تعليق: حان الوقت لينظر بعض الساسة الأمريكيين إلى تنمية الصين بطريقة عقلانية
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
شهدت الأشهر الأخيرة استخدام حفنة من صقور السياسة في واشنطن جميع السبل لتشويه صورة الصين وتأجيج المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم.
بالنسبة إلى هؤلاء فإن التنمية سريعة الوتيرة في الصين خلال الأربعة عقود الماضية من الصعب استيعابها في ظل المفهوم المتأصل داخلهم بأن الولايات المتحدة تحافظ دائما على هيمنتها العالمية في جميع الجبهات.
وبسبب نظرتهم إلي التنمية الصينية كتهديد على هيمنة الولايات المتحدة العالمية، تلفظ هؤلاء الساسة بتصريحات مختلفة منفصلة بشكل كبير عن الواقع فيما يتعلق بسياسة بكين المحلية ودورها العالمي. ولكن بالنسبة للعديد ممن هم داخل وخارج الولايات المتحدة، فإن مثل هذا الضغط على الصين ليس مبررا ولا مجديا.
وفي السياق، قال رئيس وزراء سنغافورة لي سين لونغ إنه ليس من الممكن أو من الحكمة بالنسبة للدول منع الصين من النمو وأن تصبح أقوى.
وحث مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق تشارلز فريمان واشنطن على “تقبل بلياقة” إدراج الصين في الحوكمة الإقليمية والعالمية بدلا من محاولتها تجاهل الصين.
وقال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد إنه يتعين على الولايات المتحدة قبول أن القدرات الجيدة على إجراء أبحاث وتحقيق تنمية “من الممكن أن توجد أيضا في الشرق”.
جاء تحول الصين خلال العقود الماضية بفضل عمل شعبها الجاد. كما ساهم تعميق سياسة الإصلاح والانفتاح ومشاركتها الأكثر فاعلية في الشؤون العالمية في تحقيق الاستقرار والرخاء بالعالم.
ومع تطور السياسات العالمية، أصبحت الانعزالية شيئا من الماضي، وأصبحت التعددية هي الاتجاه السائد.
وبسبب الفشل في فهم أن التقدم العالمي يعتمد بشكل كبير حاليا على التعاون بين جميع الأطراف، يحاول بعض صقور السياسة الأمريكية حشد شركاء ضد الصين، ولكن خططهم لن تفلح أبدا.
اهتز المجتمع الدولي على نحو كبير بسبب أساليب التنمر التي تستخدمها واشنطن مرارا، وانسحابها المتكرر من منظمات ومعاهدات دولية، وتكرارها الأكاذيب والتحريض من أجل مصالح أنانية.
وفي المقابل، نجد أن العالم يرحب بشكل كبير بنمو الصين، في حين يسعى إلى الرخاء المشترك مع آخرين عن طريق الالتزام بسياسة الانفتاح والاندماج الفعال في الاقتصاد العالمي ودعم التعاون الإقليمي والدولي عن طريق منصات عديدة، من بينها مبادرة الحزام والطريق.
يحتاج هؤلاء الساسة الأمريكيون الذين يتحدثون بقسوة، إلى الاستمتاع إلى المناشدة العالمية للتعاون بدلا المواجهة، والتخلي عن اللعبة الصفرية في العلاقات مع دول أخرى.
إنما دفع فكرة “أمريكا أولا” بالقوة لن يؤدي إلا إلى عزلة الولايات المتحدة.