سفير: العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تدخل مرحلة “ربيع دافئ”

بعد فترة قصيرة من الزيارات الناجحة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى إيطاليا وموناكو وفرنسا، يجري رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ زيارة أوروبية من 8 أبريل حتى 12 أبريل.
وقال المبعوث الصيني للاتحاد الأوروبي، قُبيل زيارة لي إلى بروكسل لحضور الاجتماع الـ21 لقادة الصين-الاتحاد الأوروبي، وزيارته الرسمية إلى كرواتيا وحضور اجتماع القادة الثامن للصين ودول وسط وشرق أوروبا، إن “ربيعا دافئا” آخر لتنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي مقبل.
وأوضح السفير تشانغ مينغ، رئيس البعثة الصينية للاتحاد الأوروبي، أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تتمتع بمجموعة من الخصائص.
أولا، الثقة الاستراتيجية المتبادلة تتعزز باستمرار بين الجانبين.
وأكد تشانغ أن الرئيس شي اختار أوروبا لتكون آخر رحلة خارجية له العام الماضي، كما أرسلت أول زيارة له هذا العام، التي عقد خلالها قادة الصين وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي اجتماعا خاصا في باريس، إشارة واضحة للعالم على تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون الاستراتيجي بين الصين والاتحاد الأوروبي.
ثانيا، هناك مصالح مشتركة متزايدة بين الصين والاتحاد الأوروبي، حيث يعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين ومصدر للواردات لنحو 15 عاما على التوالي، بينما تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وأكبر مصدر للواردات لمدة 14 عاما على التوالي.
وفي 2018، حققت التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي رقما قياسيا يقدر بـ682 مليار دولار أمريكي، ما يعني أن حجم التجارة بينهما تجاوز متوسط مليون دولار كل دقيقة.
وفي الشهر الماضي، تبنى المجلس التشريعي الوطني قانون الاستثمار الأجنبي، وقال تشانغ إنه يمثل حجر أساس جديدا في الإصلاح والانفتاح الصيني، ما يسهم بشكل ملحوظ في تحرير وتسهيل الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي وخلق فرص أكبر للتعاون المستقبلي بين الجانبين.
ثالثا، التعاون الثنائي في إطار مبادرة الحزام والطريق تعزز وحقق نتائج ملموسة، وفقا لما قال.
وفي العام الماضي، أصدر الاتحاد الأوروبي استراتيجية لربط أوروبا وآسيا بشكل أفضل، وحددت الاستراتيجية الصين بوضوح على أنها شريكة مهمة للاتحاد الأوروبي، حسبما ذكر.
ومؤخرا، وقعت إيطاليا ولوكسمبورغ على التوالي مذكرة تفاهم بشأن مبادرة الحزام والطريق مع الصين، ما يجعل عدد مثل هذه الوثائق – بين الحكومات أو الإدارات الحكومية، 22 في أوروبا.
رابعا، الأهمية العالمية للعلاقات الصينية-الأوروبية أصبحت بارزة بشكل متزايد، مضيفا أن الجانبين توصلا إلى توافق من 10 نقاط خلال الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين الصين والاتحاد الأوروبي المختتم لتوه في مارس، من بينهم دعم التعددية وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.
وذكر تشانغ أن الصين والاتحاد الأوروبي يدعمان التنسيق والتعاون وفقا لنظام الأمم المتحدة وتفسح المجال بشكل كامل للدور البناء لآليات التعددية الإقليمية والعالمية، بما فيها منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وغيرها.
وأشار إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي يدعمان تسوية النزاعات الدولية بالوسائل السياسية وكذلك المواجهة المشتركة للتغير المناخي وتدعيم التنمية المستدامة.
وأوضح أن الزيارة المقبلة لرئيس مجلس الدولة لبروكسل ستجعل العلاقات الصينية-الأوروبية تدخل في مرحلة بارزة أخرى ستوفر فرصة للجانبين لمراجعة نتائج التعاون في الأعوام الخمسة الماضية وستخطط اتجاه التعاون في الفترة المقبلة.
وأضاف أن هذه المناسبة سترسل مرة أخرى إشارات إيجابية من الصين والاتحاد الأوروبي بشأن تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون البراجماتي ودعم التعددية.