طراغونة الأسبانية. وعن طريق قوافل الجمال، كان يتم نقل الحرير والشاي الصيني إلى أسبانيا عبر قارة أوراسيا.
المقال الموقع للرئيس شي جين بينغ في صحيفة ((إيه بي سي)) الأسبانية في 27 نوفمبر عام 2018
4- حول الدبلوماسية الصينية
مقاطعة شاندونغ هي مسقط رأس كونفوشيوس ومكان ميلاد الكونفوشيوسية. وتعتقد الكونفوشيوسية التي هى جزء لا يتجزأ من الحضارة الصينية، أنه “ينبغي السعي وراء قضية عادلة من أجل الصالح العام”، وتدعم الوئام والوحدة ومجتمع المصير المشترك، وتركيزها على الوحدة والوئام، يجعلها تشترك في الكثير مع روح شانغهاي المتمثلة في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام مختلف الحضارات والسعي إلى تحقيق تنمية مشتركة.
خطاب في مأدبة العشاء الترحيبية لقمة منظمة شانغهاي للتعاون في تشينغداو
“اتسع البحر فيسع.” بما أن الصين أكبر دولة نامية في العالم، وأن إفريقيا قارة تجمع أكبر عدد من الدول النامية، فقد أصبح الجانبان منذ زمان مجتمع مصير مشترك يشاطر السراء والضراء. نحرص على بذل جهود مشتركة مع الدول الإفريقية وشعوبها لتحقيق الحلم المشترك، والعمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وإفريقيا، بما يشكل نموذجا يحتذى به لإقامة مجتمع مصير مشترك للبشرية كلها.
كلمة رئيسية في الحفل الافتتاحي لقمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي
ومنذ عدة قرون، بلغ إجمالي الناتج المحلي في الصين 30 بالمئة من الإجمالي العالمي، ومع ذلك لم تتجه البلاد إلى العدوان أو التوسع. وخلال أكثر من 100 عاما بعد حرب الأفيون عام 1840، عانت الصين بشكل كبير من العدوان والحروب والاضطرابات المتكررة. وقال كونفوشيوس ذات مرة “لا تفعل بغيرك ما لا ترضاه على نفسك”. ونحن الصينيين نؤمن بأن السلام والاستقرار هما الطريق الوحيدة للتنمية والرخاء. وهذا ليس اختيارا نفعيا أو تعبيرا دبلوماسيا. انما هو إيماننا الراسخ وتوجهنا الصارم لما نقوم به على أرض الواقع. ستظل الصين ملتزمة بطريق التنمية السلمية وستبقى مرساة السلام والاستقرار في منطقة آسيا-الباسيفيك والعالم أجمع.
المقال الموقع للرئيس شي جين بينغ في الصحف الفلبينية في 11 نوفمبر 2018
5- حول الصداقة الصينية الأجنبية
كما تقول الحكمة الصينية “مثلما تختبر المسافة قوة الخيل، يكشف الزمن عن إخلاص المرء”، فمنذ عقود، تأثر الرئيس سنغور بشدة حينما رأى خبراء الزراعة الصينيين يكدحون جنبا إلى جنب مع القرويين السنغاليين في الحقول والطين في أيديهم. اليوم، لا يزال الخبراء الصينيون هناك، يعملون مع أشقائهم السنغاليين في تكنولوجيا زراعة الأرز والخضروات. وهكذا امتدت جذور الصداقة في قلوب الشعبين.
المقال الموقع للرئيس شي جين بينغ في وسائل الإعلام السنغالية في 20 يوليو 2018
بناء على دعوة من الحكومة الروسية، جاء 996 طفلا صينيا من المنطقة التي ضربها الزلزال إلى مركز أطفال عموم روسيا (أوشن) بفلاديفوستوك لإعادة التأهيل وخلدت التجربة في ذاكرتهم. ومنهم طفل يُدعى شي جون في الذي تلقى الرعاية في المركز بعد زلزال ونتشوان 2008، حيث ألقى قنينة بها ورقة كتب عليها أمنيته في الدراسة في روسيا في المستقبل، ووقعت القنينة في أيدي أحد العاملين في المركز بعد رحلة في البحر دامت أربعة أشهر. والآن، بعد أن أصبح طالب في الجامعة الفيدرالية لأقصى الشرق في فلاديفوستوك، أصبح حلم شي جون في حقيقة.
كلمة في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الشرقي الرابع عام 2018
إن التفاعلات الودية بين شعبي بلدينا يمكن أن تعود إلى أكثر من 160 عاما، عندما وصلت المجموعة الأولى من الصينيين إلى بنما للمساعدة في بناء القنوات والسكك الحديدية. على هذه الأرض المضيافة، بقوا في نهاية المطاف، وقد أقاموا في نهاية الأمر على هذه الأرض المضيافة وأصبحوا جزءا من المجتمعات المحلية وانضموا إلى شعب بنما في السعي وراء حياة أفضل. ولإحياء تفانيهم، تم تخصيص يوم خاص للصينيين العرقيين في بنما. وبالعودة إلى الستينيات -في بادرة تضامن مع الشعب البنمي في قضيته العادلة للسيادة على القناة- نظّم 16 مليون صيني مسيرات في شتى أنحاء الصين، فيما أصبح ذكري خاصة للشعب الصيني لهذا الجيل. كل هذه الأمور تشهد على الروابط الأخوية التي تربط بين شعبينا.
المقال الموقع للرئيس شي جين بينغ في صحيفة بَنَميّة في 30 نوفمبر 2018