مصر البوابة الإفريقية الأولى للصين
موقع الصين بعيون عربية ـ
القاهرة ـ محمود حسين أحمد*:
تميزت العلاقات الإفريقية الصينية في الفترة الأخيرة بنشر ثقافة التعاون في شتى المجالات، سواء السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية، مع نشر أهم خطوات سبل التقارب بين الصين والقارة الإفريقية من خلال بوابتها الأولى مصر التي أعادت الثقة مرة أخرى بالعلاقات بين الصين والقارة الإفريقية من خلال زيارات متتالية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد الإفريقي للصين في العديد من المناسبات التي جمعت بين الصين ومصر. وقد أظهرت هذه الزيارات الحب والتقارب الإفريقي الصيني في الفترة الإخيرة مع نشر روح التعاون المثمر بينهما في ظل محاولات مشبوهة من الدول المعادية للصين والقارة الإفريقية لتشويه العلاقت بينهما بشتى الطرق، ولكن فشلت بسبب دور مصر في إعادة العلاقات كما كانت في السابق .
تعزيز العلاقات المصرية الصينية تميز في نشر الوعي الثقافي بين الشعبين الصيني والمصري من خلال الدعوات الرسمية التي ترسلها الدولة الصينية لجميع الأحزاب السياسية المصرية وغيرها في باقي الدول الإفريقية لتقوم بتشكيل جبهة إفريقية صينية سياسية هدفها الترابط بين الصين والقارة الإفريقية لكي تتمكن الصين من مواجهة الدول الغربية كالولايات المتحدة وغيرها التي لا تريد حضور الصين في المنطقة الإفريقية في هذا التوقيت، بل بالعكس تريد أن تهتز العلاقات بين الصين وإفريقيا حتى لاتنهض الصين بأي شكل من الأشكال.
دور الصين في القارة الإفريقية
في البداية صرح السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن الصين لديها علاقات قديمة مع القارة الإفريقية منذ استقلال الحركة الإفريقية في الستينيات، بالإضافة إلى المشروعات الإفريقية المتميزة بالنسبة لدولة الصين، كخط سكك حديد هو بين دولة زامبيا وتنزانيا لنقل خام النحاس من زامبيا بإعتبارها الدولة الإفريقية الثانية بعد الكونغو في إنتاج النحاس. وكان هناك استفادة صينية كبيرة في هذا التوقيت من خط سكك زامبيا وتنزانيا، نظراً للعقوبات التي فرضت على الصين من الدول الأخرى فجعلتها تتعاون مع القارة الإفريقية في العديد من المجالات كمجال التجارة وتأييد الإستقلال الإفريقي، بالإضافة إلى عدم تدخل دولة الصين في الشأن الإفريقي إلا من باب التعاون مع الدول الإفريقية في شتى المجالات.
وأضاف السفير رخا لـ “موقع الصين بعيون عربية” أن دولة الصين دخلت في مشروع النفط السوداني في أوائل التسعنيات لربط التعاون الإفريقي الصيني من خلال مشاريع ضخمة بالأخص في المجال النفطي من خلال كشف العديد من الآبار البترولية في السودان وغيرها من الدول الإفريقية لتعزيز الترابط والتعاون مع القارة الإفريقية من خلال ضخ الكثير من الخبرات الصينية داخل أفريقيا في شتى أنواع العمل بين جمهورية الصين الشعبية والقارة الإفريقية.
الدولة المصرية أحد مداخل القارة الإفريقية للصين
على صعيد التعاون المصري الصيني أشار السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن العلاقات المصرية الصينية بدأت عام 1956، وما زالت في تطور مستمر وتعاون مثمر في المجالات كافة، وحجم التبادل التجاري حالياً وصل تقريبا إلى 10 مليار دولار بين البلدين في الوقت الذي أصبح الميزان التجاري العالمي في مصلحة الدولة الصينية، بالإضافة إلى أن مصر هي أحد المداخل الإفريقية لدولة الصين لتعزيز التعاون مع القارة الإفريقية، وهذا ظهر مؤخراً من خلال الزيارات التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصين والإتفاقات التي أبرمها الرئيس السيسي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ والتي تهدف إلى نشر الوعي بالصين في دول القارة الإفريقية والعودة بقوة لتعزيز مشاريع صينية كبرى في مصر وباقي الدول الإفريقية.
ومن جانب آخر أكد المستشار خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، أن مصر بوابة أفريقيا الأولى التي أستعانت بها الدولة الصينية من خلال إعادة العلاقات مع مصر وقت استلام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر. من هنا قامت القيادة الصينية بتعزيز العلاقات الصينية الإفريقية من البوابة المصرية ما أدى إلى دفع عجلة التنمية الصينية الإفريقية وتنفيذ مشروعات صينية كبيرة في مصر، وتزامن ذلك مع عودة مصر بقوة إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي لتبدأ في تنفيذ مشروعات إفريقية صينية داخل القارة وتقوم بربط إفريقي صيني في شتى المجالات الإقتصادية والسياسية من خلال عقد اتفاقيات شراكة بين مصر والصين في المجال السياسي الدولي والعديد من المجالات الكبرى.
وأضاف فؤاد لـ “موقع الصين بعيون عربية” أن الدعوات الرسمية التي ترسلها الدولة الصينية للأحزاب السياسية المصرية لزيارة الصين هي في مصلحة الترابط الشعبي بين البلدين، وهذا يبين دور الصين في محاولة التقارب الشعبي بين مصر والصين والتقارب الإفريقي الصيني من باب الدعوات الرسمية للأحزاب المصرية التي تلهم بشكل كبير باقي الأحزاب السياسية في القارة الإفريقية ما يحقق المزيد من التعاون بين مصر وباقي دول القارة الإفريقية في تعزيز العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية.
*محمود حسين أحمد رئيس لجنة الإعلام لحزب الشعب الديمقراطي وباحث في الشؤون الإفريقية الصينية