الحرب الاقتصادية على الصين، ونهاية عصر التفرد الأمريكي: بيان من الحزب الشيوعي الأردني
أكد الحزب الشيوعي الأردني أن الصين تقود مرحلة نهاية عصر التفرد الأمريكي، داعياً الجميع لأن يكونوا معها.
وجاء في بيان باسم الحزب أصدره الأمين العام السيد فرج اطميزه عصر التفوق والتفرد الأمريكيين دخل مرحلة الأفول.
وفيما يلي النص الكامل للبيان الذي وصلت نسخة منه إلى “موقع الصين بعيون عربية”:
بات الحديث عن عالم جديد يتشكل وراء ظهرنا الآن، وليس إلا حديثاً عن الماضي، فهذا العالم الجديد تشكل حقيقة، وملامحه أصبحت واضحة للجميع. لقد اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية في هيمنتها السابقة على عنصري الاقتصاد والحرب، فأغرقت الأسواق العالمية بمنتجاتها، وسيطرة على كل المعاملات التجارية من خلال سيطرتها على البنوك والحوالات المالية وشركات التأمين العالمية، وعندما كانت تعجز من اقتحام سوق ما، كانت ترسل جيشها لتمهيد الطريق إليه.
أما الآن، فهي تواجه القوة العسكرية الروسية التي تقيد حركة حروبها من جهة، وتواجه العملاق الاقتصادي الصيني من جهة أخرى؛ فالاقتصاد الصيني زود أسواق العالم بمختلف أنواع المنتجات، وتمكن عبر مزاياه المنافسة من طرد المنتجات الأمريكية من العديد من القطاعات بما في ذلك السوق الأمريكية نفسها، التي حاول ترمب علاجها عبر رفع التعرفة الجمركية. كما أن نشاط الصين المالي عبر بنوكها تصاعد، وتحديداً في منطقة الباسيفيكي، إلى الحد الذي تمكنت معه من تقليص نشاط البنوك الأمريكية والأوروبية.
تأتي الحرب على شركة هواوي الصينية في نفس السياق السياسي، الذي تنتهي فيه أشكال الهيمنة الأمريكية على الأسواق والجغرافيا السياسية عبر الحروب. فيعد الدعاية الأمريكية التي حاولت إظهار المنتجات الصينية كمنتجات من النخب الثاني، ها هي تعاني من المنافسة معها، ولا سيما أنها تتمتع بمواصفات الجودة العالية، والقدرة التنافسية من ناحية الأسعار. وهذا ما جعل شركة هواوي تستحوذ على أكثر من 19% من سوق الهواتف الذكية، مقابل 12% لصالح شركة أبل الأمريكية. مع الإشارة إلى اكتساح هواوي لأسواق البنية التحتية للاتصالات (الأبراج، الشبكة الذكية، وأنظمة خدمات المشتركين)، وهذا يشكل قطاعاً مهماً آخر إلى جانب سوق الهواتف الذكية.
تشكل الحرب على شركة هواوي اعترافاً أمريكياً بتفوق الصين التكنولوجي، فالحرب الدائرة ضد الشركة الصينية، هي محاولة لإبطاء خطواتها في تنفيذ مشاريع الجيل الخامس، ولا سيما أنها الشركة الأولى الآن في العالم من ناحية إنجاز المهمات اللازمة لتطبيق الجيل الخامس، فالولايات المتحدة تحاول إشغال الصين بصعوبات أخرى إلى حين اللحاق بما أنجزته الشركة العملاقة في تقنيات الجيل الخامس.
من الواضح أن عصر التفوق والتفرد الأمريكيين دخل مرحلة الأفول، فالاقتصاد الإنتاجي الصيني في تصاعد، والبنوك الصينية تنمو، والدولة الصينية تمتلك أكثر من تريليون دولار من الديون الأمريكية، والابتكار التكنولوجي في الصين يسبق الولايات المتحدة الأمريكية بكل هيئاتها الأكاديمية ومؤسساتها البحثية.
الصين تقود مرحلة نهاية عصر التفرد الأمريكي، فكونوا جميعاً معها. الأمين العام فرج اطميزه ٥ حزيران/ يونيو ٢٠١٩