التعليم العالي في الصين.. ثقافة وحضارة وإنسانية
موقع الصين بعيون عربية ـ
الدكتورة يلينا ريزونينكو المومني*:
اعتدنا في الجامعة الأردنية متابعة فعاليات مهرجان عيد الربيع الصيني الذي يُنبىء بحلول العيد التقليدي الصيني، “رأس السنة القَمرية الصينية الجديدة”، والذي يُصادف في منتصف شهر شباط من كل عام، ويُقام المهرجان على مسرح الجامعة الكبير والجامع حضارياً لطلبتها، وهو مهرجان تحرص سفارة جمهورية الصين الشعبية في الاردن على تنظيمه سنوياً لتأكيد التلاقي التعليمي والثقافي والإنساني بين شعبين الدولتين.
ومن الضروري الإشارة هنا، الى أن عيد الربيع الصيني، هو أحد أشهر الأعياد الرئيسة التي ترعاه حكومة جمهورية الصين الشعبية الصديقة على مستوى العالم، نظراً لأهميته الصينية والعالمية.
إن الحرص الذي تبديه قيادتا البلدين الصديقين نحو بعضهما البعض، يستند الى علاقات تاريخية قائمة بينهما على أرضية واضحة، هي احترام متبادل والربح لكليهما، الأردن والصين، لذلك يمكننا أن نعتبر هذه العلاقات أنموذجاً في المجتمع الدولي، لاسيما وان الجامعة الاردنية تقدم هي الاخرى أنموذجاً في دعم هذه العلاقات التي تحظى باهتمام بالغ من لدن الشعبين أيضاً، بحيث يمكن القول أن الاردنيين يجمعون على أهمية هذه العلاقات وضرورتها للشعب الاردن.
ان عيد الربيع الصيني هو عيد وطني في الصين، ويُعد واحداً من أربعة أعياد رئيسة في الدولة، وهو الى ذلك أيضاً مناسبة حضارية ووطنية راسخة في الثقافة الصينية، وباتت منشرة في مختلف البلدان، ويتم الاحتفال بها حتى في تلك البلدان التي لا جاليات صينية فيها، لتأكيد احترام التقاليد الصينية الانسانية، الضاربة جذورها في تربة عشرة الاف سنة، ولكونها تستمر الى الان في ألقها وجاذبيتها وأهميتها الى يومنا هذا.
لهذا كله ولغيره من العوامل المهمة، أبرزت الجامعة الأردنية اهتماماً متميزاً بإنشاء شعبة للغة الصينية في كلية اللغات فيها، ليس لتعليم هذه اللغة فحسب، بل وكذلك لإطلاع الطلبة على الثقافة الصينية التي تُعتبر بإجماع العالم، واحدة من أقدم أقدم الثقافات البشرية، ولأنها تتسم بالمرونة والعُمق وتقديم مبادىء السلام وفلسفة السلام لمختلف الشعوب، وفي دعوتها لتصادق الثقافات القومية مع بعضها البعض، وفي العلاقات التعليمية يتم كذلك الحديث عن الثقافة والحضارة ودراستها في البلدين من خلال تعليم اللغة، ولهذا يهتم طلبتنا الاردنيون بمشاهدة الاحتفالات الصينية على مسرح الجامعة الاردنية، وهي تعرض لفقرات فنيّة فلكلورية صينية، وفعاليات ثقافية وترفيهية منوّعة، ورقصات وعروض مسرحية وأغان جميلة وذات محتوى إيجابي وتربوي وثقافي مهم لكل شعب.
ان التعليم عموماً والعالي بضمنه وفي مقدمته، يُعتبر أحد لبنات التعاون وتعميق العلاقات بين الاردن والصين، وهو يعمل على تجسير العلاقات، وتقديم تربة خصبة لتنمو فيها صِلات مثالية مفيدة للجانبين، ففي هذا المجال الواسع والمؤثر في الشباب، الذين هم عِماد الأوطان ومداميكها ومساعيها للصداقة الدولية، يتم في الاردن تبادل المنح الطلابية مع الصين، بحيث يُقبَل طلبة صينيون في الاردن، واردنيون في الصين، ونتطلع في هذا المجال الى زيادة حجم التعاون العلمي والبحثي بين الجامعة الاردنية ومؤسسات التعليم العالي الصيني، خدمة لمصالح الشعبين الصديقين، وهو ما أشار اليها كثيرون من المسؤولين في البلدين وتطرّقوا إليه، بغية تعظيم المداميك القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، والبحث عن الجديد لتعزيزها المضطرد.
…
#يلينا_ريزونينكو_المومني: كاتبة ومُنسّقة شعبة اللغة الروسية في الجامعة الاردنية، وعضو مُتخصّص في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.