تحقيق إخباري: هدية من ماكرون إلى شي…صديق من بعيد
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
“يا لها من سعادة غامرة أن يأتي إلينا أصدقاء من بعيد”، هكذا قال الفيلسوف الصيني القديم كونفوشيوس في كتابه “محاورات كونفوشيوس” الذي يتضمن مجموعة من أفكاره وأقواله.
والآن، قُدم هذا العمل الكلاسيكي الصيني إلى صديق جاء من بعيد كهدية وطنية من فرنسا. هذا الصديق هو الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يقوم حاليا بزيارة دولة إلى هذا البلد الأوروبي.
فقد قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم النسخة الفرنسية الأصلية لـ”مدخل لمحاورات كونفوشيوس”، الذي نُشر في عام 1688، إلى الرئيس شي كهدية وطنية عندما اجتمع الزعيمان يوم الأحد في مدينة نيس الفرنسية.
وقال الرئيس شي إنه سيعود بهذه الهدية الثمينة ليقوم بايداعها في المكتبة الوطنية الصينية.
وذكر ماكرون إن الترجمات المبكرة لـ”محاورات كونفوشيوس” ألهمت المفكرين الفرنسيين مونتسكيو وفولتير. وإن الكتاب الآخر الوحيد المتبقي من هذا الإصدار محفوظ الآن في متحف غيمي الوطني للفنون الآسيوية ببلاده.
وإن الإقبال المتزايد على قراءة هذا العمل الكلاسيكي لكونفوشيوس في فرنسا يعد مثالا جيدا على التواصل الثقافي القائم منذ أمد بعيد بين البلدين.
وكان الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جسكار ديستان قد صرح ذات يوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأنه قرأ العديد من الأعمال الكلاسيكية الصينية ومن بينها “محاورات كونفوشيوس” الذي كان يضعه دائما بجوار سريره.
وذكر أنه إلى جانب التعاون الاقتصادي والتجاري، تعد التبادلات الثقافية أيضا جزءا هاما من العلاقات الفرنسية الصينية.
وفي مكتبة فينيكس بباريس، يمكن أن يجد العملاء بسهولة كتبا صينية مختلفة.
وقالت فلورين ماريشال، الموظفة بالمكتبة، إن النسخ الفرنسية لكتب مثل “محاورات كونفوشيوس” تحظى بإقبال كبير بين العديد من القراء الفرنسيين، ومن بينهم هي نفسها.
وذكرت ماريشال أنها تعلمت اللغة الصينية منذ سبع سنوات نظرا لشغفها بالثقافة الصينية والأدب الصيني، وأعطت لنفسها اسما صينيا وهو (فو يا تينغ) ويعني الأناقة والجمال.
إنها تحب قراءة كتب صينية مثل “محاورات كونفوشيوس”، وكذلك أعمال لكتاب صينيين معاصرين آخرين مثل لوشيون وباجين.
وبالعودة إلى عام 2014 الذي احتفلت فيه الصين وفرنسا بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كتب الرئيس شي في مقدمة لمعرض للآثار الثقافية الصينية أقيم في فرنسا أن تعزيز التبادلات الثقافية بين البلدين، اللذان يمثلان حضارتين شرقية وغربية، سيعزز الدعم الشعبي لتطوير العلاقات الثنائية، ويحسن الثقافتين، ويقيم حضارات عالمية متنوعة.
وفي تلك السنة نفسها، اُختير كتاب “محاورات كونفوشيوس” كأحد الكتب الصينية العشر الأكثر تأثيرا في فرنسا.
وذكر جوي بيلاسين، الذي شارك في التصويت كموجه عام لللغة الصينية بوزارة التعليم الوطني الفرنسية، أن الإقبال على تعلم اللغة الصينية في فرنسا يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقات التاريخية بين البلدين.
وبالإضافة إلى هذا الكتاب الشهير، فإن معاهد كونفوشيوس الناشئة مرتبطة في أذهان الشعب الفرنسي أو الشعوب الأوروبية أيضا بهذا الفيلسوف الصيني العظيم، حيث تم إنشاء 131 من معاهد كونفوشيوس و251 من فصول كونفوشيوس في دول الاتحاد الأوروبي، من بينها 16 من معاهد كونفوشيوس وفصلان من فصول كونفوشيوس في فرنسا.
ويعد هذا البلد أحد أوائل البلدان التي أدخلت تدريس اللغة الصينية في نظامها التعليمي الوطني في إطار منهج تعليمي وضعته هيئاتها التعليمية.