الحزام والطريق تعزز الرخاء في التبت والترابط مع جنوبي آسيا
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا ـ
بقلم محمد مازن:
أسهمت المنجزات التنموية، التي تحققت في العقود الأخيرة، من بعد إحلال نظام الحكم الديمقراطي منتصف القرن الماضي في منطقة التبت ذاتية الحكم جنوب غربي الصين، في توسيع انفتاح التبت وتعزيز تفاعلاتها مع العالم.
ومؤخرا، قطعت المنطقة خطوات مهمة في تطورها المستمر من بعد إدراجها في مبادرة الحزام والطريق في العام 2015، ما يمهد الطريق إلى تعزيز الترابط بين الصين ودول جنوبي آسيا.
— الانفتاح يؤتي ثماره
ووفقا لأرقام الحكومة الإقليمية، ساعد انفتاح المنطقة على مدى السنوات الستين الماضية في دفع نمو إجمالي الناتج المحلي للتبت من 174 مليون يوان في عام 1959 إلى 147.76 مليار يوان (الدولار حوالي 6.9 يوان) في العام الماضي، مسجلاً زيادة سنوية بلغت 9.5 بالمئة.
وقالت الحكومة إن قطاع النقل وحده جذب استثمارات في الأصول الثابتة بلغت 7.5 مليار دولار في العام الماضي، مما ساعد على وصول إجمالي طول طرق المنطقة إلى 89 ألف كيلومتر.
وقد عززت خطوط المواصلات الرئيسية، بما في ذلك خط سكة حديد تشينغهاي-التبت، الذي يمتد ما يقرب من 2000 كيلومتر ويربط التبت بمقاطعة تشينغهاي المجاورة، بشكل كبير قطاع السياحة في المنطقة.
وفي العام الماضي، اجتذبت المنطقة أكثر من 33 مليون زائر، محققة إيرادات من السياحة بلغت أكثر من 7.07 مليار دولار، مقارنة بـ 1.8 مليون زائر للمنطقة وحوالي 274 مليون دولار من الإيرادات في عام 2005، وهو العام الذي سبق إطلاق خط السكة الحديد، وفقا لأرقام الحكومة الإقليمية.
وتسعى التبت إلى دفع انفتاحها الخارجي من خلال خطة ثلاثية المحاور تعتمد على شبكات الطرق والطاقة والإنترنت مع تحسين السياسات التفضيلية المتعلقة بتسهيل التجارة الخارجية.
ومن الناحية التاريخية، كانت التبت بوابة مهمة للتبادلات بين الصين ودول جنوبي آسيا، وفي عام 2015، أدرجت الحكومة المركزية التبت في المخطط العام للمنطقة الاقتصادية لطريق الحرير، مما مكن التبت من الاستفادة من مزاياها الإقليمية للعب دور محوري في ربط البر الرئيسي للصين مع جنوبي آسيا وتسريع الانفتاح على العالم الخارجي.
وتشير الإحصاءات إلى أن تجارة الواردات والصادرات للتبت بلغت 4.8 مليار يوان (حوالي 693 مليون دولار أمريكي) في عام 2018. وقد استثمرت الشركات في المنطقة حوالي 280 مليون دولار أمريكي في البلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق.
–فرص وتحديات
لكن الترابط بين دول المنطقة لا يزال بطيئا، وفقا لما ذكر روباك سابكوتا، الأمين العام لمعهد نيبال للدراسات الاستراتيجية في نيبال.
وقال سابكوتا لوكالة أنباء شينخوا على هامش منتدى تنمية التبت 2019، الذي اختتم يوم 15 يونيو الجاري:” العلاقات بين الصين ودول جنوبي آسيا تغيرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بفضل تعزز العلاقات التجارية والاستثمارية بين الجانبين. ومع ذلك، فإن الترابط بين التبت التى تعرف بسقف العالم مع الدول المجاورة لا يزال بطيئا”.
وأضاف أن مبادرة الحزام والطريق أعطت مزايا نسبية للتبت لتسريع انفتاحها، قائلا: “المنطقة رغم ارتفاعها الذي يزيد على 4000 الاف متر ومناخها القاسي وتربتها غير الصالحة، استمر تطورها في التسارع واكتسبت تنميتها زخما بفضل الحزام والطريق”.
وأكد أن “التبت الآن في وضع يمكنها من العمل كحافز لتحقيق الترابط بين الصين ودول جنوبي آسيا لتحقيق الرخاء الإقليمي”، مشيرا في الوقت نفسه الى امكانية تقاسم الدروس المستفادة من تنمية التبت مع الدول التي تتشارك في تحديات جيولوجية مماثلة مثل نيبال.