حرب أمريكية تَستهدف التقدّم التِكنولوجي في الصّين
موقع الصين بعيون عربية ـ
فرج اطميزه*:
في الوقت الذي تبذل جمهورية الصين الشعبية قصارى جهدها لإنجاز تقدم علمي تكنولوجي وتوظيفه في خدمة البشرية جمعاء، بعيداً عن الاصطفاف السياسي أو الديني، تقوم الولايات المتحدة ممثلة بطاقم ترامب المعادي لتطلعات البشرية، بحرب ذات طابع عدواني موجّه ضد البشرية جمعاء.
فالاجراءات الأمريكية الأخيرة ضد شركة هواوي الصينية، هي حرب تجارية على عدة محاور، وبهدف إحداث اضطراب عالمي وتخفيض معدلات النمو عالمياً.
ففي عهد إدارة ترامب فتحت أمريكا معارك اقتصادية وانسحابات من معاهدات دولية، كاتفاقية المناخ، والاتفاق النووي الإيراني، ومعاهدة الصواريخ متوسطة المدى.
وهذه أدلة ساطعة على نهج معادي لتطلعات البشرية في العيش بسلام، والولايات المتحدة تستهدف بهذه الإجراءات أكبر ثاني إقتصاد في العالم، حيث رَفعت الرسوم الجمركية على السلع الصينية بنسبة 25%، أي بمقدار 200 مليار دولار. ومن الطبيعي أن تلجأ الصين الى إجراءات حماية لنفسها ولاقتصادها، فتفرض ما قيمة 600 مليار دولار على المستوردات الأمريكية. وجاء إعلان شركة غوغل وتعليق أعمالها مع هواوي، بمثابة الذروة في الحرب التجارية الأمريكية ضد الصين.
ونتساءل: ماذا تريد أمريكا من هذه الإجراءات؟ والحقيقة الساطعة كضوء الشمس أنها، أي أمريكا، تستهدف تحقيق عدة عوامل، أهمها:
– إعاقة التطور العلمي – التكنولوجي المتنامي في الصين.
– توجيه ضربة إلى شركات صينية متطوّرة تُقلق أمريكا.
– عدم إدراك – أو عدم رغبتها بالإدراك والقناعة -، بأن دور أمريكا في سياسة القطب الواحد قد انتهى وإلى الأبد، وعدم قناعتها بوجود قوى عالمية أخرى فاعلة: (الصين) و (روسيا).
وفي الجانب الصيني: تُواجَه هذه الحرب بقوة وصلابة وإصرار على السير في طريق التقدم العلمي، وهي تواِجه الوحشية الأمريكية في العلاقات الإقتصادية الدولية، وهذا الموقف الصيني يَحظى بدعم وفهم عميق من جانب المنظومة العالمية، سيّما وأن هذه المنظومة، أو غالبيتها، تدرك مخاطر السياسة الإقتصادية الأمريكية، وأنها سياسة ستُلحق الضرر باقتصاد وتجارة العالم أجمع، سيّما وأن الدول النامية هي الأكثر تضرراً من الإجراءات الأمريكية. لذلك، لا بد من توفير الدعم والإسناد سياسياً، وإقتصادياً، وإعلامياً، لسياسة الصين في مواجهة هذا التغوّل الأمريكي.
وبات في منظور العالم أن على أمريكا أن تدرك، أن العالم الجديد آخذٌ في التشكّل بعيداً عن أحادية القطب الواحد (أمريكا) والتي لا تتوانى، عندما تعجز عن اللحاق بالسوق، تسارع بإرسال جنودها ودباباتها وطائراتها الى العالم.
إن تشكيلة العالم الجديد تُدرك بأن الحروب الإقتصادية الأمريكية، هي المواجهة قطبين رئيسيين في العالم (القدرة العسكرية الروسية و القدرة الاقتصادية الصينية).
وهنا تكمن مخاوف وقلق أمريكا من تلاقي هاتين القوتين.
مرة أخرى أوكد في هذا السياق، أن إنسانية وخلفية التقدم التكنولوجي الصيني، ووضعه في خدمة البشرية جمعاء، تتطلب منَّا تقديم الدعم والإسناد للصين بكافة إشكاله.
…
فرج اطميزه: الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني.
في المحصلة لا يصح الا الصحيح واتمنى ان تظل الصين شوكة في حناجر الامريكا لان العلم خرج من الصين