تقرير إخباري: شي يحث على بذل جهود مشتركة لفتح آفاق جديدة لأمن وتنمية آسيا
حث الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (السبت) الدول الآسيوية وشركاءها على التكاتف لفتح آفاق جديدة لأمن آسيا وتنميتها في ظل الظروف الجديدة.
وحث الرئيس شي خلال كلمة ألقاها أمام القمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا) التي تعقد في طاجيكستان، أعضاء المؤتمر على بناء آسيا تتسم بالاحترام والثقة والأمن والاستقرار والتنمية والازدهار والانفتاح والشمول وكذلك التعاون والابتكار.
وقال الرئيس الصيني إن الصين ستلتزم بقوة بمسار تنمية سلمية وبالانفتاح والربح للجميع وستتمسك بالتعددية والعمل مع جميع الأطراف لخلق مستقبل أفضل لآسيا والعالم.
وحضر القمة، التي استضافها الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن، قادة أو ممثلون من أفغانستان وأذربيجان وبنجلاديش وكمبوديا وإيران وقازاقستان وقرغيزستان وقطر وروسيا وسريلانكا وتركيا وأوزبكستان ودول أخرى، وكذلك ممثلون من الدول المراقبة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
وتبادل المشاركون وجهات النظر تحت عنوان “رؤية مشتركة لمنطقة سيكا آمنة وأكثر ازدهارا” وعقدوا مشاورات متعمقة بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك والتخطيط المشترك لسلام طويل الأجل وازدهار مشترك لآسيا وتوصلوا إلى توافق واسع.
وفي كلمته، أشاد شي بالإسهامات الإيجابية للمؤتمر في تعزيز السلام والتنمية في آسيا منذ إقامته قبل 27 عاما، قائلا إن الآلية أسهمت في زيادة الثقة المتبادلة والتعاون بين الدول الاعضاء وحماية الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأشار شي إلى أنه في قمة المؤتمر 2014 في شانغهاي، قدم رؤية جديدة للأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، واقترح استكشاف مسار أمني وتنموي جديد يتوافق مع الخصائص الآسيوية والمصالح المشتركة للدول ذات الصلة، الأمر الذي حصل على ردود فعل إيجابية من الأطراف المختلفة.
وأوضح أن الصين مستعدة للعمل مع كل الأطراف لتعميق التعاون في مختلف المجالات ودفع عملية سيكا نحو مراحل جديدة.
وواصفا آسيا بأنها من أكثر المناطق حيوية والمناطق الواعدة على مستوى العالم، قال شي إن الدول الآسيوية تواجه تحديات مشتركة، من بينها الثقة السياسية المتبادلة غير الكافية والتنمية الاقتصادية غير المتوازنة والشؤون البارزة المتعلقة بالأمن والحوكمة، ومن ثم هناك طريق طويلة أمامنا لتحقيق السلام الدائم والرخاء المشترك.
ومشيدا بالتقدم الذي حققته الدول الآسيوية في بناء مجتمع مصير مشترك في آسيا خلال الأعوام القليلة الماضية، شجع شي دول المؤتمر على التمسك بأهدافها واستغلال الفرص ومواجهة التحديات بشكل مشترك وبذل جهود ملموسة في فتح آفاق جديدة لأمن آسيا وتنميتها وفقا للظروف الجديدة.
وقال شي إن بناء آسيا تتسم بالاحترام والثقة المتبادلين هو التطلع المشترك لأعضاء سيكا، وحثهم على الالتزام بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة بعضهم البعض واستقلال ووحدة وسلامة الأراضي وكذلك اختيار الأنظمة السياسية ومسارات التنمية الخاصة بكل منهم.
وأوضح أنه يتعين علينا نبذ عقلية اللعبة الصفرية والحمائية وتعزيز التواصل في السياسات وتحسين الثقة السياسية المتبادلة والتوسيع التدريجي للتوافق الاستراتيجي.
ومشيرا إلى بناء آسيا آمنة ومستقرة هو الغرض المشترك للدول الإقليمية، دعا شي إلى الحوار بدلا من المواجهة، والشراكة بدلا من التحالف بين أعضاء المؤتمر.
وللتعامل المناسب مع المشكلات الأمنية التقليدية وغير التقليدية المختلفة، علينا مواجهة الإرهاب بكل أشكاله بقوة، واتخاذ كل الإجراءات الاستباقية واقتلاع التطرف من جذوره، بحسب شي، حاثا أعضاء المؤتمر على استكشاف هيكل أمني إقليمي بخصائص آسيوية لتحقيق الأمن الجماعي والمشترك لآسيا.
وقال شي إن بناء آسيا مزدهرة طموح مشترك للدول الآسيوية والتنمية هي الأساس لحل جميع المشكلات، مضيفا أنه يتعين على الدول الأعضاء في المؤتمر العمل معا لدعم التجارة والاستثمار وتسهيلهما وتطبيق توافق منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي وتعزيز التضافر بين استراتيجيات التنمية وتدعيم الارتباطية الشاملة ودفع التنمية الاقتصادية عالية الجودة في جميع الدول.
وذكر شي أن بناء آسيا منفتحة وشاملة مسعى مشترك للدول الآسيوية. وحث الدول الأعضاء في المؤتمر على التنفيذ الجيد للتوافق الذي جرى التوصل إليه في مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية الذي عقد في مايو في بكين وتطوير رؤية حضارات ترتكز على المساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمول.
وأوضح أنه يتعين علينا التأكد من أن التعايش المتنوع سيحل محل الاستعلاء الحضاري، والتعايش المتناغم سيحل محل الصراع الحضاري، والتبادلات والمشاركة محل الانفصال الحضاري، وكذلك الازدهار والتقدم المشتركين محل الجمود الحضاري.
وقال شي إن بناء آسيا تعاونية وابتكارية حاجة مشتركة، داعيا إلى الابتكار في مجالات مثل النظرية والمؤسسية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة، وبذل جهود للسعي نحو إيجاد إجابات جديدة على المشكلات القديمة وإجابات جيدة على المشكلات الجديدة، من أجل القضاء على المشكلات الصعبة المتنوعة التي توجه آسيا.
أضاف أن الصين مصرة على تطوير علاقات جيرة جيدة مع الدول الآسيوية.
وكعضو في العائلة الآسيوية ودولة كبيرة مسئولة في المجتمع الدولي، ستواصل الصين المشاركة في بناء السلام العالمي والإسهام في التنمية العالمية والدفاع عن النظام الدولي، وفقا لما قال، مضيفا أنها ستدفع نحو إنشاء نمط جديد من العلاقات الدولية وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
أولا، ستلتزم الصين بقوة بمسار التنمية السلمية، وفقا لما قال، متعهدا بعدم السعي مطلقا لتحقيق مصالح شخصية على حساب الآخرين.
وقال إن الصين ستواصل تعميق التعاون الودي مع كل الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وحل النزاعات الإقليمية والبحرية مع الدول ذات الصلة من خلال الطرق السلمية ودعم الحوار والتشاور في حل القضايا الإقليمية الساخنة.
ثانيا، ستلتزم الصين بمبدأ الانفتاح والنتائج المربحة للجميع وستشارك الفرص التنموية مع الدول المختلفة، مشيرا إلى أن الصين تعتزم العمل مع كل الدول للاستفادة من منصة التعاون الدولي للحزام والطريق لضخ زخم قويا في التنمية المشتركة للجميع.
وستعقد الصين معرض الصين الدولي الثاني للواردات هذا العام، ما يخلق المزيد من الراحة لكل الأطراف للدخول إلى السوق الصينية.
ثالثا، تعهد الرئيس الصيني بالتمسك بالتعددية وحماية النظام الدولي القائم على القانون الدولي.
وقال شي إن الصين مستعدة للعمل مع كل الدول لتعزيز رؤية الحوكمة العالمية التي تتسم بالتشاور المكثف والإسهام المشترك والمنافع المشتركة وحماية النظام الدولي بقوة، وفي القلب منه الأمم المتحدة، وحماية نظام التجارة التعددي بقوة، وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية.
كما حث شي على عقد حوار وتشاور بشكل متكافئ يرتكز على الاحترام المتبادل والالتزام بأعراف العلاقات الدولية وقواعد التجارة متعددة الأطراف في مواجهة المشكلات الاقتصادية والتجارية، مؤكدا أنه يتعين على الأطراف المعنية عدم اللجوء إلى الحمائية والأحادية.
وأضاف شي أن مثل هذا التحرك من الصين ليس فقط لحماية الحقوق المشروعة لتنمية جميع الدول، ولكن أيضا لحماية العدالة والإنصاف الدولي.
وأشاد المشاركون الآخرون في القمة بخطاب شي، وشكروا الصين على إسهاماتها في تعزيز الحوار والتعاون في إطار المؤتمر خلال رئاستها السابقة للقمة.
واتفقت جميع الأطراف على ضرورة مواصلة دفع عملية سيكا بناء على الواقع في آسيا وتنفيذ إجراءات بناء الثقة، والسعي نحو تحقيق الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام واحترام التنوع الثقافي وبناء آسيا لتصبح منطقة متناغمة تتمتع بسلام دائم ورخاء.
كما أكد أعضاء المؤتمر مجددا التزامهم بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والأعراف الدولية المتفق عليها ودعم التعددية الفعالة، وفي القلب منها الأمم المتحدة، والدعم الكامل لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهم البعض، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، ومواجهة الحمائية في كل أشكالها.
كما تعهدوا بالمشاركة في مكافحة الإرهاب والتطرف والجرائم المنظمة العابرة للحدود وتوحيد الجهود في مواجهة المخاطر والتحديات المختلفة، وتعزيز السلام والاستقرار في آسيا والعالم، والسعي لبناء نمط جديد من العلاقات الدولية التي تتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجميع، وإقامة مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وصدر إعلان مشترك لقمة سيكا الخامسة.
وبعد القمة، حضر شي مأدبة ترحيب أقامها رحمون للقادة والممثلين المشاركين في القمة.
وصل شي إلى هنا يوم الجمعة لحضور قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا وإجراء زيارة دولة إلى طاجيكستان.
وتعد طاجيكستان المحطة الثانية في جولة شي في آسيا الوسطى التي أجرى خلالها زيارة دولة إلي قرغيزستان وحضر القمة الـ19 لمنظمة شانغهاي للتعاون.