أية إشارة يمكن رؤيتها في خضم ارتفاع قيمة العملة الصينية
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
تعززت العملة الصينية الرنمنبي (أو اليوان)، بأكثر من 1000 نقطة أساسية أمام الدولار الأمريكي في الأسبوع المنتهي يوم الجمعة، وهي الزيادة الأسبوعية الأكبر منذ يوليو 2015.
لقد واجه الدولار البداية الأضعف خلال 15 عاما، وعانى الجنيه الاسترليني البريطاني من عدم اليقين، ولكن اليوان الصيني قاد الجميع، وفقا لجيريمي كوك، كبير الاقتصاديين ورئيس قسم استراتيجية العملات والمدفوعات الدولية بشركة ((وورلد فيرست))، مشيرا إلى “أن اليوان الأقوى أمر جيد”.
على المدى القصير، يعتبر اليوان الأقوى أكثر مساعدا للاقتصاد الصيني من اليوان الضعيف، وفقا لقوله.
وأضاف كوك “قد تتضرر الصادرات قليلا، ولكن اليوان الأكثر قيمة يكون عازلا يكبح التدفقات من اقتصاد صيني أوسع إلى أرصدة أخرى”.
أما آيريس بانغ، المحللة الاقتصادية حول الصين الكبرى في بنك ((أي أن جي)) الهولندي، فقالت لـ((شينخوا)) إن العملة الصينية ترتفع للأعلى بسبب الدولار الضعيف، “وإذا يواصل الدولار تراجعه، فسيواصل الرنمنبي صعوده”.
وقال خبراء معنيون بأسواق المال والعملات إن ألعاب سوق رؤوس الأموال، تبدو تغيرت تدريجيا منذ مطلع عام 2019، ليس في مجال العملات فقط، بل في سوق الأسهم أيضا.
لقد أعلن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) في الرابع من يناير أنه سيقلل نسب الاحتياطي المطلوبة بـ100 نقطة أساسية. وهي خطوة ساهمت بدفع أسواق الأسهم في الصين فورا، حيث أغلق مؤشر شانغهاي المركب أعلى بـ2.05% في ذلك اليوم.
وشجعت النتائج الكبيرة للأسهم الصينية، اللاعبين في أسواق الأسهم الأوروبية، حيث ارتفع مؤشر (FTSE) البريطاني بـ2.16%، ومؤشر (CAC40) الفرنسي، وفرانكفورت (DAX) الألماني بـ2.72% و3.37% على التوالي.
وحينئذ، أغلق مؤشر (ناسداك) الأمريكي مرتفعا 4.26%، وستاندرز آند بور (S&P500) بواقع 3.43%.
قال مارك غارني، حاكم بنك انكلترا، يوم الأربعاء، خلال منتدى فورتشن، إن الرنمنبي الصيني من المحتمل أن يصبح عملة احتياطية عالمية، بدلا من الدولار الأمريكي، ولكن ذلك يتطلب وقتا.
وأوضح قائلا “مع إعادة تشكل النظام في العالم، واحتمال تقليل عدم الترابط بين الحقيقي والمالي، وفي خضم هذه العملية ستبرز عملات احتياطية أخرى. وأرى أن الرنمنبي إحدى هذه العملات البارزة”.
لقد وصفت فرانتسيسكا اوهنسورغي، مديرة مجموعة آفاق التنمية في البنك الدولي، والكاتبة الرئيسية لتقرير البنك حول آفاق التنمية العالمية، وصفت نمو الصين خلال عام 2018 وآفاقه في العام الجديد 2019، بأنها “قوية جدا”.
وقالت لـ((شينخوا)) يوم الإثنين “نتوقع انخفاضا بالنمو، وقد قمنا بتعديل توقعاتنا قليلا”، مضيفة “ولكن واضعي السياسات قد ردّوا، باستخدام سياسات التحفيز، بالطبع، وكانت فعالة تماما، وتمكنوا من الحفاظ على النمو قويا جدا”.
وقالت أيضا إن الصين تصرفت بشكل جيد لتحافظ على النمو خلال السنوات الماضية. وأكدت على أنه “في الصين، هناك موضوع طويل الأمد تسعى السلطات للتعامل معه ومعالجته، وهو كيفية احتواء التقلبات في الأسواق المالية”.
وأوضحت أنه “مع كل تحفيز يتم تطبيقه، هناك عمل توازني، وهم يريدون دعم النمو، ولكن في الوقت نفسه، يحتوون المخاطر المالية — وفي هذا الإطار، لم تتغير نظرتنا كثيرا عن الصين، أو المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي”.
وما بين نهاية عام 2018 ومطلع 2019، وضعت الصين ونفذت سلسلة من الإجراءات الشاملة للمزيد من دفع الإصلاح والانفتاح في البلاد، ومنها تسهيل القيود على الاستثمار الأجنبي وخفض الضرائب على نطاق واسع، وتشجيع الابتكارات، وهو ما يظهر عزم واضعي السياسات في الصين على تحقيق نمو اقتصادي عالي النوعية.
لذا، فإن ارتفاع قيمة العملة وازدياد الأسهم مؤخرا، يظهران ثقة الأسواق العالمية وتوقعاتها إزاء استمرار النمو الاقتصادي بالصين، وفقا لآراء الخبراء.