تعليق: ثمة حاجة لمزيد من التعاون متبادل النفع من أجل علاقات أقوى بين الصين والاتحاد الأوروبي
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
في حين من المقرر أن يصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى هنا ضمن جولته الأوروبية، من الواضح أن التبادلات رفيعة المستوى الدورية والحوار الثنائي على مستويات مختلفة وفي مجالات عديدة، سوف يدفعون العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في الاتجاه الصحيح.
ومع مرور أكثر من 15 عاما، ما زالت علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي مطردة في طريقها نحو تطور أكبر ونتائج أكثر براغماتية.
وبمرور السنوات، قوى الجانبان الثقة الإستراتيجية المشتركة، ووسعا المصالح المشتركة، ووثقا العلاقات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن مزيد من التبادلات الثقافية والشخصية الدورية.
يمر العالم بتغيرات عميقة وسط شكوك ومخاطر متزايدة، وكذا زيادة الحمائية، وتوسع الفجوة بين الأجور داخل وما وراء الحدود الوطنية.
وفي ظل الظروف الحالية، تمتلك الصين والاتحاد الأوروبي، بصفتهما مشاركين ومساهمين كبيرين في تعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية، كل الأسباب لتقوية العلاقات الثنائية.
وأظهر تاريخ العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي خلال العقود القليلة الماضية أن أساس التقدم يعتمد على التعاون متبادل النفع.
يظل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري بالنسبة للصين منذ 15 عاما على التوالي، وأصبحت الصين الآن ثاني أكبر شريك تجاري بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وعلاوة على ذلك، تحتضن الشركات الأوروبية السوق الصينية عن طريق توسيع أعمالها في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، بينما يعد الاتحاد الأوروبي المقصد الأساسي لاستثمارات الصين في الخارج.
ومن الطبيعي أن تتنافس الصين والاتحاد الأوروبي مع بعضهما بعضا في بعض المجالات. لكن المنافسة لا تعني “أن يخسر جانب ويفوز الآخر” ولا “أن يأخذ الفائز كل شيء”؛ المنافسة والتعاون يسيران معا جنبا إلى جنب.
ومن الممكن أن تساعد المنافسة الصحية في نمو التجارة، وتجلب للعملاء بضائع وخدمات أفضل. وعندما يتعلق الأمر بحل الخلافات، فيصبح من الضروري بالنسبة للجانبين الالتزام بلهجة بناءة، والتمسك بمبادئ الاحترام المتبادل والتعاون متكافئ النفع.
والأكثر أهمية هو أن الصين والاتحاد الأوروبي يتقاسمان قدرة هائلة وفرصا في توسيع التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والابتكار وقطاعات أخرى.
وتمثل استثمارات الصين الآن 2 بالمائة من إجمالي تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الاتحاد الأوروبي، بينما تمثل استثمارات الاتحاد الأوروبي في الصين 4 بالمائة من إجمالي استثمارات الاتحاد الأوروبي في الخارج. وهناك مساحة كبيرة للنمو.
وقد عبر عدد متزايد من الشركات الأوروبية، بينها شركة ((باسف)) للمواد الكيميائية العملاقة وشركة ((بي أم دبليو)) لصناعة السيارات وشركتا ((أكسا)) و((أليانز)) الماليتان، عن استعدادها لتوسيع استثماراتها في الصين، بينما تشهد الدولة الآسيوية جولة جديدة من الإصلاح والانفتاح.
وفي نفس الوقت، وقعت إيطاليا ولوكسمبورغ، مذكرة تفاهم حول مبادرة الحزام والطريق مع الصين. وسوف تضخ مشاركتهما زخما جديدا في تعزيز التضافر بين مبادرة الحزام والطريق وإستراتيجية الاتحاد الأوروبي لربط أوروبا وآسيا.