خبير مصري: الصين ستبقى المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي
قال خبير مصري في الشؤون الصينية إن تبني الصين لمبدأ “الربح للجميع”، من خلال إحياء طريق الحرير القديم، يؤكد أن الصين ستبقى المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي.
وأكد سامي القمحاوي، الخبير بالشؤون الصينية، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن مبادرة الحزام و الطريق ستغير الخريطة الاقتصادية للعالم، خاصة بعد أن بلغ عدد الدول الداعمة للمبادرة 126 دولة حتى الآن.
وأضاف القمحاوي أن العدد الكبير من الدول التي شاركت في الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي عقد الشهر الماضي في بكين يثبت نجاح الخطط الاقتصادية للصين، مشيرا إلى أن الاتفاقيات الموقعة خلال المنتدى تجاوزت 64 مليار دولار أمريكي.
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال المنتدى مجموعة كبيرة من الإجراءات الجديدة للانفتاح، بما في ذلك توسيع نطاق الوصول إلى الأسواق، وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية، وزيادة الواردات، وإنشاء نموذج تجريبي جديد لمناطق التجارة الحرة.
وكان الرئيس شي قد أكد في ديسمبر الماضي بمناسبة الذكرى الأربعين لسياسة الإصلاح والانفتاح في البلاد أن الصين ظلت ملتزمة بالسياسة الوطنية الأساسية للانفتاح، مشيرا إلى أن الصين لا يمكنها تطوير نفسها بمعزل عن العالم، كما أن العالم يحتاج إلى الصين من أجل تحقيق الرخاء العالمي.
وأوضح القمحاوي أنه في ظل ما يشهده العالم من تطور بشكل كبير جدا، لم يعد الانغلاق أو فرض الحمائية مناسبا للعصر الحالي، والدول الأكثر انفتاحا على غيرها ستكون هي الفائزة في النهاية.
وشدد على أن الاقتصاد الصيني يتمتع بحيوية حقيقية نتيجة هذا الانفتاح الذي تصر الصين على تطبيقه.
وتابع القمحاوي “الصين فضلت منذ سنوات خفض معدلات النمو التي بلغت لسنوات طويلة ما يزيد عن 10 بالمائة سنويا، سعيا لتحقيق تنمية مستدامة عالية الجودة تراعي الحفاظ على البيئة وضمان جودة حياة للمواطنين”.
واستطرد “ورغم هذا الخفض في معدلات النمو ما زالت الصين من أعلى دول العالم نموا، خصوصا مع مقارنة هذه النسب بحجم الاقتصاد الصيني الكبير”.
وأشار إلى أن أهم العوامل التي يجب أن تحافظ عليها الصين لتحقيق تنمية مستقرة هو الاستمرار في الانفتاح على الدول الأخرى، والتعاون المربح لها وللدول الأخرى، ومساعدة الدول على تحقيق تنمية تحقق مستوى أفضل للشعوب.
ولفت القمحاوي إلى أن الاقتصاد الصيني سيظل في مقدمة الاقتصادات الكبرى دفعا لنمو الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن نسبة إسهام الصين في نمو الاقتصاد العالمي هي الأعلى بين الدول الكبرى. وعزا ذلك إلى التنوع والحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد الصيني، وانفتاحه على الاقتصادات الأخرى.
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين الصين ومصر، قال الخبير إن إستراتيجية الانفتاح الصينية بالتأكيد ستساعد على تعزيز التعاون بين مصر والصين، حيث تسعى مصر لتحديث الصناعة في مجالات عديدة، مثل النسيج وتكنولوجيا الري والزراعة، والصين تملك التكنولوجيا الحديثة في هذه المجالات.
وشدد على أن هناك فرصة كبيرة لتعاون مصري – صيني، خاصة وأن الصين لا تمانع في نقل ما لديها من تكنولوجيا حديثة لدول أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق.
ونوه إلى أن مصر تسعى لتوطين التكنولوجيا الحديثة، مثل صناعة السيارات الكهربائية وغيرها، وقد تم توقيع اتفاقية بالفعل في هذا الخصوص بين القاهرة وبكين على هامش الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق ببكين.