تعليق: الصين تحارب التسلط التجاري للولايات المتحدة بروح “المسيرة الطويلة”
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
عندما استخدمت الولايات المتحدة مجموعة غير مسبوقة من تكتيكات التسلط والابتزاز ضد الصين، لم يعد أمام الأخيرة خيار سوى القتال بقوة للدفاع عن مصالحها الوطنية الأساسية.
وبعد أكثر من عشر جولات من المشاورات مع الجانب الأمريكي، اكتسبت الصين فهما أعمق للتقلب الذي أظهرته أمريكا وتكتيكات التأرجح التي استخدمتها عندما أعلنت الإدارة الأمريكية فجأة أنها ستضيف مزيدا من التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية المستوردة، بغض النظر عن التقدم المحرز في المشاورات السابقة.
لقد استعدت الصين تماما لحرب تجارية مطوّلة مع الولايات المتحدة، حيث يبدو من المحتمل جدا أن تكون نهاية الاحتكاكات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، بعيدة المنال. إن الشعب الصيني كله مستعد للشروع في رحلة “مسيرة طويلة” جديدة بشجاعة ومرونة أكبر ولن يستسلم أبدا للتنمر والاعتداء من الخارج.
كانت روح “المسيرة الطويلة” حيوية بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني لكسب حرب التحرير قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية. إن هذه الروح تسلط الضوء على الإيمان الراسخ، والإرادة القوية، وموقف عدم الاستسلام مطلقا الذي يتخذه الحزب بالكامل والشعب كله من أجل التغلب على التحديات الكبرى في الأيام الثورية.
هذه الروح العريقة تكتسب أهمية خاصة اليوم عندما تحارب الصين التسلط التجاري الأمريكي، حيث تخوض البلاد حربا تجارية صعبة وممتدة مع الولايات المتحدة. وبرغم صعوبة الأمر، فإنه يوفر للصين فرصة لشحذ قدرتها على توجيه اقتصادها من خلال تحديات خارجية هائلة.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت الاحتكاكات التجارية بشكل كبير بسبب القيود الأمريكية على شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية مثل ((هواوي)). ليس من المستغرب أن نسمع ذلك لأنه يبدو كما لو كان قصة قديمة؛ فقد تعرضت (هواوي)، من بين شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى، للتدقيق الأمريكي المفرط والقيود مرارا. وللأسف، أصبحت الشركات الصينية هدفا سهلا في المعركة التجارية بين البلدين.
ومع ذلك، فقد أصبح من الواضح جدا أن القيود الأمريكية المفروضة على الشركات الصينية تستند إلى اتهامات لا أساس لها. فلم تصدر الحكومة الأمريكية أبدا أدلة دامغة لإثبات أن (هواوي) كانت منخرطة في أنشطة تجسس مستتر. لكنها تواصل مهاجمة الشركات الصينية، ليس لأنها ارتكبت أي خطأ، بل لأنها من التفوق بحيث يصعب على الولايات المتحدة قبولها.
إن حظر هواوي وتقييدها يصبح طريقة سهلة وفورية للولايات المتحدة للفوز على الصين. ومع ذلك لا يعدو الأمر سوى أن يكون مجرد أمنية، فلن يتم تخويف الشركات الصينية، ولن تتوانى عن مواصلة التطوير.
لقد تعلم الشعب الصيني درسا عظيما من الحرب التجارية؛ فعندما نركز على شؤوننا الخاصة ونتفوق فيها، يمكن أن يكون لدينا مخرج في مواجهة التسلط الخارجي. ينبغي أن نكون واثقين من أن الشركات الصينية ستدير أعمالها التجارية بشكل صحيح وستخرج في النهاية منتصرة وسط تنمر الولايات المتحدة، وستنمو أكثر من أي وقت مضى.
من العبث أن نرى في عصر العولمة، أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بعقلية الحرب الباردة القديمة. إن حظر الشركات الصينية لن يجعل أمريكا أقوى، بل إنه يبرز فقط الغطرسة السياسية الأمريكية والتحيزات ضد الصين.
وعلى مر التاريخ، نجت الأمة الصينية وازدهرت وسط الصعوبات والمصاعب. ستواصل الصين محاربة التسلط التجاري الأمريكي دون خوف قبل أن تنتهي الحرب التجارية المطولة. لقد شرعنا بالفعل في هذه “المسيرة الطويلة” الجديدة.