حديث دميتري مدفيديف لتلفزيون الصين المركزي
موقع صوت روسيا الالكتروني:
التعاون الاقتصادي والسياسي بين روسيا والصين، وتسوية النزاعات في منطقة المحيط الهادي الآسيوية وشمال إفريقيا، والعلاقات مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، ومستقبل روسيا – هذه وغيرها من المواضيع تناولها الرئيس دميتري مدفيديف في حديث صحفي لتلفزيون الصين المركزي قبيل زيارته إلى هينان للمشاركة في قمة بلدان “بريكس” أو بالأحرى البرازيل وروسيا والهند والصين وجمهورية جنوب إفريقيا.
معروف أن العلاقات الروسية الصينية تعيش تطورا عارما اليوم. ففي السنة الماضية عاد مستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى ما كان عليه قبل الأزمة وبلغ 60 مليار دولار. ويمكنه أن يبلغ مستوى 100 مليار دولار، كما قاله دميتري مدفيديف في حديثه للتلفزيون الصيني. ومضى يقول:
وفضلا عن التعاون التجاري يتطور بنشاط تعاوننا الثنائي في مجال الاستثمار ويشمل مختلف القطاعات بما فيها الطاقة. فتستهلك الصين كمية هائلة منها بينما تعتبر روسيا من أكبر مورديها. وهناك أيضا مشاريع مشتركة في مجال التكنولوجيات العالية والفضاء وبناء المحطات الكهرذرية وفي القطاع الزراعي.
ولا تنشط روسيا بفعالية في الأسواق الاقتصادية فحسب بل وتضلع بمهمة صنع السلام في منطقة المحيط الهادي الآسيوية وخصوصا فيما يتعلق بتسوية النزاع بين الدولتين الكوريتين. وأكد دميتري مدفيديف يقول: إننا جزء من هذه المنطقة. ولا يمكننا أن ننظر بلامبالاة إلى هذه المسائل..
كما تشارك روسيا في تسوية النزاعات الناشبة في منطقة أخرى من مناطق كرتنا الأرضية ألا وهي شمال إفريقيا، مع أنه لم يتسن بعد تسويتها سلميا فيما أفلت الوضع في ليبيا من السيطرة. وقال دميتري مدفيديف بهذا الخصوص ما يلي:
الوضع فيها لا يسيطر عليه القذافي لأن الحرب الأهلية اندلعت في البلاد، وهو أقدم على تصرفات يمكن أن يصفها البعض بأنها جريمة. ولا يسيطر عليه الناتو أيضا إذ ليس لديه تفويض لإجراء عملية واسعة النطاق. أما بالنسبة لعملية الحظر الجوي فإنها تحولت من حيث الجوهر إلى استخدام قوة. وهكذا لم يتم بلوغ الأهداف المطروحة. ولذا ينبغي أن يكون هناك تفويض دولي لإحلال النظام. وعلى كل الأطراف أن تأخذ على عاتقها قسطا من المسئولية وأن تعي أن الكلام يدور الآن حول مصير الدولة الليبية.
ثم تحدث دميتري مدفيديف عن علاقاته مع فلاديمير بوتين. فقال: تكونت علاقاتنا الودية الرفاقية على مدى العشرين سنة الأخيرة. لكننا نؤدي دورين مختلفين. فأنا رئيس للدولة الروسيةد وضامن لاحترام دستورها، في حين أن الحكومة تؤدي وظائفها التي تشمل الاقتصاد والمجال الاجتماعي. وأضاف:
يستهدف نهجي عصرنة الاقتصاد والحياة السياسية.. بديهي أنه لا يجوز التخلي عن المنجزات التي حققناها خلال العشرين سنة الأخيرة. إلا أنه يتوجب علينا أن نتطلع إلى الأمام. فيجب أن نستفيد من خبرة بلدان أخرى وأن نتابع تطور المنظومات الاقتصادية التي برهنت على حيويتها.
هذا ولا يستبعد دمينري مدفيديف ترشيحه لولاية رئاسية لثانية، مشيرا إلى أن هذه المسألة سوف تتقرر في أقرب وقت لأنه بقي أقل من سنة واحدة قبل الانتخابات الرئاسية.