“حوار الثقافات بين مصر والصين” في دار الأوبرا بالقاهرة
نظمت دار الأوبرا المصرية ، ندوة حول العلاقات الثقافية المصرية الصينية تحت عنوان “حوار الثقافات بين مصر والصين”.
وتناولت الندوة، التي أقيمت على المسرح الصغير بدار الأوبرا، التعريف بالمشهد الثقافي الصيني حاليا، وآفاق التعاون الثقافى بين البلدين في التعليم والطب والتكنولوجيا وتجربة المعرض الدولي للمنتجات الثقافية في الصين.
وشارك في الندوة كل من شي يوه ون المستشار الثقافى لسفارة الصين بالقاهرة ومدير مركزها الثقافى، والسيدة جانغ لى المدير الإقليمى لإذاعة الصين الدولية بالشرق الأوسط، والدكتور ناصر عبد العال أستاذ الدراسات الصينية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، والدكتور سامى ناصف نائب رئيس الجامعة المصرية الصينية بالقاهرة.
وركز النقاش على مفهوم حوار الثقافات وأساليب التواصل بين الشعوب المختلفة، إلى جانب وسائل مشاركة الأفكار والآراء من خلال التعريف بالحضارات فى أرجاء الأرض، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على تاريخ العلاقات بين مصر والصين من خلال الأنشطة الفكرية والفنية التبادلية.
حضر الندوة العشرات من المثقفين والكتاب والمترجمين وطلاب الجامعات الدارسين للغة الصينية.
وتحدث الضيوف الصينيون خلال الندوة بلغة عربية رصينة عكست مدى اهتمام المسؤولين الصينيين بتعلم اللغة العربية، من أجل تعزيز الترابط الحضاري والثقافي بين الصين ودول المنطقة العربية.
وقال شي يوه ون المستشار الثقافي للسفارة الصينية في القاهرة، خلال الندوة إن اللغات هي الجسور التي تربط بين الحضارات المختلفة، مضيفا أن الآلاف من الشباب المصري يتعلمون اللغة الصينية في العديد من الجامعات والمعاهد المصرية في جميع أنحاء الدولة.
وأكد أن هؤلاء الطلاب يمكنهم المساهمة بشكل كبير في تقريب الشعبين المصري والصيني من بعضهما.
وأشار المسؤول الصيني، إلى أن تعلم اللغة الصينية يمكن أن يساعد أيضًا في تحسين الاقتصاد المصري، حيث يمكن للخريجين العمل في الشركات الصينية العديدة العاملة في مصر.
وقال إن هناك العديد من الشركات الصينية في مصر التي توظف أعدادًا كبيرة من خريجي أقسام اللغة الصينية.
وأوضح أن هؤلاء الشباب يكسبون أموالاً جيدة يمكن أن تساعدهم على بدء حياة كريمة، مضيفا أن هؤلاء الخريجيين يمكنهم أيضًا العمل كمترجمين لآلاف السياح الصينيين الذين يزورون مصر.
من جانبها، قالت جانغ لى المدير الإقليمى لإذاعة الصين الدولية بالشرق الأوسط ان العديد من وسائل الإعلام الصينية تبث باللغة العربية للمساعدة في إدخال الثقافة الصينية إلى الشرق الأوسط.
وأضافت السيدة التي تحدثت العربية بطلاقة، أن إذاعة الصين الدولية كانت أول وسيلة إعلام صينية تقدم برامج باللغة العربية.
وتابعت أن الإعلام يلعب دوراً هاما في تقريب الثقافات المختلفة، مؤكدةً أن الصين تولي مزيداً من الاهتمام للمنطقة العربية بسبب الروابط التاريخية التي تربط الحضارتين.
وبعد رفع مستوى العلاقات الثنائية بين الصين ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014، ارتفع مستوى التبادل الثقافي إلى ذروته بين البلدين، حيث قامت وفود ثقافية وفنية وموسيقية بزيارات متبادلة ومتكررة.
ويريد البلدان تعزيز العلاقات الودية من خلال هذه التحركات الثقافية، في ظل مبادرة “الحزام والطريق”، التي تعزز فهما أكثر عمقا للثقافتين المصرية والصينية.
من جانبه، قال الدكتور ناصر عبدالعال أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس المصرية، خلال الندوة إن مئات الشباب يلتحقون بأقسام اللغة الصينية في الجامعات المصرية.
وأشار إلى أن هذا يدل على أن الصين تتمتع بثقل عالمي كبير، مضيفًا أن الشباب الآن لا يتعلم اللغة الصينية فقط للحصول على وظيفة جيدة في إحدى الشركات الصينية في مصر، لكنه أيضا يطمح في مساعدة الصين على تحقيق خطط التنمية الخاصة بها.
وأردف: علينا أن نتعلم الكثير من الصين، وهذا يبدأ بتعلم اللغة الصينية، مشيرا إلى أن الطلاب المصريين لا يتعلمون اللغة الصينية فقط، بل أيضًا الثقافة والقيم الصينية.