تعليق: لا تدع الحسابات الاستراتيجية الخاطئة تفسد مستقبل العلاقات الصينية-الأمريكية
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينحوا:
منذ بداية الحرب التجارية مع الصين، بدأ الجانب الأمريكي مسارا من سلسلة من الحسابات الاستراتيجية الخاطئة فيما يتعلق بتصميم الصين في مواجهة الصعاب وتحركها في إطار التوجه العالمي للتنمية.
إن تحطيم عزيمة الشعب الصيني بالضغط الشديد مصيره الفشل.
ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، لم تستسلم الدولة لأي خصم قوي. ستصبح التوترات التجارية الجارية نضالا طويلا وشاقا آخر سيسجل في التاريخ الصيني ولكن الصين مستعدة ومُصرة على الفوز.
تأتي الثقة من مرونة وحيوية الاقتصاد الصيني وسوق ضخمة تضم نحو 1.4 مليار نسمة.
شهد الاقتصاد الصيني بداية جيدة عام 2019، حيث تخطى اقتصاد أكبر دولة نامية في العالم توقعات السوق بتحقيق نمو في إجمالي الناتج المحلي بلغ 6.4 بالمئة على أساس سنوي في الربع الأول. وتعد الصين هي الاقتصاد الكبير الوحيد الذي زاد صندوق النقد الدولي توقعات نموه في تقريره الاقتصادي الأحدث.
وكلفت المعارك التجارية الاقتصاد الأمريكي 7.8 مليار دولار في إجمالي الناتج المحلي لعام 2018، وبلغت الخسائر السنوية للمستهلكين والمنتجين بسبب ارتفاع تكاليف الواردات إجمالي 68.8 مليار دولار أمريكي، بحسب دراسة صادرة عن فريق من الاقتصاديين في الجامعات الأمريكية الرائدة.
وأشارت تقديرات إلى أن التجارة الصينية-الأمريكية ساعدت في توفير نحو 850 دولار أمريكي لكل أسرة أمريكية في المتوسط في 2015، ما يمثل 1.5 بالمئة من إجمالي دخلها.
ويأتي التنمر التجاري ضد التنمية العالمية أيضا. وذكر صندوق النقد الدولي أن القضايا التجارية أصبحت أكبر مصدر للشكوك في الاقتصاد العالمي، بينما خفضت منظمة التجارة العالمية توقعها لنمو التجارة العالمية لهذا العام من 3.7 بالمئة إلى 2.6 بالمئة، بسبب الشكوك الاقتصادية.
وأوضح تاريخ التجارة العالمية أن الانفتاح هو مفتاح التنمية وأن التعاون يجلب المنافع المتبادلة، وهي حقيقة معترف بها دوليا يبدو أن الولايات المتحدة تنكرها وتتبنى بدلا منها سياسات “أمريكا أولا” الأحادية والحمائية التجارية والتنمر التجاري.
وبما أنهما أكبر اقتصادين في العالم، توجد بينهما مصالح مشتركة كثيرة.
وتقلع أو تهبط كل 17 دقيقة طائرة بين الصين والولايات المتحدة، ويجد الكرز من واشنطن ولحم البقر من مونتانا والأسماك من ألاسكا طريقها إلى الموائد الصينية، بينما أصبحت السيارات الكهربائية صينية الصنع والدراجات المشتركة ومنصات التجارة الإلكترونية جزءا من الحياة اليومية للأمريكيين.
وتتحمل الدولتان المسؤوليات الرئيسية الخاصة بالقضايا العالمية، من بينها مواجهة التغير المناخي وتخفيف حدة الفقر وضمان أمن الطاقة والموارد والوقاية من الأوبئة ومكافحة الإرهاب العالمي.
ويمكن فقط عن طريق التعاون في التجارة وتبني مواقف عقلانية وبراجماتية في حل المشكلات أن تعود الدولتان بالنفع على شعبيهما والشعوب الأخرى أيضا.
تعتزم الصين دائما حل الخلافات الاقتصادية والتجارية من خلال التفاوض والتشاور، ولكن يتعين أن يكون هذا قائما على أساس المساواة.
ويجب أن تحمي الصين في أية مفاوضات مصالحها المشروعة وتلبي نداء الشعب وتدافع عن الأعراف الأساسية للعلاقات الدولية.
وأي توقع أن الصين ستتجرع الثمرة المرة المضرة بمصالحها الوطنية الرئيسية مجرد وهم وحساب استراتيجي خاطئ.
ويظهر التاريخ أن القرارات قصيرة النظر التي يتخذها السياسيون تتسبب في كوارث للعالم أجمع. ولمنع تكرار مثل هذه المأساة، حان وقت تصحيح سوء التقدير الاستراتيجي قبل أن يتمادى الجانب الأمريكي كثيرا.