شينجيانغ محور طريق الحرير القديم وموطن السلام والتعايش العرقي
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد القادر خليل*:
خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية زار منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور بشمال غربي الصين، العديد من الشخصيات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية من مختلف مناطق العالم، وبخاصة من الدول الإسلامية في القارة الآسيوية، للوقوف على الأوضاع المعيشية للمسلمين فيها، التي اتخذتها الدول الغربية من خلال تصريحات مغلوطة لبعض من مسئوليها وإعلامها المزيف، مادة دسمة تروج الأكاذيب وتحرف الحقائق، ورمي التهم بداعي الدفاع عن حقوق الإنسان..
وبالرغم من أن ما يحدث في الصين يعتبر شأنا داخليا، إلا أن النية السليمة والروح السامية التي تتميز بها القيادة الصينية، هو تأكيد بارز على صوابية سياسة الإصلاح والانفتاح التي تنتهجها الصين منذ نيف وأربعين عاما، وها هي تفتح أبوابها للجميع لزيارة منطقة شينجيانغ للاطلاع المباشر على واقع الحياة التي يعيشها أبناء المنطقة دون أي تمييز أو أي إقصاء لفئة على حساب أخرى.
تكتسب منطقة شينجيانغ أهمية كبيرة، لاسيما من خلال موقعها الجيواستراتيجي المتميز الرابط بين آسيا وأوروبا، ومساحتها المعتبرة وحدودها البرية الطويلة، وما تزخر به من إرث ثقافي وتاريخي زاهر، إذ أنها تعتبر محورَ طريقِ الحرير القديم، الذي لعب دورا جوهريا في انتعاش التعاملات التجارية والتبادلات الثقافية بين الشرق والغرب، وهي حاليا تشكل لبنة أساسية في مبادرة الحزام والطريق، وساهمت وتساهم في ازدهار التعاملات الاقتصادية وارتفاع حجم الاستيراد والتصدير، ورفع مستوى التنمية في المنطقة.
لقد قرأت الكثير من المقالات، واستمعت إلى انطباعات العديد من الشخصيات ممن زاروا شينجيانغ، وكلها تنوه الى المجهود الكبير الذي تقوم به جمهورية الصين الشعبية لتحسين معيشة المواطنين، وتوفير البيئة المناسبة وكل متطلبات الحياة الرغيدة لأبناء قومية الويغور، وبالإجراءات الصارمة المتخذة والمطبقة، للحد من افكار التطرف التي تحاول قوى خارجية تصديرها للمنطقة، ولأجل تحقيق العدالة الشاملة لجميع أبناء الصين.
إن جمهورية الصين الشعبية في ظل القيادة الرشيدة للأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الرئيس شي جين بينغ، تعمل جاهدة على تحقيق الاستقرار والتناغم الاجتماعي وتحسين الأوضاع العامة والاستقرار الاجتماعي وتعميق توحيد الأمة الصينية والتعايش السلمي والتضامن القومي ونشر المساواة بين مختلف القوميات الصينية. كما أن السياسات القومية للحزب الشيوعي الصيني لا جدال فيها، وهي ترمي إلى تحسين المعيشة وتطوير الاقتصاد والثقافة والتعليم، فللمسلمين في الصين جميع الحقوق والواجبات مثلما هو الحال لكل مواطن صيني دون أي تمييز أو تفضيل، بحيث أن تطبيق القوانين الصينية ومعاقبة المخالفين لها، لا ينحصر على فئة دون أخرى، بل يعتبر القانون مقدسا وفوق الجميع.
أنا شخصيا قبل عشر سنوات وتحديدا في أبريل 2009 ، زُرْتُ مدينة شيآن حاضرة منطقة شانسي، حيث شاهدت بأم عيني الحياة الطبيعية السلسة التي يعيشها المسلمون الصينيون هناك بكل توافق وتناغم مع باقي القوميات الأخرى. لقد تجولت في ربوع تلك المدينة الجميلة ووسط أحياء المسلمين و زُرت الجامع الكبير في شيآن، وتناولت الأطعمة الإسلامية الصينية اللذيذة، وأخذت صورا تذكارية مع العديد من سكان المدينة من المسلمين وغير المسلمين، ولم ألاحظ أي شيء غير عادي، بل أنني لمست أن جميعهم أبناء الأمة الصينية ويعيشون في وئام وتلاحم وانسجام.
كما أذكر أنه وفي صيف نفس العام 2009 ، وبالتحديد في الخامس من شهر يوليو، وقعت أحداث شغب مفتعلة وبتحريض خارجي في مدينة أورومتشي، أسفرت عن خسائر مادية وبشرية، فقد كان الهدف منها نشر الذعر والخوف والعدائية وسط أبناء قومية الويغور، فاتخذتها وسائل الإعلام الغربية المعادية للويغور وقومبات الصين الاخرى، ذريعة لمحاولة تشويه صورة الصين أمام الرأي العام العالمي، لكن هيهات ثم هيئات، فلم ولن يجنوا أبدا حصاد ما يزرعون من ضغائن، ولن تتحقق أهدافهم البائسة. أن على تلك الدول الغربية التي تسعى لتهويل الأمور وإثارة الفتنة وتزوير الحقائق ونشر الإشاعات بالأكاذيب، لتشويه السمعة الصينية، بداعي ما يسمونه الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، عليها أولا الرجوع إلى الأوضاع الداخلية لبلادها وحل مشاكلها المزمنة، وعدم التدخل فيما لا يعنيها، بخاصة الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
حينها كتبت رسالة إلى إذاعة الصين الدولية معبرا فيها عن مواساتي للشعب الصيني لما حدث، واستنكاري للإعلام الغربي الذي يفبرك ويشوه الوقائع، وتأييدي المطلق لما تقوم به الحكومة الصينية من أجل الوحدة الوطنية لأبناء الشعب الصيني وتوفير الأمن والاستقرار والازدهار للجميع، وقد نشرت الإذاعة رسالتي في موقعها الالكتروني بتاريخ 14 يوليو 2009.
أتمنى أن تُتَاح لي ولزملائي أعضاء الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء (وحُلَفَاء) الصين فرصة لزيارة منطقة شينجيانغ الجميلة بدعوة من قيادة الحزب الشيوعي الصيني الكريم والحليف، للتعرف عليها عن قرب، ومشاهدة ثمار مبادرة الحزام والطريق فيها، واكتشاف المزيد من مكنوناتها الاجتماعية والثقافية والسياحية والاقتصادية والكتابة عنها.
#عبد_القادر_خليل: رئيس الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين، وممثل الاتحاد الدولي بولاية ورقلة في الجزائر، وخريج الاتحاد السوفييتي، ومؤسس رابطة أصدقاء الصين في الجزائر، وصديق قديم لإذاعة الصين الدوليةCRI ومجلة “الصين اليوم”.