دبلوماسي صيني: الشفافية النووية “زائفة” بدون ثقة متبادلة

قال دبلوماسي صيني بارز في جنيف اليوم (الأربعاء) إنه بدون الثقة والاحترام المتبادلين بشكل كاف للشواغل الأمنية لكل الأطراف وبدون الالتزام بالأمن المشترك، فإن الشفافية النووية ستكون “زائفة وبدون معنى” أو أداة للقوي للتنمر على الضعيف.
وقال لي سونغ، السفير الصيني لشؤون نزع السلاح، في جلسة لمؤتمر نزع السلاح في جنيف اليوم (الأربعاء)، إن الشفافية ليست غاية في حد ذاتها، ولكنها وسيلة لتعزيز الثقة وتجنب سوء التقدير وتخفيف التوترات.
وأوضح “الشفافية ليست مفهوما مستقلا، إنها تتعلق بالبيئة الأمنية الدولية والسياسات الأمنية الوطنية.”
وخلال جلسته الكاملة الأخيرة التي عقدت تحت رئاسة الولايات المتحدة، ناقش المؤتمر اليوم قضية الشفافية في نزع السلاح.
وردا على اتهام وجهه مسؤول أمريكي بارز في الآونة الأخيرة بأن “نقص شفافية الصين فيما يخص مدى وحجم برنامجها للتحديث النووي يثير تساؤلات بشأن نواياها المستقبلية”، قال لي إن هذا القول مثال نموذجي على إسقاط المنطق الذي يتصرف به طرف ما على الأطراف الأخرى.
وتابع “دعوني أوضح المسألة غاية الوضوح. الاتهام الأمريكي ليس له أي أساس في الواقع. إنه يستخدم البلدان الأخرى ذريعة لتفادي المسؤوليات الدولية المنتظرة منه.”
وأردف بقوله “تواصل الولايات المتحدة ترديد أن بلدانا أخرى تجعلها تشعر بعدم الأمن — وهذا قول محير ومربك. إذا اخترت أن ترى بعض البلدان الأخرى منافسة، ربما يؤدي ما تفعله في الغالب إلى خلق العدد نفسه من الأعداء، رغم أن نواياها ليست أن تصبح أعداءك.”
وتحدث لي أيضا عن اعتزام الولايات المتحدة الدفع نحو اتفاقية ثلاثية لضبط التسلح (الولايات المتحدة وروسيا والصين)، موضحا أن “المنطلق والأساس لما يسمى بمفاوضات ضبط التسلح الثلاثية، لا يوجد على الإطلاق، والصين لن تشارك فيها بالتأكيد.”
وأوضح لي أنه في ظل البيئة الأمنية الدولية الراهنة، يصبح من المهم للغاية بالنسبة للدول الخمس التي تمتلك الأسلحة النووية أن تدعم التنسيق والتعاون المربح للجميع بدلا من إشعال منافسة بين القوى الكبرى وتبني منهج اللعبة الصفرية.
وشدد لي على أن الصين ملتزمة بالتنمية السلمية وتتبنى استراتيجية نووية قائمة على الدفاع عن النفس، مضيفا أن الصين تلزم نفسها على نحو غير مشروط بألا تكون الأولى باستخدام الأسلحة النووية، وألا تستخدم الأسلحة النووية أو تهدد باستخدامها ضد بلدان غير نووية أو في مناطق منزوعة السلاح النووي.
واختتم بقوله خلال المؤتمر “ليست لدينا أجندة استراتيجية سرية، ولن تمثل الأسلحة النووية الصينية تهديدا لأي بلد.”