مسؤول حكومي: سيكون للصين “بصمة استثنائية” في الأكاديمية الدبلوماسية بتونس
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
قال المدير العام للأكاديمية الدبلوماسية في تونس منذر الظريف، إنه “سيكون للصين بصمة استثنائية في تحقيق حلم تونسي، هو بناء أكاديمية تونسية دبلوماسية بأتم معنى الكلمة”.
وكشف الظريف في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن وضع الحجر الأساس لبناء هذه الأكاديمية على مساحة هكتارين وبتكلفة تُقدر بـ 23.4 مليار دولار سيتم خلال شهر مايو المُقبل.
وكان وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، ونائب وزير التجارة الصيني تشيان كه مينغ، قد وقعا خلال شهر فبراير من العام الماضي، على اتفاقية تبادل رسائل بخصوص مشروع الأكاديمية الدبلوماسية بتونس التي تعهدت الصين بتمويل تشييدها.
وخصصت السلطات التونسية قطعة أرض تمتد على مساحة 16000 متر مربع لبناء هذه الأكاديمية التي يبلغ إجمالي مساحتها 12000 متر مربع.
واعتبر الظريف أن بناء هذه الأكاديمية الدبلوماسية “يعكس أجمل صورة لنجاح التعاون المثمر بين تونس والصين والتلاحم بين الشعبين”.
وتُعد تونس واحدة من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وذلك منذ عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، الذي يُنظر إليه على أنه مؤسس الدبلوماسية التونسية.
وتعود العلاقات التونسية-الصينية إلى العام 1964، وقد عرفت منذ ذلك الوقت تطورا ملحوظا شمل جميع مجالات التعاون الثنائي، وذلك على قاعدة الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
وأشار الظريف إلى أن مشروع الأكاديمية الدبلوماسية يعكس إرادة الدولة التونسية لتطوير سياستها الخارجية، وبالتالي تعزيز المهارات الدبلوماسية لتونس، وقد أصبح بالإمكان تحقيق ذلك من خلال هذه المساهمة لبناء الأكاديمية التي ستتولى تكوين الدبلوماسيين التونسيين.
ولفت إلى أن الصين “كانت على رأس قائمة الدول التي توجهت لها تونس لإنجاز هذا المشروع بالنظر إلى عمق علاقات الصداقة بين البلدين”.
وشدد في هذا السياق على أن أهمية هذا المشروع “واضحة نظرا لدور مثل هذه الأكاديمية في تكوين وتخريج جيل جديد من الدبلوماسيين يتمتعون بكفاءات تنسجم مع المعايير الدولية”.
وأعرب في المقابل عن اعتقاده بأن مقر هذا المشروع “سوف يعكس في بعض جوانبه التقدم والمكاسب، التي عاينتها بأم عيني أثناء وجودي في بكين، وخاصة منها تلك المُرتبطة بتنمية وتأهيل الموارد البشرية المؤهلة والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي، إلى جانب عمليات الإعمار والبناء في هذا البلد الصديق”.
وفي إشارة إلى المراحل المختلفة لمُتابعة إنجاز هذا المشروع الثنائي التونسي الصيني، قال الظريف إن عددا من الخبراء الصينيين زاروا تونس في شهر أغسطس الماضي، حيث أطلعوا على المُخططات والتصاميم الأولية لهذا المشروع، كما عُقدت اجتماعات أخرى في الصين لوضع اللمسات النهائية لبناء هذه الأكاديمية.
وتابع أنه إلى جانب المسائل الإدارية اليومية، التي تبقى تونسية بحتة “سيكون للأكاديمية الدبلوماسية مجلس علمي مفتوح للمدربين الأجانب والدبلوماسيين من الدول الأصدقاء، ومن الصين بشكل رئيسي، وذلك لجعل هذا المشروع معلما حضاريا ومعرفيا في هذا المجال”.
وتتطلع السلطات التونسية إلى أن تُساهم هذه الأكاديمية في استعادة الدبلوماسية التونسية لتأثيرها في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وعلى الصعيد الدولي.
يُشار إلى أن الأكاديمية الدبلوماسية الجديدة ستأخذ مكان المعهد الدبلوماسي للتكوين والدراسات، الذي أنشئ في العام 1997 لتكوين المُرشحين للعمل في مجالات النشاط الدبلوماسي المختلفة.