رؤية صينية: سلسلة انفجارات بسريلانكا.. هل بلغت مكافحة الإرهاب العالمية اللحظة الحرجة؟
صحيفة الشعب الصينية:
وقعت ثمانية انفجارات في كولومبو، عاصمة سريلانكا في الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي، شملت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق على الأقل، مما أسفر عن مقتل 215 شخصًا على الأقل وأكثر من 400 إصابة. وفرض الجانب السريلانكي حظر التجول اعتبارًا من مساء الحادي والعشرين، وتم القبض على 13 مشتبهاً، وسيجري مزيدا من التحقيقات حول ما إذا كان للمهاجمين “اتصالات خارجية”. وفي الوقت الحالي، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجارات.
يعتقد شو لي بينغ، باحث في معهد آسيا والمحيط الهادئ والاستراتيجية العالمية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن سلسلة الانفجارات التي شهدتها سريلانكا قد تكون هجومًا إرهابيًا من قبل المتطرفين ضد المسيحيين. أولا، التخطيط الدقيق الذي نراه من خلال الفترة الزمنية القصيرة بين الانفجارات المتعددة، ومنها ما نفذت في نفس الوقت. ثانياً، الهجمات شملت معالم تاريخية في دولة سياحية شهيرة، يتماشى مع منطق خلق ضجة كبيرة تسعى له الهجمات الارهابية. أخيرًا، لا يستبعد أن يكون الهجوم “انتقاميًا” للهجمات الإرهابية بالنيوزيلندا في مارس الماضي. حيث استهدفت الهجمات الإرهابية في نيوزيلندا مسجدين للمسلمين، واستهدفت الهجمات هذه المرة كنائس المسيحية. كما أن الانفجارات وقعت خلال إحياء مناسبة عيد الفصح، وحضور الناس حفل عيد الفصح في الكنيسة. وفي الوقت نفسه، فإن الفنادق الثلاثة التي تم تفجيرها هي، فندق شانغريلا، فندق سينامون، فندق كينجزبيري، وكلها فنادق فاخرة من فئة الخمس نجوم معظم سكانها الغربيون.
حلل شو لي بينغ أن اليد السوداء التي تقف وراء التخطيط للانفجارات قد تكون عضوًا في الجماعة المسلحة المتطرفة في تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقد عاد المسلحون المدربون ذو الخلفية الدولية الى سريلانكا بعد تفرقهم في الشرق الاوسط. كما قد يكونون المشنين لهذا الهجوم. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن الإرهابيين الذين فروا من تنظيم “الدولة الإسلامية” تسببوا في قلق واسع النطاق في سريلانكا. بالإضافة إلى ذلك، ليس من المستبعد أن المتطرفين المتأثرين بالإرهاب هم من خططوا للانفجارات. وإن دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للقوى الإرهابية قد لفت انتباه الدول بشكل متزايد. وفي عام 2018، أعلنت الحكومة الفرنسية عن خطة لتطهير السجون والمدارس ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل منع الهجمات المتطرفة بشكل أفضل وضمان أمن فرنسا.
هناك سببان رئيسيان لسلسلة الانفجارات التي ضربت سريلانكا: أولاً، يمتلك السريلانكيون عددا كبيرا من الأسلحة، والمتطرفون يمكنهم الحصول على الأسلحة من خلال وسائل غير قانونية. وقد شهدت سريلانكا حربًا أهلية أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص لأكثر من 20 عامًا، امتلاك السكان المحليين للأسلحة يجعل مراقبة الأسلحة صعبة، ويمكن للمتطرفين شراء أو صناعة القنابل. ثانياً، وكالات الاستخبارات في سريلانكا لديها ثغرات هائلة في منع الإرهاب ومكافحته، كما يتضح من استجابة سريلانكا للمتطرف نيلام. وفي عام 2015، قبل مقتل المتطرف السريلانكي نيلام على يد الجيش الأمريكي في سوريا، استخدم العديد من المنصات الاجتماعية على الإنترنت لدعوة المسلمين في سريلانكا للانضمام إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” في السنهالية والأردية. وهذا لم يتسبب في الحذر الكافي لوكالات الاستخبارات في سريلانكا، ولم يكن الأمر إلا بعد مقتله، حيث شرعت وكالات الاستخبارات السريلانكية في التحقيق في شبكة المنظمات الإرهابية المحلية.
العنف وإراقة الدماء من “مدينة الحدائق” النيوزيلندية إلى كولومبو، سريلانكا أثار قلقا دوليا واسعا: انتشار القوى المتطرفة في جميع أنحاء العالم، وبلوغ مكافحة الإرهاب العالمية اللحظة حرجة.