التعاون الإعلامي الصيني العربي يتعاظم في إطار الحزام والطريق
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
أكد أنور سعيد، محرر بقناة الصينية العربية التي تبث من دبي أن منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي الذي اختتمت أعماله يوم السبت في بكين يعد واحدا من أهم المؤتمرات الراهنة على المستوى العالمي، من شأنه تمهيد الطريق لمزيد من التفاهمات وأوجه التعاون بين الصين وكافة الدول الواقعة على طول مبادرة “الحزام والطريق”.
وقال سعيد لوكالة أنباء شينخوا: ” لن أكون مُبالغاً بوصفه بالملحمة التاريخية على أقل تقدير.” لافتاً إلى حقيقة تنامي التبادل الإعلامي الصيني العربي في إطار “الحزام والطريق” خاصة في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها الصين لدفع العلاقات الصينية العربية قدما في سبيل بلورة أفكار قادة الجانبين وترجمتها على أرض الواقع.
وتابع سعيد أن مختلف الوسائل الصينية تسعى لربط قنواتها مع العالم العربي، ومدّ جسور الصداقة والتعاون مع نظيرتها العربية، وربما من المهم الإشارة إلى أن قناة الصينية العربية قدمت نموذجا في هذا الصدد حيث شهد الوسط الإعلامي مؤخرا زيارة إدارة القناة إلى مدينة الإعلام في دبي سعيا منها للتواصل والبحث مع وسائل الإعلام العربية لكيفية إيجاد صيغة تعاون مشتركة من شأنها تمهيد الطريق أمام الجانبين الصيني العربي لمزيد من الترابط والعمل.
جدير بالذكر أنه أقيمت في بكين مراسم الاختتام لبرنامج المركز الصيني العربي للصحافة لعام 2019 يوم 23 ابريل الجاري والذي نظمته جامعة الدراسات الأجنبية ببكين تحت رعاية الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة.
ويذكر أن إنشاء المركز الصيني العربي للصحافة يعد خطوة عملية من قبل الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة في سبيل تعزيز التعاون والتبادل الإعلامي بين الصين والدول العربية، حيث أطلقت الجمعية الدورة الأولى لبرنامج المركز الصيني العربي للصحافة في العام الجاري بمشاركة 15 صحفيا وصحفية من 15 دولة عربية.
وقال ليو بي وي، نائب رئيس الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة إن الدول العربية تقع في منطقة التقاطع للحزام والطريق، وتعتبر شريكا طبيعيا للتعاون في البناء المشترك للحزام والطريق، حيث تتحمل وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في تعزيز التعرف المتبادل بين الشعوب من مختلف الدول، مؤكدا “لا يمكن أن نكون شركاء يساعد بعضنا البعض إلا بعد أن يتعرف بعضنا على البعض بشكل معمق.”
وركز البرنامج الذي انطلق في أواخر مارس على المحاضرات والتدريبات للتعرف والاطلاع على الثقافة واللغة الصينية والأعمال الإعلامية والإلمام بها من خلال تبادل الآراء مع الخبراء والأكاديميين والإعلاميين من الجانب الصيني في تلك المجالات.
ويأمل ليو في أن يلعب الصحفيون العرب الحاضرون في البرنامج دور الجسر الإعلامي من خلال مواصلة الاهتمام بما يحدث في الصين وأن يساهموا بمساهمات إيجابية في تعزيز التفاهم والترابط بين الشعبين الصيني والعربي والمضي بتطوير العلاقات الصينية العربية قدما.
وفي هذا السياق؛ قال سعيد إن جهود الدفع بالعلاقات لم تأت من فراغ، وليس غريبا أن يواصل الجانبان البحث عن قنوات اتصال مشتركة، فهذا قدر محتوم لا مفر منه، فالذاكرة الصينية تحتفظ بذكريات جميلة عن الجانب العربي، وكذلك هو الحال على الجانب الأخر، حيث ستجد في التاريخ العربي أن الصين لا تمثل سوى أيقونة للمحبة والفكر والعمل، ومن الضروري أن تشعر بأوجه الشبه في البلدان العربية التي تُكن للصين والعالم أجمع مشاعر المحبة والإخاء، ولم تتوقف في مد أيادي الخير والعمل والتعاون في كل زمان ومكان.
وأردف قائلا إن الصين لم تتوقف في التاريخ الحديث وتحديدا في الوقت الراهن، في ابتكار المبادرات التي تهدف إلى توحيد الرؤى والأفكار للعمل والفوز المشترك، ويبدو أن مبادرة الحزام والطريق هي همزة الوصل الحديث والنمط الجديد لمزيد من هذا التقارب، إذ أن من المفترض أن تؤسس لعهد جديد يتماشى مع التوجه العالمي في ربط الدول مع بعضها، ويتسق أيضا وبشكل تام مع الرؤى العربية المماثلة.
وذكر سعيد أن من السهل للمتابع في شؤون هذه المبادرة، أن يجد بأنها ذات أهمية قصوى ولا بد من اعتبارها أولوية فهي تقدم منصات عمل وتعاون تخدم الأطراف المشتركة فيها وتوفر لمزيد من الرؤى الاقتصادية والتنموية التي تخدم المواطن البسيط بشكل مباشر في تشكيل بيئة حياتية مثالية.