بتقدمها قفزة عملاقة للأمام، أعمال الخير والإحسان الصينية تطلق عنان الإمكانيات
لقد تضاعف قطاع الأعمال الخيرية الصيني مرتين خلال العقد الماضي، حتى عام 2017، بتقديمه منحا هائلة، وهناك قوة متزايدة فيه للتقنيات المتقدمة، التي يمكن أن تطلق العنان لإمكانيات كبرى لدفع التعاون في العالم، وفقا لما جاء في تقرير جديد نشر في مدينة نيويورك يوم الجمعة.
قال كيفن تيو، كبير المسئولين التنفيذيين لشبكة مشروع الأعمال الخيرية الآسيوي، خلال جلسة نقاش حول التقرير، إنه “نشعر أنه في السوق الصينية، هناك انفتاح لتعزيز الاستراتيجية، وللمدى الطويل، والتركيز على تحقيق نتائج فيما يتعلق بنوعية أعمال الخير والمنح، وتعزيز كفاءة توزيع رؤوس الأموال نحو كافة أنواع المشاريع الخيرية”.
لقد تم إعداد هذا التقرير وهو بعنوان “الأعمال الخيرية في الصين”، من قبل معهد ((AVPN)) وهو شبكة استثمار اجتماعي مقره في سنغافورة، بدعم من صندوق روكفلر، وهو صندوق خاص مقره مدينة نيويورك، أسسته عائلة روكفلر، العائلة الصناعية والتجارية والمصرفية المشهورة أمريكيا وعالميا.
وجاء في التقرير أن المنح التي قدمتها الصين خلال الفترة من 2009 إلى 2017، قد تضاعفت مرتين، وضخت مبلغ 23.4 مليار دولار أمريكي إلى قطاع الأعمال الخيرية في عام 2017، بزيادة 6.9% عن 21.9 مليار دولار عام 2016.
ووفقا لقائمة مؤسسة ((هيورون)) للأعمال الخيرية لعام 2018، جاءت الصين بالمرتبة الأولى على قائمة تضم 100 من فاعلي الخير، بتبرعات عامة بلغت 3.3 مليار دولار، كتخصيصات متراكمة لمؤسسات ومنظمات غير حكومية ومعاهد تعليمية محليا، بزيادة 33% عن العام السابق.
وأبرز هذه القطاعات المتلقية للتبرعات الخيرية الصينية هي قطاعات التعليم، وتخفيف الفقر، والرعاية الاجتماعية، والرعاية الصحية.
رغم هذا، حذر التقرير من وجود بعض المشاكل في المنظومة البيئية للأعمال الخيرية للصين، مثل العدد المحدود للوسطاء القادرين على المساعدة في مجالات معقدة في هذا الصدد، وغياب الشفافية المتعلقة بالمعطيات، وهي أمر يعيق التوزيع الفعال لموارد الأعمال الخيرية.
وقد قاد هذا، مؤسسات الشركات في الصين إلى “اختيار أن تكون مؤسسات عاملة، بدلا من مؤسسات مقدمة للمنح، لأنها لا تستطيع إيجاد المعلومات الصحيحة ولا الشركاء الأفضل”.
ولكن التقرير أشار أيضا إلى التفاؤل إزاء ازدهار الأعمال الخيرية للصين، بفضل البيئة التنظيمية المتطورة، والنمو السريع لرؤوس الأموال الخيرية.
وقالت ناينا سوبروال باترا، وهي رئيسة ومديرة تنفيذية في معهد ((AVPN))، وأشرفت على التقرير، إنه “نرى حاجة لموارد توزع بصورة أكثر فعالية نحو حلول مرنة وعالية التأثير”.
وأضافت أن إحدى الطرق الفعالة التي لجأت إليها الشركات الصينية هي التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، وقطاع الخدمات الرقمية المزدهر بالبلاد، من أجل حفز اهتمام عام أكبر بالأعمال الخيرية.
أما ديبالي خانا، المدير الإداري لمؤسسة روكفلر فرع آسيا، فقال “نتطلع للعمل المشترك مع مكاتب العائلات بالصين والأشخاص ذوي الأعمال الخيرية والمهتمين بها، ولاسيما الجيل القادم من المانحين، من أجل إطلاق العنان للإمكانيات الهائلة لأعمالهم ومساهماتهم الخيرية، وبناء الأسس لأعمال خيرية مؤثرة جديدة”.