ماذا تستطيع الصين أن تفعل لتشجيع شعبها على إنجاب الأطفال؟

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
في ظل ما تواجهه الصين من انخفاض في معدل الخصوبة إلى جانب شيخوخة السكان، ماذا تستطيع أن تفعل الحكومة والمجتمع المدني لتشجيع الشعب على إنجاب الأطفال؟
قال الدكتور باباتوندي أهوسني ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الصين، في حوار عن السياسات في بكين، إن الحل أكثر من مجرد تشجيع للأزواج على إنجاب المزيد من الأطفال.
وأضاف “يجب أن يكون الحل مدعوما باستجابات من سياسات جيدة التصميم وشاملة لدعم جميع الأزواج والأفراد على اتخاذ القرار بشأن الخصوبة بأنفسهم.”
وقد ولد إجمالي 17.58 مليون طفل في مستشفيات الصين خلال عام 2017. وكان العدد في عام 2016 هو 18.5 مليون، وفقا لأرقام نشرتها اللجنة الوطنية للصحة.
وقالت هان جيون لي، المسؤولة في شؤون رصد السكان والتنمية الأسرية في اللجنة، إن الصين سوف تعمل من أجل تحسين خدمات الرعاية النهارية للأطفال دون سن الثالثة وسوف تؤسس المزيد من مراكز الرعاية النهارية بمشاركة المجتمع.
وأضافت المسؤولة “سوف نتابع أيضا أن حقوق المرأة المشروعة، ومن بينها التوظيف، مضمونة”، واستطردت أن أصحاب العمل الذين يستخدمون سياسة التمييز ضد النساء الحوامل سوف “يعاقبون بشدة”.
وقالت وزيرة التجارة الخارجية والتنمية الفنلندية آن ماري فيرولاينين في هذا الحوار، إنه من الضروري جعل إنجاب الأطفال مجديا من الناحية الاقتصادية للبالغين المتعلمين وأصحاب الطموح .
وتعرف فنلندا بنظام الرعاية الاجتماعية الملائم للإنجاب، بما يشمل خدمات الأمومة ورعاية الأطفال عالية الجودة والوجبات المدرسية المجانية.
وقالت فنغ يوان المؤسس المشارك لمنظمة ((بكين إيكواليتي))، وهي منظمة غير حكومية مخصصة لدعم المساواة بين الجنسين، إنه يجب أيضا تشجيع أفراد الأسرة، وخاصة الآباء، على المساعدة في رعاية الأطفال.
وأضافت “في الثقافة الصينية التقليدية تكون رعاية الأطفال مسؤولية المرأة، ولكن في العصر الحديث وجد الكثير من النساء العاملة صعوبة كبيرة في تحقيق توازن بين العمل والأسرة”، وحثت على اتخاذ المزيد من التدابير الملموسة للمساعدة في تحقيق مساواة حقيقية بين الرجل والمرأة.
وتضم الصين نحو 240 مليون شخص تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق. ومن أجل مواجهة مشكلة الشيخوخة، سمحت الصين للأزواج بإنجاب طفلين بداية من عام 2016، معلنة نهاية سياسة الطفل الواحد التي انتهجتها لعقود.
وذكرت المنظمة الصينية لتنظيم الأسرة الشهر الماضي أنها سوف تواصل تقديم الإرشاد حول الصحة الإنجابية والمواليد، بهدف رفع الاستعداد العام للإنجاب وحل مشاكل رعاية الأطفال.
وقال وانغ بي آن، نائب رئيس المنظمة إن المنظمة سوف تستكشف المزيد من الخدمات في رعاية الاطفال والتطور المبكر للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أعوام في عام 2019.
وأسس إجمالي 28 مدينة في الصين مراكز إرشاد للإنجاب في عام 2018، بهدف تقديم خدمات معيارية ومناسبة للأزواج الشباب وتدريبات لتربية الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أعوام.
وخلال عام 2019، سوف تساعد المنظمة في تأسيس المزيد من مراكز الإرشاد ومنصات المعلومات على الانترنت لإجراء فحوصات الزواج والحمل.
وبالإضافة إلى ذلك، يستطيع الآباء الصينيون الآن الحصول على منافع ضريبية. وبداية من أول يناير 2019، أصبح الأزواج يحصلون على خصم بقيمة 1000 يوان (نحو 148 دولار أمريكي) في الشهر على ضرائب الدخل ، لكل طفل يحصل على التعليم من الحضانة حتى الدكتوراه.