تقرير إخباري: الرئيس الصيني يلتقي وفد مجموعة الحكماء
التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الاثنين) وفد مجموعة الحكماء، بقيادة رئيستها، رئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون، في قاعة الشعب الكبرى.
وخلال اللقاء، قال شي إن عالم اليوم يواجه تحديات غير مسبوقة، ولكن في الوقت نفسه يتزايد عدد ذوي البصيرة ممن يفكرون في آفاق التعاون الدولي وإيجاد حلول للتحديات العالمية، ويفكرون في مستقبل المجتمع البشري.
وقال شي “نؤيد غرس الوعي بأهمية مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتعزيز بناء كوكبنا المشترك ورعايته”، موضحا أن كل بلد يتحمل نصيبا من المسؤولية تجاه مستقبل البشرية.
وأوضح شي أن الصين دولة نامية رئيسية، لكنها في الوقت ذاته لا تتهرب من مسؤولياتها الدولية المنوطة بها، مضيفا أن الصين تسعى إلى التعاون المفضي إلى نتائج متبادلة النفع وتساعد البلدان النامية في تحقيق التقدم المشترك، وذلك من خلال عملية التنمية التي تشهدها الصين ذاتها.
وأشار شي إلى أن الصين اتبعت دوما نهجا صحيحا تجاه العدل والمصالح يقوم على وضع العدل فوق المصالح، مضيفا أن الصين ساعدت بلدان أفريقيا بشكل إيثاري في وقت كانت الصين نفسها لا تزال فقيرة للغاية.
وقال إن مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين “تهدف إلى المنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجميع مع كل الدول.”
وأضاف أن الكثير من البلدان تشعر في الوقت الراهن بالضغوط والقلق بسبب الأحادية، لكن صوت المجتمع الدولي الذي يدعم التعددية بقي هو القوة المهيمنة.
وأشار شي إلى أنه من المهم أن نضمن عدم توقف العمليات التعددية القائمة وأن نضمن أننا لن نرتد عما حققناه إلى الوراء، مؤكدا التزام الصين بالحفاظ على نظام دولي لحظر انتشار الأسلحة النووية وتعزيز التعاون الدولي بشأن تغير المناخ وغيره من الأجندات التعددية.
وتابع شي مؤكدا “تتمسك الصين دائما بمنهج منفتح تجاه إصلاح المؤسسات التعددية”، مؤكدا على وجوب مشاركة كل البلدان المعنية في عملية الإصلاح واستيعاب الشواغل المشروعة لجميع الأطراف بما يتفق مع القواعد المعترف بها عالميا وخدمة المصالح المشتركة للبلدان التي تمثل الأغلبية.
وشدد شي على أن مبادرة الحزام والطريق تمثل مساهمة كبيرة في التعددية والتعاون الدولي، مضيفا أن الصين وغيرها من البلدان المشاركة في المبادرة تمسكت خلال السنوات الخمس الماضية بمبدأ التشاور والتعاون من أجل المصالح المشتركة وخلقت الكثير من أنماط التعاون.
وأكد أيضا على أن الصين متمسكة بتعزيز التنسيق بين البلدان الكبرى وأنها تتطلع إلى تحقيق التناغم بين البلدان الكبرى، مع تفادي الصراع والمواجهة وتبني مبدأي الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع بدلا من ذلك.
ووصف شي العلاقات الصينية-الأمريكية بأنها أهم علاقات ثنائية في العالم، مضيفا أنه يتطلع إلى أن يتمكن البلدان من الالتقاء في منتصف الطريق وإدارة الخلافات وتوسيع نطاق التعاون والعمل معا على تعزيز علاقات صينية-أمريكية تقوم على التنسيق والتعاون والاستقرار، ما يوفر المزيد من عوامل الاستقرار والطمأنينة للعالم.
وحيث يوافق العام الجاري الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، قال شي إن التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ليس سوى خيار الشعب الصيني.
وأوضح شي أن الحزب الشيوعي الصيني قاد الشعب الصيني في نضال لا يكل ولا يمل وحقق إنجازات رائعة في الكثير من المجالات، مضيفا أن الصين واصلت تطوير طريقها نحو التنمية وبذلت جهودا لا تنقطع في سبيل تحقيق ” الهدفين المئويين”.
وتابع “إدارة الصين لشؤونها الخاصة في حد ذاتها مساهمة للعالم.”
وبالنيابة عن مجموعة الحكماء، تحدث كل من ماري روبنسون وبان كي مون، النائب المشارك لرئيس المجموعة وأمين عام الأمم المتحدة السابق ورئيس منتدى بوآو الآسيوي، وارنستو زديلو رئيس المكسيك السابق.
وقدم هؤلاء التهاني بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، كما قدموا التهاني على النجاح الذي حققته الصين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيدين بالجهود التي بذلتها البلاد في الحماية البيئية والقضاء على الفقر والعمل الخاص بالأقليات القومية.
وأضافوا أن الصين لعبت دورا مسؤولا وبناء في لحظة حاسمة تواجه فيها التعددية التحديات، وأوضحوا أن الصين تمسكت طيلة الوقت بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأسهمت في قضية السلام والتنمية في أفريقيا.
وأوضحوا أن خطابات شي في الفعاليات الدولية أرسلت رسائل إيجابية، داعين بلدان العالم إلى دعم النظام التعددي، والأمم المتحدة في القلب منه، وتعزيز التعاون التعددي بشأن تغير المناخ وتحقيق الاستقرار على المستويين الدولي والإقليمي.
وأسس رئيس جنوب أفريقيا الراحل نلسون مانديلا مجموعة الحكماء عام 2007، وهي منظمة دولية غير حكومية تتألف من قادة سابقين لبلدان ومنظمات دولية هامة. وتهدف المجموعة إلى دعم تسوية الصراعات عبر الحوار والعمل من أجل إيجاد حلول للمشكلات العالمية مثل الفقر والمرض.
والتقى وفد المجموعة أيضا في وقت سابق اليوم، يانغ جيه تشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.