حجم سوق صناعة البرمجيات في الصين

موقع الصين بعيون عربية ـ
علا علاء الدين عبد الفتاح:

اجتذبت الصين أنظار العالم واهتماماته ككونها دولة مصدرة للسلع التكنولوجية، مما جعل الصين لاعباً رئيسياً في مجال إنتاج البرمجيات وارتفاع صادراتها التكنولوجية سريعاً. حيث قررت الصين رفع شعار (صنع في الصين) من اجل تشجيع العاملين بمجال صناعة البرمجيات حيث قامت الحكومة الصينية بشراء ما يمثل 1.14%من قيمة إنتاج السوق الصيني من البرمجيات أي بنحو 564 مليون دولار. وكان اتجاه الحكومة هو شراء البرمجيات التي تحتاجها المؤسسات الحكومية من شركات البرمجيات المحلية واضعة عليها شعار (صنع في الصين) وقد أثر هذا الإجراء إيجابياً على مبيعات شركات البرمجيات المحلية في السوق الصيني وفي نفس الوقت أعطت الحكومة للمستخدم ثقة في منتج بلاده.

وطبقاً للشكل التالي يتبين لنا مدى التطور السريع الذي طرأ علي إنتاج وتصدير البرمجيات منذ عام 2000 وحتى عام 2011 حيث بلغ إنتاج الصين من البرمجيات حوالي 5 مليار دولار عام 2000 وشكلت الصادرات 5% من نسبة إنتاج البرمجيات، وتوالى الارتفاع عام 2006 ووصل انتاج الصين إلى 64 مليار دولار واصبحت الصين بذلك اعلى بكثير من الهند الذي بلغ عائدها 42 مليار دولار، ولكن ظل تركيز الصين على تلبية الطلب المحلي اولاً ثم التصدير. وفي عام 2007 بلغت إيرادات قطاع البرمجيات 77 مليار دولار والصادرات 10 مليار دولار واستمر الإنتاج في الارتفاع حتى عام 2011 وبلغت إيرادات البرمجيات 285 مليار دولار والصادرات 30 مليار دولار. ويرجع السبب في هذه الصادرات نتيجة للمشاريع المشتركة بين الشركات الصينية والشركات اليابانية ولكن لا زال السوق المحلى يمتص أكثر من 90% من إنتاج البرمجيات في الصين. (Information Economy Report، 2012) وهذا يعني تحقيق الصين نمواً سريعاً في مجال صناعة البرمجيات في غضون السنوات القليلة الماضية.

وبناء علي النشرة الاحصائية لصناعة خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات لعام 2018 الصادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات تبين ان قطاع البرمجيات نما نمواً سريعاً منذ عام 2011 وحتي نهاية عام 2018 من حيث الايرادات والصادرات وحجم العمالة. فمن خلال الشكل التالي تبين ارتفاع إيرادات قطاع البرمجيات في الصين من 18849 مليار يوان عام 2011 إلي 63061 مليار يوان عام 2018، ولكن علي الرغم من ذلك الارتفاع الا ان نسبة النمو انخفضت خلال الفتره من 2011 وحتي عام 2018 كما هو موضح في الشكل التالي:

وارتفعت ايضاً صادرات قطاع البرمجيات في الصين من 346 مليار دولار عام 2011 إلي 554.5 مليار دولار عام  ويلاحظ ايضاً انخفاض نسبة النمو في ذلك القطاع خلال الفترة الزمنية 2011 وحتي 2018 علي الرغم من ارتفاع نسبة النمو من 1% عام 2016 إلي 8.3% عام 2017 الا انها عاودت الانخفاض عام 2018بشكل كبير الا ان وصلت إلي 0.8% كما يتبين من الشكل التالي.

ونتج عن هذا الارتفاع في نمو إيرادات وصادرات قطاع صناعة البرمجيات في الصين  إلي زيادة في عدد العاملين بالقطاع حيث ارتفعت من 3440000 عام 2011 إلي 6430000 عام 2018 ويلاحظ ايضاً انخفاض نسبة النمو بنسبة كبيره حيث وصلت إلي 4.2% عام 2018 بعد ان كانت 26.2% عام 2011 كما موضح في الشكل التالي.

علوم وتكنولوجيا

ويتضح ان انخفاض نسبة النمو السنوية يرجع إلي اهتمام الصين بتلبية الطلب المحلي في المقام الاول يليه تلبية احتياجات الدول الاخري.

وعلي الرغم من ذلك  يتبين مدي نمو سوق صناعة البرمجيات في الصين عام تلو الاخر حيث وضعت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات هدفاً لعام 2020 وهوأن تتجاوز إيرادات قطاع صناعة البرمجيات وخدمات المعلومات 8 ترليون يوان. كما تعمل الصين علي رفع مبيعاتها من منتجات أمن المعلومات إلي 200 مليار يوان عام 2020. ومن اجل تحقيق هذه الاهداف سوف تعمل الحكومة الصينية جاهده علي دعم وتطويروتشجيع شركات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات من أجل ان تصبح قادرة علي منافسة الشركات العالمية عام 2020 وتكون قادرة علي الابتكار في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والواقع الافتراضي وتطويرها.

ويمكننا القول أن الصين بالفعل قادره علي تحقيق أهدافها في قطاع البرمجيات عام 2020 وغزو العالم بالمذيد من منتجاتها من البرمجيات.

عن الكاتبة:

باحثه مصرية حاصلة علي ليسانس الاداب جامعه عين شمس قسم المكتبات والمعلومات عام 2011، حاصلة علي ماجستير في موضوع صناعة المعلومات: دراسة مقارنة بين مصر والصين من جامعة حلوان عام 2017،حاليا باحث متفرغ في موضوع صناعة المعلومات في الصين آملة في تكملة الدراسة والحصول علي الدكتوراه من الصين. وذلك بمساعة الاتحاد الدولي للصين من خلال نشر المقالات علي موقع الصين بعيون عربية.