الرئيس الصيني يحث على مجتمع مصير مشترك أوثق لمنظمة شانغهاي للتعاون
حث الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الجمعة) دول أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون على بناء مجتمع مصير مشترك أوثق للمنظمة.
وفي كلمته التي ألقاها خلال قمة المنظمة الـ19 في العاصمة القرغيزية بيشكك، أشار شي إلى أنه منذ قمة العام الماضي التي عقدت في مدينة تشينغداو الساحلية شرقي الصين، ساهمت كل الدول الأعضاء، في إطار تمسكها بروح شانغهاي، في تيسير إقامة تعاون أعمق وأكثر عملية وشمولا، وفي تحقيق جوانب جديدة لتنمية المنظمة انطلاقا من نقطة بداية جديدة.
وأضاف شي خلال كلمته أن السلام والتنمية والتعاون والتوجه القائم على تحقيق منفعة جميع الأطراف يظل هو اتجاه العصر الذي لا رجعة عنه رغم المشهد الدولي المتغير.
ودعا شي دول أعضاء المنظمة إلى الحرص على إدراك أهمية التوجه نحو إقامة عالم متعدد الأقطاب وإقامة عولمة اقتصادية، والبحث عن جوانب الحكمة في روح شانغهاي، واستخلاص القوة من الوحدة والتعاون، بما يمكّن بلدان المنظمة من بناء مجتمع مصير مشترك.
وحث الزعيم الصيني أيضا الأعضاء على تطوير المنظمة لتصبح نموذجا للمنظمة التي تتجلى فيها الوحدة والثقة المتبادلة.
وأوضح شي أن منظمة شانغهاي للتعاون تحتاج إلى التمسك بروح شانغهاي القائمة على الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الثقافي وتحقيق التنمية المشتركة، على نحو يجعل تلك السمات قيم المنظمة الأساسية وفلسفتها المشتركة.
وأضاف شي أنه يتعين على بلدان المنظمة الامتثال للمقاصد والمبادئ التي يجسدها ميثاق المنظمة ومعاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل بين دول أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون، وكذا يتعين على البلدان الأعضاء تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والدعم المتبادل، فضلا عن توسيع نطاق المصالح المتشابكة فيما بينها.
وأوضح الرئيس الصيني أنه من أجل تحويل المنظمة إلى نموذج لتشارُك السراء والضراء، يتعين على الدول الأعضاء للمنظمة التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، واتخاذ مختلف الإجراءات اللازمة لمكافحة “القوى الثلاث”، وهي الإرهاب والانفصالية والتطرف، وتعزيز التعاون في مكافحة التطرف.
وأشار أيضا إلى أن المنظمة بحاجة إلى لعب دور بناء في تعزيز السلام والمصالحة والاستقرار والتنمية في أفغانستان.
من أجل بناء منظمة شانغهاي للتعاون لكي تكون منظمة نموذجية تؤكد على المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، حث شي أعضاء المنظمة على دعم إقامة نظام تجاري تعددي وبناء اقتصاد عالمي مفتوح وطرح المزيد من الترتيبات المؤسسية فيما يتعلق بتحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما.
وأكد شي أن بلدان المنظمة بحاجة أيضا إلى الاستغلال الجيد لمنصات التعاون والتشارُك، من بينها معرض الصين الدولي للاستيراد، بهدف تعزيز انفتاح الاقتصاد الإقليمي واندماجه وتكامله.
وأشار شي إلى أن بلدان المنظمة تحتاج إلى تنفيذ الترتيبات التي جرى التوصل إليها في منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، وتعزيز التضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية في الدول الأعضاء للمنظمة الأخرى، وكذلك تعزيز التضافر بين المبادرة ومبادرات التعاون الإقليمية مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بما يعزز الارتباطية كاملة الأبعاد بين أعضاء المنظمة.
وحث شي أيضا المنظمة على التمسك بالتنمية المدفوعة بالابتكار وإنشاء مجالات نمو جديدة في قطاعات الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
كما دعا شي البلدان الأعضاء إلى تحويل منظمة شانغهاي للتعاون إلى نموذج للشمول والتعلم المتبادل.
وفي هذا الشأن، نصح شي بالتخلي عن مفهوم صراع الحضارات والتمسك بالانفتاح والشمول والتعلم المتبادل.
وحث البلدان الأعضاء على تعميق التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة والرياضة والإعلام وعلى المستويات المحلية، فضلا عن تعزيز المشاركة العامة وتعزيز الشعور بالرضا لدى الجماهير.
ودعا شي الدول الأعضاء للمنظمة إلى إظهار شعور بالمسؤولية الدولية في مواجهة تصاعد التحديات العالمية.
وقال شي إن بلدان المنظمة تحتاج إلى التمسك برؤية للحوكمة العالمية تتسم بالتشاور المكثف والإسهامات المشتركة والمنافع المتبادلة، وحماية النظام الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة، وتعزيز التعددية والتجارة الحرة، والدفع في سبيل تطوير نظام عالمي أكثر عدلا ومساواة.
وأكد أن المنظمة تحتاج إلى تعزيز نمط الشراكات بداخلها، ولعب دور أكثر نشاطا في الشؤون الإقليمية والدولية، وبذل جهود مشتركة لتعزيز السلام الدائم والرخاء المشترك للعالم بأسره.
وتابع بقوله “دعونا نتمسك بروح شانغهاي ونعمل معا عبر اتخاذ تدابير عملية، حتى نخلق مستقبلا أكثر إشراقا للمنظمة.”
وخلال القمة، تشارك قادة الدول الأعضاء للمنظمة والدول المراقبة وكذا ممثلو الهيئات الإقليمية والدولية في مناقشة التقدم الذي تحقق على مستوى تنفيذ نتائج قمة تشينغداو، وتبادلوا الآراء بشأن وضع المنظمة الراهن ومستقبلها، وبشأن القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية في ضوء الظروف السياسية والاقتصادية الدولية الراهنة، وتوصلوا إلى توافق واسع.
وجدد الزعماء خلال الاجتماع التأكيد على الحاجة إلى التمسك بالتعددية وبمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأعربوا عن تفانيهم في خلق نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم على أساس القانون الدولي، وأكدوا أهمية الرؤية الخاصة ببناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأشاد الكثير من الزعماء بالتقدم الذي أحرز في إطار البناء المشترك للحزام والطريق، وجددوا دعمهم للربط بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية في مختلف البلدان.
وتعهد الزعماء بتعميق التعاون العملي في مجالات التجارة والمالية والاستثمار والنقل والطاقة والزراعة والابتكار والتكنولوجيا الفائقة والتبادلات الشعبية، وتعهدوا كذلك بدعم تيسير التجارة والاستثمار وتعزيز التكامل الإقليمي والاشتراك في بناء اقتصاد عالمي مفتوح وحماية سلطة وفعالية منظمة التجارة العالمية ومعارضة الأحادية والحمائية بجميع أشكالهما.
وشدد القادة على أن دول المنظمة بحاجة إلى الاشتراك في حماية الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في النطاق الإقليمي للمنظمة، وإلى إظهار التصميم الشديد على مكافحة الإرهاب الدولي والانفصالية والجرائم المنظمة والعابرة للحدود والاشتراك في مكافحة تهديدات المخدرات.
كما اتفقوا على أن قضية أفغانستان شاغل أمني في المنطقة، ومن الضروري للمنظمة أن تلعب دورا أكبر في التسوية السياسية لهذه القضية.
وستتولى روسيا الرئاسة الدورية للمنظمة وستستضيف قمة العام المقبل، وفقا للقمة.
وعقب الاجتماع، جرى التوقيع على إعلان بيشكك لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون، فضلا عن 13 وثيقة تعاون أخرى في مجالات مثل التواصل المعلوماتي والتكنولوجيا ومكافحة المخدرات والتعاون على المستويات المحلية.
كما صدر بيان صحفي بشأن اجتماع مجلس رؤساء دول المنظمة.
وعقب الاجتماع، انضم شي إلى قادة البلدان الأخرى وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية في مأدبة ترحيب أقامها على شرفهم الرئيس القرغيزي سورونباي جينبيكوف.