افتتاح الدورة الثانية من المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية في شانغهاي
افتتح المنتدى الصيني العربي الثاني للإصلاح والتنمية اليوم الثلاثاء في بلدية شانغهاي شرقي الصين، والذي يقيمه مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية تحت إشراف وزارة الخارجية الصينية خلال يومي 15 و 16 من الشهر الجاري.
ويأتي المنتدى، الذي يحمل شعار “التشارك في بناء الحزام والطريق وتقاسم التنمية والازدهار”، في إطار الأعمال التمهيدية للدورة الثانية لقمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، وتعميق تبادل الخبرات في مجالات الحوكمة والإصلاح والتنمية بين الصين والدول العربية.
وحضر المنتدى ما يزيد عن 140 شخصية صينية وأجنبية بينهم قادة سياسيون عرب سابقون ومسؤولون حكوميون صينيون وعرب ورؤساء أمانة جامعة الدول العربية، فضلا عن نخبة من الشخصيات الصينية البارزة في الأوساط البحثية والتجارية والعلمية والإعلامية.
وفي هذا السياق، صرح مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ، أثناء افتتاح المنتدى بأن الصين والدول العربية تركز على التشارك في بناء الحزام والطريق تحت رعاية مباشرة من قادة الجانبين، حيث أن الصين وقعت وثائق تعاون للحزام والطريق مع 17 دولة عربية وأقامت شراكة استراتيجية وشراكة استراتيجية شاملة مع 12دولة عربية، ما ساهم في تعزيز التعاون العملي والتبادل الإنساني والثقافي وتوفير قوة دافعة لعملية الإصلاح والتنمية لكل منها.
وكشف تشن أنه من المقرر عقد الدورة الثانية لقمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بعد 10 أيام في بكين، حيث تم التأكد من حضور حوالي 40 قائدا أجنبيا، بما فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، ونائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء محمد بن راشد آل مكتوم، فضلا عن مندوبين من أكثر من 180 دولة ومنظمة دولية.
وأشار تشن إلى أنه يتعين على الجانبين مواصلة توثيق الالتقاء الاستراتيجي والتشغيلي وزيادة الانفتاح المتبادل وخلق محرك مبتكر للنمو، علاوة على تعميق التبادل والتعاون في مجال الحوكمة والعمل معا لتحسين مسار الإصلاح والتنمية.
وفي كلمته، قال الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان إن لبنان يعتبر الصين أهم شريك تجاري ويحرص على تطوير العلاقات والتشارك في بناء الحزام والطريق معها في كافة المجالات، فيما تم إنشاء أكبر معهد كونفوشيوس في الشرق الأوسط بلبنان وتوسيع ميناء طرابلس وغيرها من المشاريع في إطار التعاون الثنائي، مشيرا إلى أن ذلك يتوافق مع مصالح الجانبين.
ولفت وزير الخارجية المصري السابق محمد نبيل اسماعيل فهمي إلى أن الصين ظلت صديقة لمصر وتمتلك خبرات وتجارب وافرة في الإصلاح والتنمية يمكن للدول العربية الاستفادة منها، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مجالات لا تقتصر على الاقتصاد والتجارة، بل تمتد إلى الثقافة والأفكار وغيرها من أجل دفع تطور الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية باستمرار.
ومن جانبه، يولي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خليل إبراهيم محمد صالح الذوادي اهتماما بإنشاء المزيد من الآليات بين الصين والدول العربية وخلق فرص أكبر في إطار مبادرة الحزام والطريق تساعد على دفع نمو العلاقات الثنائية من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
وأكد قو جين شان، الأمين المساعد لحكومة بلدية شانغهاي، أن الدول العربية باتت وجهة هامة بالنسبة لشانغهاي من حيث التعاون والتبادل، معربا عن ترحيبه بالأصدقاء العرب للمشاركة في معرض الصين الدولي الثاني للواردات المقرر عقده في نوفمبر المقبل بالمدينة.
وتابع قو أن شانغهاي تلعب دورا رئيسيا في خدمة بناء الحزام والطريق بوصفها رائدة في الإصلاح والانفتاح والتنمية على الصعيد الوطني في العصر الجديد، مضيفا أنها ستواصل جهودها لدعم تطوير مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية ليصبح أكبر وأقوى.
وبدوره، قال جيانغ فنغ، رئيس لجنة الشؤون الجامعية بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، إن الجامعة، باعتبارها الجهة المنظّمة لأعمال المركز المذكور، تعمل على تفعيل مزاياها الأكاديمية المتمثلة في اللغات الأجنبية والبحوث العلمية من أجل توفير أساس قوي لتطور المركز، متطلعا إلى التوصل إلى المزيد من التوافق التعاوني بشأن تحقيق التنمية الصينية العربية المشتركة خلال المنتدى.
كما ناقش الحضور من الصين وأكثر من 10 دول عربية بينها مصر والسعودية وعمان، ثلاثة محاور رئيسية تمثلت في دفع التقاء استراتيجيات التنمية الصينية والعربية وتعزيز تنمية العلاقات الصينية العربية عبر الحزام والطريق، علاوة على تقديم الدعم الفكري للبناء المشترك للحزام والطريق.
الجدير بالذكر أنه، وحتى نهاية مارس من عام 2019، عقد مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بنجاح 6 دورات تدريبية لمسؤولين عرب، حيث شارك فيها 167 مسؤولا حكوميا رفيع المستوى من الدول العربية وجامعة الدول العربية، إلى جانب إقامته الدورة الأولى للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ببكين في أبريل من العام الماضي، ما لعب دورا إيجابيا في دفع التعاون والتبادل الثنائيين في العديد من المجالات.