الصين وطاجيكستان تتفقان على تعميق العلاقات لتحقيق الازدهار المشترك
عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمن محادثات في دوشنبه (السبت)، واتفقا على زيادة تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الدولتين من أجل تحقيق التنمية والازدهار بشكل مشترك.
وأشاد الزعيمان بالعلاقات الصينية-الطاجيكية والتعاون في مختلف المجالات، وخططا معا لوضع خطة عمل جديدة لتنمية العلاقات الثنائية.
واتفقا على التزام الدولتين بتطوير كافة جوانب الصداقة وتدعيم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وهنأ شي طاجيكستان على الاستضافة الناجحة للقمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، قائلا إن التوافقات والنتائج التي تحققت خلال الحدث أرسلت رسائل إيجابية وضخت زخما إيجابيا في العالم.
وتعهد بمواصلة دعم الصين لطاجيكستان التي تتولى رئاسة سيكا الآن لزيادة رفع مستوى التعاون في هذا الإطار.
وحافظت العلاقات الصينية-الطاجيكية على زخم جيد للتنمية منذ إقامة الدولتين العلاقات الدبلوماسية قبل 27 عاما، حسبما ذكر شي، مشيرا إلى أنهما أصبحتا جارتين وصديقتين وشريكتين جيدتين ولديهما علاقات ثنائية تعد الأفضل في تاريخها.
وأوضح أن الصين سعيدة لرؤية طاجيكستان مستقرة ونامية ومزدهرة، وتدعم بقوة الدولة في اتباع مسار تنمية يلائم ظروفها الوطنية وتدعم جهودها المبذولة في حماية السيادة والأمن الوطنيين.
وأعرب شي عن استعداد الصين لتعزيز التصميم عالي المستوى للعلاقات الثنائية مع الجانب الطاجيكي وتعزيز مستوى التعاون في مختلف المجالات وكذلك البناء المشترك للمجتمعين التنموي والأمني لدى البلدين.
وحث شي الجانبين على مواصلة دعم بعضهما البعض بشدة في القضايا المتعلقة بمصالحهما المشتركة. وقال إن طاجيكستان دائما ما تدعم بشكل فعال البناء المشترك للحزام والطريق وتشارك فيه، وأن تعاون الدولتين في هذا الإطار مثمر.
وطلب شي من الجانبين تعزيز التضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية التنمية الوطنية الطاجيكية والاستفادة من الإمكانات وزيادة جودة التعاون وتعميق التعاون بين الجانبين في مجالات الارتباطية والطاقة والزراعة والصناعة.
كما أعرب شي عن استعداد الصين لمساعدة طاجيكستان في ترقية التحديث الزراعي والمشاركة الفعالة في إنشاء المناطق الاقتصادية الحرة في طاجيكستان وتعزيز التبادلات الثقافية والتعليمية والسياحية.
ويتعين على الجانبين تعميق التعاون في مكافحة “قوى الشر الثلاث”، الإرهاب والانفصالية والتطرف، وكذلك الجرائم المنظمة العابرة للحدود وكذا مكافحة المخدرات، وفي الأمن الإلكتروني لحماية أمن الدولتين والسلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي.
ومن جانبه، أعرب رحمن عن ترحيبه الشديد بالرئيس الصيني لزيارته طاجيكستان مجددا، وشكر الصين على إسهامها في نجاح قمة سيكا الخامسة. وقدم التهنئة بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، كما أعرب عن تمنياته للصين بأن تنعم بسلام واستقرار دائمين.
وفي معرض إشارته إلى أن الجانب الطاجيكي يعد تعميق شراكته الاستراتيجية الشاملة مع الصين إحدى أولوياته الدبلوماسية، شكر رحمن الجانب الصيني على دعمه ومساعدته لبلاده على المدى الطويل.
وأعرب رحمن عن استعداده لتعزيز التعاون الثنائي في المشروعات الرئيسية في مجالات مثل الطاقة والبتروكيماويات والطاقة الكهرومائية وبناء البنية التحتية في إطار الحزام والطريق، وذلك لمساعدة طاجيكستان في تحقيق أهدافها الصناعية. كما دعا الجانبين إلى تعزيز التبادلات الشعبية في مجالات مثل الشباب والتعليم والثقافة.
وأكد التزام طاجيكستان بالعمل مع الصين في مكافحة “قوى الشر الثلاث”، الإرهاب والانفصالية والتطرف، فضلا عن مكافحة الجرائم العابرة للحدود، وتعزيز إنفاذ القانون والتعاون الأمني، وزيادة التنسيق في الشؤون متعددة الأطراف داخل منظمة شانغهاي للتعاون والمؤتمر وأطر أخرى.
وبعد محادثاتهما، حضر رئيسا الدولتين مراسم للكشف عن نماذج بناء مبنى البرلمان ومبنى المكاتب الحكومية اللذين يحظيان بدعم من الصين. كما اطلعا على خطة التصميم وتفاصيل التعاون الخاصة بالمشروعين.
ووقع شي ورحمن على بيان مشترك بشأن زيادة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وطاجيكستان، وشهدا تبادل وثائق تعاون ثنائية متعددة.
ووفقا للبيان المشترك، ستواصل الصين وطاجيكستان دعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية، مثل السيادة الوطنية والأمن والسلامة الإقليمية، وإعطاء الأولوية لتنمية العلاقات الثنائية في السياسات الخارجية لكل جانب.
كما تعهد الجانبان في البيان بتعزيز المواءمة المتعمقة بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية التنمية الوطنية لطاجيكستان حتى عام 2030 بهدف بناء مجتمع للتنمية بين الصين وطاجيكستان.
ويقول البيان إن الصين وطاجيكستان ستعززان التعاون الأمني لبناء مجتمع صيني-طاجيكي للأمن خطوة بخطوة.
كما تعهد الجانبان بمواصلة زيادة التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والصحة والرياضة وغيرها من المجالات بالإضافة إلى توسيع التبادلات بين وسائل الإعلام وفرق الفن والمنظمات الشبابية.
ووفقا للبيان، سيواصل الجانبان تعزيز الدعم والتعاون المتبادلين في الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومؤتمر سيكا، وغيرها من الأطر متعددة الأطراف. كما سيواصلان تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بشكل مناسب بشأن القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية للتصدي المشترك للتحديات العالمية والإقليمية.
وعقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا مشتركا. وقبل محادثاتهما، أقام رحمن مراسم ترحيب بشي.
وصل شي إلى هنا يوم الجمعة لحضور قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا وإجراء زيارة دولة إلى طاجيكستان.
وتعد طاجيكستان المحطة الثانية في جولة شي في آسيا الوسطى التي أجرى خلالها زيارة دولة إلي قيرغيزستان وحضر القمة الـ19 لمنظمة شانغهاي للتعاون.